أقلام صغيرة تحلّق بقصص كبيرة في «طيران الإمارات للآداب»
ضمن فعالية «أقلام صغيرة قصص كبيرة» في مهرجان طيران الإمارات للآداب، ووسط حضور لافت، وقّعت الطفلة الإماراتية المها راشد المهيري قصتيها «الوردة» و«نحلة العسل»، والتي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر كاتبة منشورة حول العالم، وأصغر كاتبة سلسلة قصصية في عمر لم يتجاوز ثلاث سنوات.
وببرنامج حافل بالمعرفة والحوارات والضيوف، تتواصل فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب في فندق «انتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي» بدبي حتى الغد.
وتأتي تجربة الطفلة الإماراتية المها من عائلة من حاملي الأرقام القياسية، إذ تحمل شقيقتها الكبرى الظبي المهيري حالياً الرقم القياسي لأصغر ناشرة في العالم باللغتين العربية والإنجليزية لسلسلة كتب في «غينيس للأرقام القياسية» في سن لم تتجاوز ثماني سنوات، بينما يحمل شقيقها سعيد الرقم القياسي نفسه لأصغر مؤلف ينشر كتاباً في عمر الرابعة، الأمر الذي وصفته والدتهم موزة الدرمكي بالمحفز لشقيقتهما المها، والدافع وراء متابعة شغفها بالقراءة والكتابة التي باتت جزءاً من عاداتها في البيت.
عائلة عاشقة للقراءة
وقالت الأم «تعد المها أكثر أبنائي حظاً في هذا المجال، لأنها تربت في بيئة تنافسية فعلية وسط شقيقين عاشقين للقراءة والثقافة في زمن الألعاب التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعية الكثيرة التي شتتت اهتمام الأطفال، وأبعدتهم عن الكتب»، مشيرة إلى أنها كأمٍ حاولت في سن مبكرة تطبيق كل منهجيات التنشئة الصحيحة، وأهمها غرس حب القراءة وشغف المعرفة التي أثبتت فعاليتها أولاً مع الظبي، ثم مع أخيها سعيد.
ومبكراً، عكست الطفلة المها قدرة كبيرة على استيعاب الأشياء من حولها، حسب موزة الدرمكي، التي أكدت: «في وقت قياسي، أثبتت ابنتي جدارتها في استيعاب الحروف، والتفاعل مع الورش المصغرة التي كنت أنظمها لها ولأختها وأخيها في البيت للعب والتعلم وصقل قدراتهم على التعبير، كما أثبتت التزامها بجدول الأنشطة، وحتى بإدارة أولوياتها ومسؤولياتها داخل البيت بثقة ومسؤولية، مستكملة تعلم رسم الحروف والكتابة في أسبوع واحد فحسب، ومتحمسة بمشاركة أختها وأخيها أنشطتهم المجتمعية خارج البيت، وأبرزها مساهماتهم في مختلف الفعاليات التي يزورونها معي بغرض التعلم والاكتشاف وتوسيع أفق معارفهم».
وأشارت الأم إلى اهتمام ابنتها المبكر بالبيئة ونظرتها الصديقة لها. وأوضحت «أثناء زيارتنا لمؤتمر الأطراف (كوب 28) في دبي، وتوقيع ابني سعيد كتابه الثالث حول التغير المناخي، لاحظت انشغال المها بالأنشطة البيئية واهتمامها بفهمها، ما ساعدها على كتابة قصص مماثلة، بالتوازي مع رسومات جميلة ونابضة بالحياة، سرعان ما اهتمت بتأليفها في شكل قصتين للأطفال هما (الوردة) و(نحلة العسل)، اللتان نسجتهما من خيالها بمفردات بسيطة تناسب عمرها، مستعينة في تجربة نشرها بدار (رينبو جمني) التي أسستها أختها الظبي لتكون أول منصّة إلكترونية متخصصة في المنطقة توفر الكتب والوسائل التعليمية والقرطاسية والألعاب صديقة البيئة من عمر شهور إلى حدود الـ13 عاماً».
قدرات عالية
ورغم ما أثبتته دراسات حديثة، بأن الأطفال في عمر الثالثة إلى الرابعة تقريباً، قادرون على التعرف إلى بعض الحروف واستخدامها عند كتابة أسمائهم أو عبارات بسيطة أو رسم بعض الأشكال ووضع علامات عليها باستخدام الأحرف، إلا أن المها قطعت بسرعة نصف الطريق، مستثمرة قدراتها العالية لتعلم القراءة، ثم الكتابة في سن لم يتجاوز الثالثة، ما أهلها وهي لاتزال في هذه المرحلة لحصد لقب «أصغر كاتبة حول العالم»، الأمر الذي اضطرت عائلتها لإثباته للجنة الاختيار العالمية التي لم تسجل كاتباً في هذا العمر المبكر بأكثر من حجة، إذ أكدت والدتها صعوبة هذه الخطوة التي تم تجاوزها بشهادة خبراء المجال (كتاباً وأدباء)، وبالاعتماد على سلسلة طويلة من اختبارات العمر والقدرات الذهنية، والامتحانات الشفوية، والتحريرية، وغيرها.
وفي غضون 24 ساعة فقط، باعت المها أكثر من 1000 نسخة من كتابيها، لتحطم في السابع من يناير الماضي الرقم القياسي، أولاً لأصغر كاتبة في العالم، وثانياً لأصغر كاتبة سلسلة كتب في العالم، لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهو الرقم الذي أكدت والدتها «أنه من الصعب كسره على امتداد الـ20 عاماً القادمة»، حسب رأي لجنة الأرقام القياسية، على أن يتم تسجيل الإخوة الثلاثة رسمياً في الموسوعة كأول ثلاثة إخوة إماراتيين على الإطلاق يفوزون باللقب في فئات التأليف والكتابة.
موزة الدرمكي:
• في وقت قياسي أثبتت ابنتي المها جدارتها باستيعاب الحروف والتفاعل مع الورش التي كنت أنظمها في البيت.
سعادة وفخر
بسعادة وفخر، قالت الأم موزة الدرمكي «أشعر بسعادة غامرة اليوم بنجاحي كأم ومربية ليس فقط في احتضان أبنائي وتوجيههم التوجيه الأمثل، بل في تنشئة نماذج ناجحة لجيل يراهن على امتلاك المستقبل من نافذة المعرفة والفكر والثقافة».
فيما قالت الظبي المهيري «فخورة بمساندة أختي المها ودعمها في مشوار الكتابة واقتسام لحظات الفرح باقتناص اللقب، وبتوقيع كتابها اليوم في مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي أتمنى أن يلهم الإماراتيين الصغار بدخول المجال لرواية قصصهم للعالم».