«هيبا» تعلن الفائزين بالجوائز الخاصة لدورة «التنوّع»
إماراتية تعشق «الأبيض والأسود».. الشخصية الواعدة في جائزة حمدان بن محمد للتصوير
كشفت الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، عن الفائزين بالجوائز الخاصة للدورة الـ12 التي كانت بعنوان «التنوّع»، إذ شهدت تقديم ثلاث فئات من الجوائز الخاصة: صُنّاع المحتوى، والشخصية الفوتوغرافية الواعدة، والجائزة التقديرية التي تُمنح للذين أسهموا بشكل إيجابي في صناعة التصوير الفوتوغرافي.
وحصلت المصورة الإماراتية فاطمة الموسى على جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة، تقديراً لحضورها الفني المتوهّج من خلال منهجية بصرية تعتمد الأبيض والأسود بعيداً عن تشتيت الألوان، وإبداعها في استحضار الماضي، وتخليد التاريخ، وتجسيد تراث الأجداد.
بينما حاز الجائزة التقديرية المصور الهولندي فرانس لانتينج، لما قدَّمه خلال مسيرته، إذ يُعدُّ أستاذاً وخبيراً في التصوير. وذهبت جائزة صُنّاع المحتوى للمصورة الأميركية الشهيرة مارغريت ستيبر، التي وصفتها مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» عام 2013 بلقب «صاحبة الرؤية».
نماذج تحتذى
من جهته، قال الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث «نجح الفائزون في تقديم إسهامات فوتوغرافية مؤثّرة ومُعاصرة تلامس القضايا ذات الأولوية للشعوب والأمم. ونهدف من خلال تقديم التكريم لهذه الشخصيات المميزة، لتقديم أمثلة مرموقة تُحتَذَى في مدى عطائها لصناعة التصوير العالمية ودعمها لكل المصورين المهتمين من كل أرجاء العالم».
وأضاف «تكريم المبدعين في الفئات الثلاث من صميم رسالة الجائزة المستلهمة من فكر سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي راعي الجائزة، في دعم الفنون وتشجيع الإبداع الثقافي والمعرفي، ودفع عجلة العمل والاكتساب والإنجاز». وتابع «فخورون بوجود شخصية إماراتية ذات خط فني واعد ضمن قائمة الفائزين. هذا دليل ساطع على الخط التصاعدي الإبداعي لصناعة الابتكار الإماراتية وللتفوق النوعي في الفنون البصرية. ندعم هذا النوع من المواهب ليحقق طموحاته ضمن خريطة صناعة التصوير الدولية».
عن الشغف
من جهتها، قالت فاطمة الموسى «أتقدّم بالشكر الجزيل إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى مجلس الأمناء على القيمة الكبيرة والدعم الذي تقدمه (هيبا) لمجتمع المصورين على المستوى الدولي. شكراً لتشجيع ودعم الفن والثقافة والابتكار، إذ تحتل (هيبا) مكانة خاصة جداً في قلوبنا. الكلمات لا تستطيع التعبير بما أشعر به من فخر وتشريف، الفوز يعني بالنسبة لي أن تتم الإشادة بي وتقديري وتكريم عملي الجاد على مدار سنوات كان دافعي فيها هو الشغف».
وأضافت «التصوير الفوتوغرافي فن راق، ولغة يفهمها كل الناس، فهي تنبع من دواخل الروح، وأتطلع لإيصال صورة إيجابية، وأن أكون سفيرة للأعمال الهادفة التي ترتكز على قيم الخير والتسامح والاحترام المتبادل».
وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم» كشفت فاطمة الموسى أنها «شاركت عبر مجموعة من الصور، وكل صورة تحمل حكاية وقصة مختلفة، ولكن ما يجمعها هو الأبيض والأسود، ويمكنني القول إن الفوز بالجائزة ترك بداخلي شعوراً عميقاً بالفرح يصعب التعبير عنه، فهي جائزة صادرة عن مؤسسة راقية وعالمية، وتضيف إلى سجلي، لاسيما أنها تجسد التقدير للأعمال التي قدمتها منذ عام 2015، وبالطبع ستشجعني على متابعة تقديم الأعمال الهادفة، كي أكون خير سفيرة لوطني». واعتبرت «التصوير أمانة ولغة تترك أثرها على كل البشر، ولهذا لابد من أن يكون المرء مدركاً لكيفية تقديم هذه الأمانة بصدق وبشكل إيجابي». وأضافت المبدعة الإماراتية عن بدايتها في عالم التصوير «درست الإدارة وبدأت علاقتي بالصورة منذ 2015، إذ كنت أحب اللوحات والصور وأعيش ملامحها وقصتها، حتى اقتنيت كاميرا، ودخلت التصوير بسبب شغفي بهذا العالم، واجتهدت وبحثت وتعلمت كثيراً حتى كونت معرفتي بالتصوير». وحول الموضوعات التي تحب تسليط الضوء عليه، أشارت إلى أنها تميل إلى توثيق حياة الشارع، إذ تحمل صوره الكثير من القصص، لافتة إلى أنه من الممكن الاستلهام من كل مكان نزوره، أو حتى من المواقف التي قد تترك أثرها في النفس، فالصور أحياناً تضع المرء أمام مراجعة الذات. وأكدت فاطمة أنها تميل دوماً إلى الإيجابية، وتوجه عدستها إلى الأعمال ذات الرسالة التي تجسد معاني الخير والتسامح، وبالطبع الأعمال التي تكون محملة بثقافة بلدها، واصفة توثيق المصور للتراث الإماراتي بأنه شرف ورسالة ومسؤولية، لتعميق هذه الثقافة في الجيل الشاب، وخلق نوع من الارتباط الروحي عبر الكاميرا.
من جانبه، قال فرانس لانتينج، إن «الحصول على الجائزة شرف كبير وتقدير ثمين، إذ عزَّزت يقيني بأن التصوير لغة تواصل عالمية للناس في كل مكان».
أما مارغريت ستيبر، فأعربت عن سعادتها وامتنانها لـ«هيبا» على الجائزة القيّمة، مضيفة «إنها إشادة كريمة للغاية لأمثالي العاملين بهدوء من أجل الجيل القادم من المبدعين البصريين. لقد اخترتُ المعادلة التالية لتكون أساسية في حياتي الفوتوغرافية: كلما تقدَّمتُ إلى الأمام استطعت دفع الآخرين إلى الأمام، هذه حقيقة في هذا المجال التنافسي للغاية».
حاصدا تكريمات
حصد المصور فرانس لانتينج عشرات الجوائز والألقاب والتكريمات المرموقة، وبعض كُتبه ضمن الأكثر تأثيراً في القرن الـ20، وكان له الفضل في استقطاب الاهتمام العالمي بقضايا بيئية مهمة.
أما مارغريت ستيبر، فهي زميلة مؤسسة غوغنهايم، إضافة إلى عملها لمصلحة مجلة نيوزويك ووكالة أسوشيتد برس، وتُعرض صورها في أماكن عريقة في العالم، منها مكتبة الكونغرس الأميركي؛ وحصدت عشرات الجوائز المرموقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news