بيت الحكمة يعرّف الزوار بإسهامات علمائنا الأوائل

معرض «تكوين».. رحلة مع إنجازات فذة ومخطوطات نادرة

المعرض يتضمن رسومات وبيانات وحسابات في مختلف فروع علم الفلك. من المصدر

يتواصل معرض «تكوين.. العلوم والإبداع» في بيت الحكمة، بهدف التعريف بالإنجازات والإسهامات الفذة لعلماء العرب والمسلمين الأوائل في مختلف العلوم، لاسيما علم الفلك، إذ كان علماؤنا أول من أسس لهذا العلم الذي عُرف حينها بـ«علم الهيئة».

ويصحب المعرض زواره في رحلة عبر المخطوطات النادرة التي تتضمن رسومات وبيانات وحسابات في مختلف فروع علم الفلك.

ومن المقتنيات التي يعرضها قسم الفلك، مخطوطة بعنوان «تشريح الأفلاك» لمحمد بن حسين بهاء الدين العاملي، وهي عبارة عن كتاب علمي يؤسس لنظريات الفلك، ويقدم شرحاً مفصلاً لمحاور فلكية مختلفة مثل الدوائر العظام والصغار في الكواكب وأقطابها والبروج والمدارات وخط الاستواء، ودورها في تحديد مُعدلات الليل والنهار والفصول الأربعة، والاستدلال ببعض الأدوات الفلكية مثل الأسطرلاب.

كما تتضمن الرسومات الفلكية النادرة التي يتيحها معرض «تكوين» للزوار، مخطوطة من كتاب «الملخص في علم الهيئة» لمحمود بن محمد الجغميني، وأخرى شارحة للكتاب نفسه لموسى بن محمد المعروف بـ«قاضي زاده»، وهو كتاب يقدم رسوماً للمجموعة الشمسية تظهر فيها الأجرام العلوية، ونسبة قربها من الشمس، ما يؤكد اعتقاد علمائنا الأوائل بكروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس، فيما يعد نقداً وتفنيداً للنظرية التي افترضها بطليموس في القرن الثاني الميلادي بأن الأرض تقف ثابتة في مكانها وسط الكون، بينما الشمس وجميع الأجرام السماوية الأخرى تدور من حولها.

ويمكن لزوار المعرض كذلك الاطلاع على مخطوطة من كتاب «جمع الآثار»، الذي يقدم رسماً بيانياً لهيئة الأفلاك والكواكب العلوية وموقعها بالنسبة لكوكب الزهرة، وكذلك كيفية تغير مراحلها وأشكالها ومواقعها على مدار العام، ومدى تأثرها بالظواهر الفلكية.

وتدون المخطوطة كذلك رصداً فلكياً نادراً لحركة كوكب المشتري، والقمر ومنازله، والخسوف والكسوف والأبراج، علاوة على كيفية تغير مواقع هذه الأجرام العلوية وأشكالها وألوانها وتأثيراتها في الحياة البشرية والطبيعية.

ومن المقتنيات المتاحة كذلك مخطوطة بعنوان «المقالة الثامنة من سرائر الحكمة في الفلك» للحسن بن أحمد (ابن الحائك الهمداني)، والتي تتضمن رسماً بيانياً باللونين الأحمر والأسود للأبراج الفلكية التي يسميها بالحوت والحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد و«السنبلة» والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو، ويلاحظ في الرسم أنهم كانوا يطلقون على برج «العذراء» في زمانهم اسم «السنبلة».

• من المقتنيات التي يعرضها قسم الفلك مخطوطة بعنوان «تشريح الأفلاك».


أسطرلاب عريق

يتضمن قسم الفلك في معرض «تكوين» الذي يستضيفه بيت الحكمة بالتعاون مع «مركز الملك فيصل» شريكاً استراتيجياً، أسطرلاب «الرُبع المُجَيَّب»، وهو أداة فلكية نحاسية على شكل ربع دائرة، تتدلى منها حلقة مستديرة، ويتعلق من وسطها قضيب القياس المتحرك، استخدم الأسطرلاب في العالم الإسلامي حتى بداية القرن الـ20، لقياس درجات الطول والعرض، ومعرفة اتجاه القبلة، وساعات الليل والنهار.

تويتر