25 عملاً تركيبياً بمفهوم الاستدامة في «حي التصميم»

إبداعات من السكر ومواد طبيعية تزيّن دبي

صورة

الأوراق والسكر والخيوط والفواكه، وحتى الليف، وغيرها من الأشياء غير المألوفة في الفن، شكلت المادة الأساسية للأعمال التركيبية التي تتوزع بين أرجاء «حي دبي للتصميم»، ضمن «أسبوع دبي للتصميم»، الذي يختتم اليوم.

وتركز التصاميم والمشاريع المعروضة على مفهوم الاستدامة، والتقاء التصميم بالعلوم والتكنولوجيا، فضلاً عن إعادة استخدام المواد التقليدية، من أجل إيجاد أشكال جديدة للممارسات الفنية المستدامة.

وتميزت الأعمال التركيبية (25 تصميماً) بالمواد التقليدية التي نتعامل معها في حياتنا اليومية، ومنها السكر الذي استخدم في العمل التركيبي للمهندس المعماري الفرنسي أرتور ماموماني، والذي عُرض في أكثر من دولة، وصمم بالطباعة الثلاثية الأبعاد من مادة أساسها السكر المخمر، وهي مادة ثورية في مجال العمارة.

أما عرين، فقدمت عملاً بعنوان «خيوط متدفقة»، استخدمت فيه النسيج والخيوط التي يمكن إعادة تشكيلها، والتي تسمح للنسيج باتباع حركة الرياح، فيما قدمت «تي في إف» عملاً بعنوان «أجزاء لب الورق» وصنع من بقايا الورق ويرصد النزعة الاستهلاكية في المجتمع.

«من النخلة»

من جهته، يطلّ المهندس المعماري ومؤسس استوديو «ملا للتصميم» عبدالله الملا، بعمل لجناح أبواب بعنوان «من النخلة»، وجمع فيه عناصر التراث الإماراتي.

وعن تصميمه، قال الملا لـ«الإمارات اليوم»: «قدمت فكرة مستدامة تقوم على التعلم من الماضي، إذ استخدمت النخلة قديماً في البناء والعمارة والمنتجات والأكل والوقود، وشكلت مادة مستدامة، ولذا قررت أن أضعها بشكل معاصر، فصممت الجناح كاملاً من شجر النخيل، بدءاً من الأرضية المصممة من خشب النخيل، والأعمدة من الجذع والسقف من السرود».

وأشار إلى أن التصميم يعيد تقديم الثقافة التراثية بشكل جديد، لاسيما أنه يمنح الجمهور مثالاً على مواد متوافرة في الطبيعة، فضلاً عن أنها مواد لا تتطلب صيانة.

وأوضح الملا أن «الهندسة والفن يلتقيان في عمله من خلال المواد والتصميم، إذ إن طبيعة هذه المواد تتطلب الخلفية الهندسية لتوظيفها على نحو أفضل، فعدد الأعمدة المستخدمة وهي 12 والسرود الـ700، تتطلب حسابات هندسية اعتمدت على التكنولوجيا أيضاً، بينما كان اختيار الشكل الدائري ليتناسب مع مساحة حي دبي للتصميم».

بيت للشاي

أما تصميم «عربي آن تي هاوس» لاستوديو «ميتسوبيشي جيشو ديزاين» الياباني، فاعتمد على الفاكهة وأنواع متباينة من المأكولات والورق، ويمثل التقاليد اليابانية المرتبطة بطقوس تناول الشاي.

وقال المهندس المعماري ديوين كانغ: «يُعدّ هذا التصميم امتداداً لسلسلة النماذج الأولية المبتكرة التي عُرضت للمرة الأولى في بينالي البندقية للهندسة المعمارية، فهو الإصدار الثاني لبيوت الشاي المستدامة، أما اسم العمل فيعني (الكوخ البسيط) باللغة اليابانية»، مشيراً إلى أن الشاي يُعدّ جزءاً من الثقافة في العديد من البلدان، ولهذا تم تصميم بيت مخصص لهذا المشروب باستخدام مواد معادة التدوير، فالقطع التي جمع بها ورق (الأوريغامي) مصنوعة من الشاي الأخضر، وطليت بمواد طبيعية تجعلها مضادة للماء.

ورأى المهندس الياباني أنه من الممكن استخدام الكثير من المواد في هذا التصميم، ففي البندقية استخدمت القهوة والباستا، لافتاً إلى وجود قطع مصنعة من العنب، وغيرها من المواد التي يتم جمعها وطحنها واستخدامها في عملية البناء. ونوّه بأن ما يميز هذا النوع من التصميم إمكانية استخدام المواد الأساسية المتوافرة في كل بلد، خصوصاً أن بقايا الطعام مشكلة في العديد من البلدان، ولذا يتم التعامل معها من أجل الوصول الى حلول لكيفية استخدامها.

«زرع المستقبل»

ومن الفاكهة إلى الليف، إذ قدم عمل «سيتم زرع المستقبل» من فريق «ميد ان إيرث» من الهند، المصنوع من الليف المحاك يدوياً وبذوره. وقالت شروثي راماكيشنا، عن التصميم، إنه «تم استخدام الليف الذي حاكته النساء العاملات، ووصلت قطعه حتى أصبح عملاً تركيبياً كبيراً على شكل لحاف».

وأشارت إلى أن العمل يبرز الحِرف التقليدية، والاهتمام بتقديم عمل يكون على علاقة جيدة بالبيئة، لافتة إلى أنها بدأت فكرة العمل من خلال عائلتها التي تمتلك مزرعة عضوية وتزرع وتصدر الليف.

ورأت أن هناك كثيراً من القضايا الملحة التي ترتبط بالبيئة والتغيّر المناخي، ولهذا تم العمل على التصميم كي يكون خطوة من أجل التوعية في هذا المجال.

من جهته، أكد المصمم أجني ميترا فاشتي، أن «سيتم زرع المستقبل» يختصر رحلة الاستوديو مع الاستدامة، وكذلك مع الأيدي العاملة، إذ اعتمد على حِرفة مرتبطة بالتراث، مشيراً إلى استخدامهم مواد طبيعية متنوّعة، ومنها خشب جوز الهند الذي صممت منه المقاعد، ما يقدم فرصة للنظر إلى المواد بشكل مختلف وجديد.

أشغال مدنية

فاز المهندس أحمد القطان، بمسابقة «أشغال مدنية»، التي تدعو المهندسين المعماريين والمصممين لتقديم مقترحات مشاريع أثاث خارجي مبتكر. وشارك القطان بمشروع «ديزاينست»، الذي تعمد فيه تقديم تصميم خارجي للبشر وكذلك للطيور.

وقال القطان لـ«الإمارات اليوم»: «يتميز العمل بتكوينه من سلسلة من الفراغات للجلوس والتجمع وتبادل الأفكار، وهو مستوحى من الأهمية التاريخية لأبراج الحمام في شبه الجزيرة العربية، التي كانت تستخدم للدلالة على الثراء والفخر بالعمارة التقليدية، وجمع التصميم بين العمارة التقليدية والمعاصرة». وأضاف: «بني التصميم من مواد تم العمل على تطويعها كي تناسبه، لاسيما أنه كان لابد من الابتعاد عن مواد معينة ثقيلة الوزن، فيما انطلقت فكرة المشروع الأساسية من الجمع بين البشر والطيور»، لافتاً إلى أنه كمهندس يرى أن كثيراً من المباني لا تضع في الحسبان الطيور، وبسبب استخدام الكثير من الزجاج في المباني الشاهقة، تواجه الطيور انعكاسات الزجاج وتصطدم به، لذا من المهم أن يفكر المهندس بحلول لتلك الكائنات.

• «أسبوع دبي للتصميم» يختتم اليوم.

تويتر