أحلام مستغانمي تفتح قلبها بالشارقة: رفضت التنازل عن عروبتي وقناعاتي لأفوز بمكسب لدى الغرب
شاركت الروائيّة الجزائريّة أحلام مستغانمي جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ42، احتفالها بإصدار روايتها الجديدة «أصبحتُ أنت» ومرور 30 عاماً على روايتها الأشهر «ذاكرة الجسد».
وقالت «منذ عقود وأنا ألتقي القرّاء هنا في هذا المعرض بلهفة لقاء عاطفي، فثمّة بهجة ما وفرح منثور بالأجواء يجعل منه عرساً لا تُصادف فيه إلا أناساً سعداء بلغوا ذروة العمر الجميل، إنهم في الأربعين، فقد ولدوا وكبروا مع هذا المعرض فللقارئ عمر قراءاته. مع الشارقة غدا للعام فصول خمسة خامسها فصل الكتاب، ففي كل نوفمبر تمطر السماء فرحاً وكتباً، بل العام هنا فصل واحد فمهما كان التاريخ الذي تزور فيه الشارقة فأنت في موسم الكتب حيث بساتين الروايات ومروج الشعر تتفتح في كلّ أيام السنة».
وأضافت «أنا معنيّة ومهتمة بهذه الأمّة وسرّ نجاحي هو أن القارئ العربي يعثر في كتبي على نفسه. هناك كُتّاب يفكرون في المكسب الفوري، ويعنيه أولاً أن تترجم أعماله في أوروبا. بالنسبة لي أنا أقيم هناك في أوروبا وأعرف كيف يمكن أن تنجح في تلك البيئة، التي لا تتوافق توجهاتها مع قناعاتي، ولن أتنازل عن عقيدتي، ولن أتنازل عن شعوري القومي ودفاعي عن العربيّة لأفوز بمكسب هناك».
واستطردت «أذكر عندما صدرت أطروحتي للدكتوراه في فرنسا ودُعيت للحديث عن الأدب النسائي، فتوقعوا أن أقول إن المرأة ضحية الرجل العربي وهو ضحية الدين ومن هذا الكلام، ولكن عندما برأت الإسلام من هذه التهمة انتهى الأمر ولم يعودوا يدعونني، ومع ذلك لم أخسر شيئاً بل كسبت كل القرّاء العرب».
وتابعت أحلام مستغانمي في الأمسية التي أدارتها الإعلاميّة الدكتورة بروين حبيب «رواية ذاكرة الجسد كانت حدثاً غير متوقع في حياتي، كتبتها أثناء دراستي في فرنسا، كان لدي ثلاثة أطفال صغار وما كان لي من أحد ليساعدني، كنت أكتب هذه الرواية ليلاً ومعظم الوقت كنت أخفي الأوراق تحت السرير خوفاً عليها من الأطفال. استعنت لكتابتها بما كان في حوزتي وذاكرتي ليس أكثر، برسائل أبي وما أعرفه عن الثورة الجزائرية وقصصي الخاصة لم أكن أتوقع أبداً أن تحقق تلك الرواية ذاك النجاح المذهل».
وحول تجربتها مع الشاعر نزّار قباني فيما يتعلّق بتلك الرواية تحديداً، أشارت إلى أنها عندما التقت نزار بعد صدور الرواية، طلب منها الاطلاع عليها. وأوضحت «رغم صداقتي مع نزار خجلت من أن أعطيه الرواية، فمن أنا ليقرأ نزار قباني كتاباتي. ولكن فوجئت بعد أيام من حصوله عليها باتصال منه يخبرني أنّ الرواية دوّخته».
ولفتت المبدعة الجزائرية إلى مواقف حصلت معها في معارض عدة من بينها معرض الشارقة الدولي للكتاب: «أتذكر في إحدى السنوات أنني جلست لمدة سبع ساعات ونصف أوقّع أحد كتبي وعندما عجبت لصبر القراء وانتظارهم الطويل أخبرني أحدهم مازحاً أنهم أثناء ذلك تعرّفوا على أصدقاء جدد وبعضهم وجد عملاً بل ووجد من قد تصبح رفيقة عمره وهذا ما حدث فعلاً فالبعض يعود إلي في معرض آخر ليقول إنه التقى بزوجته وهو في انتظاري. وأعتقد أن أحد أسباب هذه الاهتمام هو أنني أوقّع بقلبي لا بقلمي... إنني في كتبي أغلّف المواضيع السياسية بالحب، لأنه لا يمكن أن تقدمي التاريخ هكذا للقارئ، لا أحد جاهز اليوم لقراءة قصص تاريخية».