المعرض يرفع شعار «من أجل مساحات معيشية مستقبلية»
«مصمّمون من الإمارات».. إبداعات 30 موهبة بلمسة التراث والاستدامة
تزيّن أعمال 30 موهبة معرض «مصممون من الإمارات»، الذي يقام ضمن فعاليات «أسبوع دبي للتصميم» بدعم من هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، إذ يرفع المعرض شعار «من أجل مساحات معيشية مستقبلية».
وتتميز التصاميم بمزجها الابتكار المعاصر بهوية التراث، وحرصها على لمسة الحفاظ على البيئة، وكذلك ابتكار مساحات معيشية تتماشى مع هوية المجتمع، وتقدم رسالة بيئية مهمة من خلال المواد المعاد تدويرها، إذ التزموا مفهوم الاستدامة.
ويهدف معرض «مصممون من الإمارات» إلى تعزيز ثقافة الابتكار ودفع الصناعة الإبداعية في دولة الإمارات نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.
وقالت القيم الفني للمعرض فاطمة المحمود، لـ«الإمارات اليوم»: إن «المعرض يقدم في نسخته الرابعة ما يقارب 24 مشاركة من استوديوهات محلية، وما يقارب 30 مصمماً ومصممة من الإمارات، ويركز على التراث الثقافي، وكيف يمكن للمصممين تقديم ابتكارات تدعم الصناعة المحلية». وأوضحت أنهم ركزوا على مبدأ الاستدامة في الأعمال، عندما استقبلت طلبات المشاركة، كي يكون المعرض متماشياً مع عام الاستدامة، لافتة إلى أن المعرض نجح في استقطاب المصممين وزيادة عددهم مع كل دورة.
نقل الثقافة المحلية
وعن أعمالها في المعرض، قالت المصممة عائشة الياسي، التي تشارك بثلاثة تصاميم «قدمت الطاولة (سان) ومنحتها هذه التسمية، لأنها مستوحاة من جسم الإنسان، وفي حين أن معظم الطاولات تستند إلى أربع أرجل، تعمدت وضع اثنتين فقط، لتجسد كمال وثبات الإنسان، بينما التصميم الثاني مستوحى من كثبان الرمال في الصحراء، ويبدو الكرسي ناعماً، ولكنه غير مريح للجلوس، ويعكس صعوبة الحياة الصحراوية، فيما القطعة الثالثة مستوحاة من العقال الذي يلبسه الرجال، ونفذت التصاميم من المايكرو بلاستيك والخشب».
وأضافت أنها غير متخصصة بالتصميم، ولكن في الثقافات العالمية، ولذا أولت من خلال أعمالها أهمية لنقل الثقافة المحلية.
وعن الاستدامة، أشارت عائشة الياسي إلى أنها حرصت على إيجادها بالتصاميم من خلال أنواع الخشب المستخدمة، إذ اعتمدت على بقايا الخشب المستخدم في إعادة التدوير، وبالتالي من الممكن إعادة تشكيل العمل من المواد نفسها، ما يحمل رسالة توعوية حول الحفاظ على البيئة.
«التلي» حاضر
في المقابل، حضرت «التلي» مع تصميم سارة المنصوري، التي تقدم الحرفة التقليدية بأسلوب معاصر، مؤكدة أن التلي من المهن الأصيلة في الدولة، واستوحت عملها من هذه الحرفة لتمنحها روح المعاصرة، فتعمدت تصميم القاعدة التي تعمل عليها النساء، من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد من مواد بلاستيكية معادة التدوير، كما وضعت لها شكلاً مبتكراً وجديداً.
ولفتت إلى أن الخيوط التي وضعت في التصميم صممت خصيصاً من خيوط الذهب، مشددة على أنها تعنى بإبراز الهوية الإماراتية وإحياء التراث من منظور شبابي، فيما شكلت الاستدامة فرصة للتفكير بطريقة مبتكرة، مع الإشارة إلى أن الأجداد هم أوائل من اعتمدوا الاستدامة، خصوصاً أن الطبيعة كانت المصدر الأساسي لكثير من الموارد الأساسية في حياتهم.
«ظل ظليل»
وعلى شكل شجرة النخيل يأتي عمل المصممة خديجة المازمي، والذي يحمل عنوان «ظل ظليل»، موضحة أنها استوحت التصميم من تلك الشجرة ذات المكانة في المجتمع، فيما يرمز الجذع الذي يبدو بشكل متعرج، إلى عشوائية الصعود إلى النخلة، مستخدمة الطباعة الثلاثية لأجزاء الإضاءة والخشب الطبيعي للجذع.
وقالت إن النخلة تتميز بكونها حاضرة حولنا في كل مكان، كما استخدمت في البناء، لافتة إلى أنها تعمل في التصميم منذ 10 سنوات، ولكنها تشارك للمرة الأولى في معرض «مصممون من الإمارات»، وحرصت على إبراز ملمح من الثقافة المحلية. وشددت على أنها تستخدم المواد المستدامة في مشاريعها قدر الإمكان من أجل الحفاظ على البيئة.
الشعب المرجانية
أما المصممة ومدرسة الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة، إيمان إبراهيم، فتشارك بعمل يرمز إلى خلايا الشعب المرجانية، معتمدة فيه على البلاستيك الممزوج بالنحاس. وقالت «اعتمدت على البلاستيك؛ كونه من أكثر المواد المضرة البيئة البحرية، وعملت على بحث طويل استغرق مني ما يقارب عامين، كي أتوصل إلى المواد الأساسية التي يمكنني من خلالها تنفيذ هذا العمل، خصوصاً أنني أردت أن أصيغ العمل بالطباعة الثلاثية الأبعاد».
وأكدت أهمية مبدأ الاستدامة في التصميم، سواء عبر تخفيف الاستخدام أو إعادته أو اللجوء إلى إعادة التدوير، معتبرة أن إعادة الاستخدام تعد الحل الأمثل لإنتاج الأعمال، إذ تخفف من تكلفة إنتاج التصميم، وتقدم رسالة مهمة للجمهور والفنانين على حد سواء.
عائشة الياسي:
• اعتمدتُ على بقايا الخشب المستخدم في إعادة التدوير، ما يحمل رسالة توعوية.
سارة المنصوري:
• أُعنى في أعمالي بإبراز الهوية الإماراتية، وإحياء التراث من منظور شبابي.
ابتكارات من المملكة
يقدم «أسبوع دبي للتصميم» مجموعة من التصاميم الإبداعية في معرض خاص بعنوان «صمم في السعودية»، والذي يعد إحدى المبادرات الاستراتيجية لهيئة فنون العمارة والتصميم في وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية، وتعنى بتطوير قطاع التصميم.
وتعكس المجموعة الإبداعات والإمكانات اللامحدودة للمصممين الصناعيين، في وقت يشكل فيه التصميم الصناعي فرصة واعدة لحقبة جديدة من الإبداع والابتكار في المملكة.
ويحمل المعرض مجموعة من الأعمال الفريدة، ومن بينها المزهريات التي تجسد جوهر منطقة نجد، فيما قدم أكثر من تصميم يحمل اسم العلا، فيما عرض مقعداً مصمماً من عوارض أول سكة حديدية في المملكة، التي أسست عام 1951، فضلاً عن تصميم خاص بطاولة لعبة الكيرم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news