لطفي بوشناق: المسرح مملكتي.. ولا أجامل في الغناء
قال الفنان والملحن التونسي لطفي بوشناق: «إن استخدام اللغة العربية في الإعلام العربي، يعاني مشكلات كبيرة، فاللغة العربية غائبة، وعلى الجميع أن يتحمّل مسؤوليته تجاهها»، وكان الفنان التونسي قد أطرب الحضور بجماليات الشعر الفصيح المغنى في الأمسية، التي استضافته فيها «مكتبة محمد بن راشد» في دبي، احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، واستعرضت محطات مهمة من حياة بوشناق الفنية، وشهدت وصلات طربية قدمها للجمهور، الذي تفاعل مع الفنان التونسي على نحو كبير.
وعن تنظيم هذا الحدث، قال عضو مجلس إدارة «مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم»، الدكتور محمد سالم المزروعي، إن «(مكتبة محمد بن راشد) تسهم بدور رئيس في تعزيز مكانة اللغة العربية، فهي ليست منهلًا للعلوم والكتب العربية فحسب، بل منصّة حيّة تنبض بالثقافة والمعرفة». وأضاف المزروعي: «من خلال استضافة فعاليات كهذه الأمسية الفنية مع الفنان القدير لطفي بوشناق، تسلّط مكتبتنا الضوء على جمال اللغة العربية وتأثيرها العميق في الفن والثقافة، سعياً منها لجعل اللغة العربية أكثر حضوراً وتأثيراً في حياة أفراد المجتمع، وإبرازاً لأهميتها ومكانتها، كونها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الثقافية والحضارية».
وحول هذه الاستضافة قال الفنان التونسي، لـ«الإمارات اليوم»: «أوجه تحية لكل المشرفين على هذه الأمسية، ولصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تأسيس هذا الصرح الثقافي، وتبنيه مشروع اللغة العربية التي فقدت حضورها في حياتنا، فاليوم حين نراقب استخدام اللغة العربية في الإعلام العربي، نجدها تعاني مشكلات كبيرة، فاللغة العربية غائبة، وعلى الجميع أن يتحمّل مسؤوليته تجاهها». وأشاد بوشناق بالمبادرات الإماراتية التي تُعنى باللغة العربية، ومنها مبادرة «تحدي القراءة العربي»، معتبراً أنها مبادرات لن ينساها التاريخ، مشيراً إلى أهمية العمل والتنسيق ووضع الاستراتيجيات من الوزارات والجهات المسؤولة لوضع اللغة العربية في المكانة التي تستحقها، سواء في الإنتاج الفني والدرامي أو السينمائي، وكذلك استغلال منصّات وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إعادة قيمة اللغة ومكانتها. وأشار بوشناق إلى أنه قدم كثيراً من القصائد في مسيرته، ولم يشعر يوماً بأنه يتعيّن عليه اتباع الجمهور وما يطلبه، وأوضح بالقول: «أنا أعيش لأغني.. ولا أغني لأعيش، فلا يمكنني أن أجامل في الغناء، فالمسرح مملكتي، وهذا كلفني كثيراً، ولكني لا أهتم، لأنني لا أبحث عن موقع في هذه الساحة، بقدر بحثي عن عمل وموقف يذكره التاريخ». ونوّه بأنه بعد مسيرة طويلة من الغناء الملتزم، سواء بالكلمة، أو حتى الأغنيات القومية العربية، يوجه رسالة واحدة إلى جيل الفنانين الشباب، وهي أن يكونوا صادقين، دون أن يلهثوا وراء الظهور على حساب المبادئ والتاريخ والأمة.
وتحدث الفنان التونسي، خلال الأمسية عن تجربته الغنائية، واستعرض انتقاءه للقصائد، وغناء الموشحات والمواويل، وكيف أثرت الأنواع الموسيقية التقليدية بشكل عميق في مسيرته الفنية، كما شرح كيف شكلت له هذه الموشحات، بتراثها الغني وإيقاعاتها الموسيقية المتعددة، تحدٍ دفعه لاستكشاف جوانب جديدة في الأداء الصوتي والتعبير الفني. أما المواويل، فقد أكد على قيمتها كوسيلة لنقل الشعر الشعبي العربي، كونها الجسر الذي يربط بين الغناء، قديمه وحديثه، مشدداً على أهمية المواويل في تعزيز الفصاحة والتعبير الشعري في الموسيقى العربية. وأشاد بوشناق بدور «مكتبة محمد بن راشد» مركزاً ثقافياً متكاملاً يتجاوز مفهوم المكتبات التقليدية بتوفير بيئة جاذبة للطلاب والباحثين، مع الحفاظ على الإرث الحضاري العريق ونقله إلى الأجيال الجديدة.
لطفي بوشناق:
• المبادرات الإماراتية التي تُعنى باللغة العربية لن ينساها التاريخ.
موشح ومواويل
شهدت الأمسية الثقافية مجموعة من الأغنيات التي قدمها لطفي بوشناق، والتي تبرز اهتمامه بالكلمة والقصيدة العربية، وكذلك حفاظه على الإرث الموسيقي من جهة أخرى. وقدم قصيدة «ليلى»، وانتقى من الموشحات «لما بدا يتثنى»، حيث ردد معه الجمهور كلمات الموشح، وكذلك المواويل، ليختم الحفل مغنياً من دون موسيقى للجمهور «لاموني اللي غاروا مني».