جلسات ومعرض لرسوم قصص الأطفال

«العويس لأدب الطفل».. الهوية الوطنية بشكل معاصر

صورة

أكد كتّاب ومختصون في أدب الطفل ضرورة وقيمة الاهتمام بالهوية الوطنية وتقديمها بشكل معاصر في أدب الأطفال.

جاء ذلك في «ملتقى العويس لأدب الطفل في الإمارات»، الذي نظمته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وتناول عبر جلستين حواريتين، واقع ومستقبل أدب الطفل وأبرز تحدياته، إضافة إلى معرض رسوم قصص الأطفال الذي تخلل الملتقى، والذي شارك فيه نخبة من الكتّاب والرسامين المبدعين في المجال، وشهد الملتقى طباعة وتوزيع أول قصة مصورة في الإمارات كتبها ورسمها عبدالعزيز خليل المطوع في عام 1969.

وافتتح الدكتور علي الحمادي فعاليات الجلسة الأولى، عبر ورقة بحثية حملت عنوان «دور أدب الطفل في ترسيخ الهوية الوطنية»، متسائلاً: كيف يمكن لأدب الطفل أن يؤدي دوراً تعليمياً ووظيفة تربوية في مجال ترسيخ الهوية الوطنية؟ طارحاً الإمكانات المتاحة اليوم لاستثمار المناهج المدرسية كوسائط لطرح تجارب أدب الطفل، متسائلاً: حول الطرق الإجرائية الأفضل لتوظيفه بشكل صحيح في هذه المناهج؟

التفكير في الاحتمالات

وتحت عنوان «الخيال والرمز في قصص الأطفال»، أشارت الكاتبة ري عبدالعال، إلى أن الخيال يمكّن الأطفال من التفكير في الاحتمالات وطرح مختلف الأسئلة وإطلاق العنان لأفكارهم وفلسفتهم الخاصة وفهمهم للحياة، مؤكدة أن العوالم الخيالية في قصص الأطفال لا تخضع للواقع، فيما تلعب الرسوم المصورة فيها دوراً كبيراً في تحرير خيالهم، لتمنح في المقابل الحياة للنصوص الأدبية المخصصة للطفل شرط توظيفها بالطريقة الأمثل.

ازدواجية المحتوى

وأكدت الروائية الإماراتية ناديا النجار، في ورقتها البحثية التي حملت عنوان «وعي الذات في أدب الطفل في الإمارات»، أن أدب الطفل أداة قوية لتشكيل عقول الصغار، باعتبار ما يميزهم من قدرة على بناء وعيهم الذاتي وتشكيل هوياتهم وشخصياتهم، فيما يمكن لأدب الطفل عبر رواياته وقصصه، ملامسة عقل وقلب ووعي الطفل، وبالتالي الإسهام في تنمية شخصيته وفتح آفاق أوسع أمامه للمعرفة وطرح الأسئلة، ومن ثم تقدير من حوله وما حوله، معتبرة أن كل طفل يستحق أن يجد كتاباً يشبهه.

أمّا الكاتبة والرسامة الإماراتية فاطمة العامري، التي اختتمت نقاشات الجلسة الأولى ببحث حمل عنوان «التفاعل ما بين النص والرسم في قصص الأطفال»، فتوقفت عند مفهوم ازدواجية المحتوى في قصص الأطفال ما بين العنصر اللغوي والفني، مؤكدة أن التفاعل في قصص الأطفال ينقسم إلى نوعين هما التفاعل المتماثل والتفاعل المعزز والمطور الذي يقدم الرسام من خلاله بعداً أعمق من حدود النص المكتوب، بحيث يمكن قراءته عبر إيحاءات فنية ورموز وإشارات منعزلة عن النص الأدبي.

الرمز والخيال

الجلسة الثانية من «ملتقى العويس لأدب الطفل في الإمارات»، بدأت بموضوع الرمز والخيال وآليات توظيفه في أدب الطفل، وضوابطه وكذلك محدداته، إذ قدمت الدكتور وفاء الشامسي تحت عنوان «الرمز والخيال في قصص الأطفال بين المقبول والمرفوض» قراءة تحليلية توقفت من خلالها عند أهم معايير توظيف الخيال والرمز في أدب الطفل، وقدمت كاتبة الأطفال والصحافية المصرية أمل فرح، سرداً تاريخياً ثرياً تناولت فيه «أقدم ذراع لأدب الأطفال في الإعلام.. المجلة أين وإلى أين»، متوقفة عند أول مجلة صدرت للأطفال في عام 1870 حملت اسم «روضة المدارس» تلاها في عام 1893 إصدار مجلة «المدرسة»، ومن بعدها مجلة «الأولاد» في عام 1923، لتتوالى بعدها إصدارات مجلات الأطفال، في السودان في عام 1946 وفي العراق في عام 1951 وفي لبنان في عام 1952، فيما اعتبر عام 1969 عام المجلات وصحافة الأطفال مع إصدار مجلة «سعد» في الكويت، ومجلة «أسامة» في سورية، و«الأشبال والزهرات» في فلسطين، وصحيفة «أمقيدش» في الجزائر، و«عرفان» في تونس، و«المزمار» و«مجلتي» في العراق، ومجلة «ماجد» الإماراتية في عام 1979، ومجلة «العربي الصغير» 1986، فيما اختتمت الجلسة الثانية بشهادة إبداعية للدكتورة فاطمة المزروعي حملت عنوان «تجربة الكاتبة في أدب الطفل».

إشكالية الكتابة للطفل

في مداخلته الخاصة حول «أدب الأطفال بين الحضور والتشتت» توقف الباحث والكاتب الدكتور هيثم يحيى الخواجة، عند أبرز الإشكاليات التي تعترض أدب الطفل مستعرضاً بعض الإصدارات التي «تشوّه» أدب الأطفال، وضرورة إلمام كتابه بنفسية الطفل أولاً واحتياجاته ثم مراحل نموه، مؤكداً أهمية إدراك المعجم اللغوي الملائم لكل مرحلة عمرية، إضافة إلى بيان حدود التجريب في أدب الطفل، معتبراً أن بعض كتّاب أدب الأطفال لم يصلوا إلى المستوى الذي يجب أن يكتبوا فيه للطفل، وأن الكثير من القصص التي وظفت التراث في أدب الأطفال لم تكن موفقة، كذلك الأمر بالنسبة للقصص الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة وقصص الخيال العلمي.

تويتر