اختتمت «على خطى الفهم المتبادل» في موسكو

«أيام العربية».. جسر للتلاقي بين لغتين

صورة

بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء والمترجمين وعلماء اللغة الروس والعرب، نظم مركز أبوظبي للغة العربية المؤتمر الدولي «على خطى الفهم المتبادل.. الترجمة الأدبية العربية -الروسية والروسية - العربية»، على مدار يومي 21 و22 الجاري، ضمن فعالية «أيام العربية» في موسكو، بالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والجامعة الوطنية للبحوث - المدرسة العليا للاقتصاد، وسفارة دولة الإمارات لدى الاتحاد الروسي.

وشكل المؤتمر جسراً للتلاقي الحضاري بين الثقافات، وتعزيز التقارب والتفاهم والحوار بين المجتمعات عبر نقل التراث والثقافة والأدب، وما تحمله من عادات وأفكار ورؤى، كما سعى إلى تعزيز الوعي باللغة العربية، والإضاءة على تجلياتها الفنية والثقافية والحضارية، والتعريف بمفكريها ومبدعيها من خلال تقديم تجارب لغوية ممتعة تجمع مختلف الفنون التي ترتكز على متانة اللغة العربية وبلاغتها، تزامناً مع احتفاء «اليونسكو» باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام.

ودعم المؤتمر أهداف المركز في تعزيز اللغة العربية والنهوض بها، وترسيخ مكانتها التاريخية بوصفها لغة حية من خلال البرامج المبتكرة والمتخصّصة التي تحتفي بأبرز إنجازات اللغة العربية بوسائل حديثة قادرة على الوصول إلى الأجيال الجديدة، وإطلاعهم على أهمية ما يملكونه من تراث لغوي حضاري وأدبي، وهو ما يحفظ مكانة اللغة العربية تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً، ودورها الفاعل والمتجدّد في رفد التراث والثقافة عبر الزمن.

وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، إن «التركيز على اللغة العربية ونشرها يمثل بعداً رئيساً في تعزيز هويتنا الثقافية الرائدة، التي أثبتت ثقلها ورقيّها بين الحضارات، وننطلق اليوم عبر هذا المؤتمر لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع أحد أعرق المرتكزات الأدبية الثقافية في موسكو، وتبادل الحوار والتعريف بالإصدارات الخالدة للغتنا وثقافتنا عبر الترجمات، والتعرّف إلى روائع ما أنتجته الشعوب الأخرى، خصوصاً الأدب الروسي العريق».

وأضاف: «اللغة وتجلياتها في الأدب والشعر والفنون من أرفع الوسائل للتقارب البنّاء بين الشعوب والحوار بين الحضارات؛ إذ تختزل الآدابُ والشعر والفنون رحلةَ الإنسان عبر مراحل نهضة وبناء الحضارات، وتنقل أصداء السعي الإنساني نحو الاستقرار والنجاح والسعادة وصنع المستقبل».

وتضمنت فعاليات المؤتمر عدداً من الأنشطة والجلسات النقاشية الحوارية، إذ استضافت مجموعة من الأدباء والمختصين والأكاديميين في مجالات الأدب واللغة، وتخللتها عروض موسيقية متنوعة أضفت أجواء مميزة على المؤتمر. وانعقدت الجلسة الافتتاحية بحضور الدكتور فيليكس أزهيموف، عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، والدكتور فيتالي ناومكين، رئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، والدكتور علي بن تميم، ومحمد راشد المنصوري، رئيس القسم السياسي في سفارة دولة الإمارات لدى روسيا الاتحادية.

وحملت الجلسة النقاشية الأولى عنوان «الخيال في الأدب الروسي والعربي»، وتحدّث فيها كل من الدكتور علي بن تميم، ويكاترينا كولوسكوفا (من معهد الثقافات والعصر الكلاسيكي القديم في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، ومترجمة الأدب العربي)، ويكاترينا زفونتسوفا (محرّرة، ومدرّسة للمهارات الأدبية، وكاتبة روايات)، وقدّمها الدكتور فاسيلي كوزنيتسوف (نائب رئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم). وناقشت الجلسة دور أدب الخيال في الثقافات الروسية والعربية، وأهم السمات المحدّدة لنوع الخيال في الأدب الروسي والعربي، وقدّمت سردية متأمّلة حول الرؤية والمفهوم لنوع الخيال في التقاليد الأدبية الروسية والنظرة الأدنى له من أدب الواقعية، وغيرها من التفاصيل والسرديات الغنية حول هذه المفاهيم.

أما الجلسة الثانية، فطرحت موضوع «فنّ الرواية والمثاقفة بين الروسية والعربية».

«روح الإمارات»

تضمّن مؤتمر «على خطى الفهم المتبادل.. الترجمة الأدبية العربية - الروسية، والروسية - العربية» الإعلان عن مسابقة الترجمة التي ستنظم بالتعاون بين مركز أبوظبي للغة العربية، ومعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، إلى جانب تقديم عمل فني بعنوان «روح الإمارات»، وهي فقرة موسيقية لمجموعة من أشهر القصائد المُغنّاة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

تويتر