جاسم خادم.. صانع محتوى شغوف بنشر ثقافة الأمن السيبراني
«أحببت أن أوظف تجربتي السابقة في الإعلام، لصناعة محتوى تقني يسهم في نشر ثقافة الأمن السيبراني في المجتمع».. بهذه العبارات، بدأ المهندس الإماراتي وصانع المحتوى التقني جاسم خادم، حواره مع «الإمارات اليوم»، متوقفاً عند أهم المحطات التي أسهمت في صياغة تجربته المهنية وإسهاماته المجتمعية على مدار السنوات الماضية، والتي استطاع من خلالها الوصول إلى شرائح واسعة من جمهوره، مقدماً حصيلة خبراته الأكاديمية والعلمية الواسعة في المجال.
محطة التلفزيون
تحمس جاسم خادم لوصف بداياته الإعلامية كمذيع ومقدم برامج أطفال على شاشة تلفزيون دبي، في فترة التسعينات من القرن الماضي، التي تشارك فيها مع عدد من المذيعين الشباب، خطوة تقديم عدد من البرامج التي مازالت محفورة في ذاكرة الجمهور، وأهمها برامج «حول العالم»، «إجازة سعيدة»، و«صيف دبي»، وغيرها من المشاركات في فعاليات عدة، وأعمال درامية أسهمت بشكل كبير في صقل تجربته الإعلامية المبكرة، قائلاً «إضافة إلى مهارات الوقوف أمام الكاميرا والتحدث إلى الجمهور، رفعت هذه التجربة النقاب عن حلاوة الاكتشاف المبكر لمهارات التواصل مع الناس، وهو ما سعيت إلى الاستفادة منه وتوظيفه فيما بعد، في تجارب تقديم محتوى تقني يفيد الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي»، متابعاً «بعد تلك المرحلة التأسيسية المهمة، وحصولي على الثانوية العامة، أردت متابعة شغفي الكبير بعلوم الكمبيوتر والشبكات، وأتيحت لي حينها فرصة ذهبية لدراسة مجال أمن المعلومات والشبكات في جامعة هاستينغز بالمملكة المتحدة، لأعود بعدها إلى الإمارات وأعمل في مجال الأمن السيبراني».
فضاءات «الرقمي»
وحول بدايات علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي وعوالم الرقمي الممتدة والمتشابكة التفاصيل، أكد خادم أنه يعدّ نفسه من «قدامى» هذا المجال، باعتبار مواكبته المراحل الأولى لتأسيس منصة «فيس بوك»، ومن بعدها موقع «إنستغرام»، مشيراً إلى أنه المجال الذي وجد فيه ضالته، ليجتمع فيه بشغف قديم آخر، هو شغفه الأثير بمجال تصوير الحياة البرية، واصفاً هذه المرحلة بالقول «بعد تجربة المنتديات التي كانت رائجة قبل (السوشيال ميديا)، أحببت الاستفادة من بروز هذه المنصات الرقمية الجديدة على الساحة، فعمدت إلى صناعة محتوى تقني مفيد ومبسط، أقدم من خلاله الشروح حول بعض البرامج الخاصة للحاسب الآلي، مثل برامج التصميم ومكافحة الفيروسات وغيرهما من البرامج التي كانت جديدة نوعاً ما، وغير مألوفة للجمهور.
لم تكن الرغبة في الظهور، ولا حتى العوائد المادية الدافع الحقيقي لهذه التجارب المبكّرة، وإنما السعي إلى تقديم المعلومة الصحيحة والمعرفة المتكاملة لمن يحتاجها، وهو الأمر الذي توسع في وقت لاحق ليشمل مفاهيم عدة، مثل مفهوم الأمن السيبراني.
خط الدفاع الأول
وشدد جاسم خادم على أهمية حماية البيانات، ونشر ثقافة الأمن السيبراني لحماية الأفراد الذين اعتبرهم خط الدفاع الأول عن المجتمع، مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة الاهتمام برفع وعيهم بقيم أمنية لها علاقة بسد الثغرات الأمنية في أنظمة الأجهزة بمختلف أنواعها، والحد من التصيد الإلكتروني، وغيرها من الخطوات الأمنية الأساسية التي وضحها خادم بالقول «يجب تدريب الجميع، أفراداً ومؤسسات، على كيفية حماية بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية، ونحن نعيش عصر التخزين السحابي، حيث تأتي التوعية في المقام الأول، تليها البرامج والآليات المتقدمة للدفاع الإلكتروني، وتجاوز نقاط الضعف لحماية هذه البيانات كأمر بالغ الأهمية، يصب في مصلحة الجميع».
لمسة إبداعية
وتوقف جاسم خادم عند ما يميز محتوياته الرقمية وطرق طرحها على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى قيمة اختيار المحتوى المناسب الذي يلامس أبرز المشكلات وحوادث أمن المعلومات، وأهمية تبسيط المعلومات المقدمة وشرحها بطرق سلسة ومبتكرة، قائلاً «من خلال حساباتي على جميع المنصات الرقمية، أسعى دائماً إلى نشر ثقافة الأمن السيبراني في المجتمع للأفراد والحكومات، إلى جانب الإسهام في تدريب الأفراد على كيفية التخلص من نقاط الضعف في أنظمة الحاسب الآلي والأجهزة المحمولة بمختلف أنواعها، وذلك للحد من التجسس والتخريب الإلكتروني، فضلاً عن مقاومة بعض البرمجيات الخبيثة وما تحدثه من أضرار بالغة للمستخدمين»، متابعاً «تتلخص أهمية الأمن السيبراني في توفير بيئة آمنة وموثوقة للتعاملات في مجتمع المعلومات، والتصدي لهجمات وحوادث أمن المعلومات التي تستهدف الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع العام والخاص، بالإضافة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين على حد سواء، من المخاطر المحتملة في مجالات استخدام الإنترنت المختلفة، وإنشاء البرامج التوعوية اللازمة للحد من المخاطر والجرائم الإلكترونية التي تستهدف المستخدمين».
جاسم خادم:
• يجب تدريب الجميع، أفراداً ومؤسسات، على كيفية حماية بياناتهم الشخصية.
• الأمن السيبراني يوفر بيئة آمنة وموثوقة للتعاملات في مجتمع المعلومات.
مشاركات مجتمعية
إلى جانب مهامه الوظيفية مهندس أنظمة أمنية، نجح جاسم خادم، في الحصول على عدد من الشهادات العلمية والمهنية التي أهلته للارتقاء إلى مهام «مدرب مدربين» معتمد من (ICDL)، وهي شهادة علمية معتمدة من شركة مايكروسوفت في مجال تطبيقات «أوفيس» وفيها من البرامج المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، هذا بالإضافة إلى إسهاماته المجتمعية المتعددة في مجال التدريب والتوعية الإلكترونية، واستضافته من قبل عدد من المحافل الإعلامية والأكاديمية المهمة التي كان أبرزها مجمع دبي لابتكارات الأمن الإلكتروني، وجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، ومتحف المستقبل، وهيئة تنظيم الاتصالات، والحكومة الرقمية، بالإضافة إلى مشاركته الفاعلة من بين المتحدثين الرسميين في «إكسبو 2020 دبي».