نزار حبش: اللغة العربية فيها درجة عالية من التعددية والتنوع ولها الكثير من اللهجات الحديثة.

نزار حبش: الكسل البشري مشكلة الذكاء الاصطناعي

أكد خبير اللغة الحاسوبية الأستاذ في جامعة نيويورك أبوظبي الدكتور نزار حبش، «إمكانية تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على الجوانب الإبداعية والإنسانية»، معتبراً أن المشكلة ستكون عندما يفسح الكسل البشري المجال أمام الاعتماد غير المحكم على الذكاء الاصطناعي الذي يعاني التحيز الخوارزمي والهلوسات التوليدية».

ويسعى الدكتور نزار حبش، إلى استكشاف الفرص والتحديات التي تواجه بناء قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وذلك، من منطلق خبراته المتراكمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومعالجة اللغة الطبيعية واللغويات الحاسوبية من جهة، وعمله الأساسي على معالجة اللغة العربية ولهجاتها عبر تطوير حلول وأنظمة متخصصة بالإملاء والصرف الحاسوبي، والنحو الحاسوبي، والدلالة والمعجم والموارد اللغوية الرقمية والترجمة الآلية وأنظمة الحوار الآلي من جهة أخرى.

تحولات

وأكد الدكتور نزار حبش لـ«الإمارات اليوم» خلال مشاركته في مهرجان طيران الإمارات للآداب «بصفتي عالم حاسوب متخصصاً في اللغويات الحاسوبية، أو ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي للغات، فإنني أهتم بتسليط الضوء على التقدم الكبير الذي حققه الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، خصوصاً أن علم الحاسوب مجال مرن ومتصل بجوانب عدة من الحياة من بينها الإبداع بكل أشكاله»، متابعاً: «هناك مخاوف عدة لدى المتخصصين وغير المتخصصين بشأن التغيرات التي يحتمل أن يسببها الذكاء الاصطناعي، لهذا السبب، أعتقد أن المهرجان وفر منصة آمنة وعقلانية لتبادل الآراء والتفكير البنّاء حول هذه التحولات المبتكرة، في الوقت الذي أتمنى أن يستمر المهرجان، باعتباره مناسبة مهمة، في تكوين روابط جديدة وبناء شراكات تعزز الأدب والفن وكذلك الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي».

الذكاء الاصطناعي والإنسان

وأكد حبش، أن الذكاء الاصطناعي، إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة، يعد أداة تعزز الإبداع البشري، عبر تقديم إمكانات جديدة وتحفيزية في مختلف المجالات، من الفنون إلى العلوم، قائلاً: «يكمن التحدي في تحقيق توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على الجوانب الإبداعية والإنسانية، وأعتقد أن المشكلة ستكون عندما يفسح الكسل البشري المجال أمام الاعتماد غير المحكم على الذكاء الاصطناعي الذي يعاني التحيز الخوارزمي والهلوسات التوليدية، أو ما يُعرف بالتصريحات التي لا صلة لها بالواقع»، مضيفاً: «أعتقد أن هذه المشكلات بحد ذاتها تمثل فرصاً بالنسبة لنا، يمكن من خلالها أن توسع الهلوسات التوليدية خيالنا الأدبي، كما يمكن أن يحفزنا التحيز أكثر على مكافحة مصادره في أعمالنا الأدبية والفنية، وهذا أمر إيجابي في كل الأحوال».

«العربية والذكاء الاصطناعي»

وعلل مدير مختبر الأساليب الحاسوبية لنمذجة اللغة، أسباب تأخر ابتكارات الذكاء الاصطناعي في ما يخص اللغة العربية، بعوامل عدة، قائلاً: «لنتفق أولاً أن اللغة العربية فيها درجة عالية من التعددية والتنوع، فهي لغة غنية صرفياً ومرنة نحوياً ولها الكثير من اللهجات الحديثة، إضافة إلى جذورها الضاربة في التاريخ، وفي المقابل، يجب الاعتراف بأنه عند مقارنة اللغة العربية مع لغات أخرى، نجد أنها تعاني ضعفاً في المحتوى، خصوصاً في مجال الفصحى، وهذا يرتبط إلى حد ما بالتعددية التي أشرنا إليها، وبأي حال، فهي مشكلة كبيرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي خصوصاً النماذج اللغوية الضخمة التي تستفيد أكثر كلما كبر حجم المحتوى».

نقص عام

أشار الدكتور نزار حبش إلى «أن هناك اهتماماً متزايداً في السنوات الأخيرة بمجال معالجة اللغة العربية في الشركات ومراكز الأبحاث، ونحن في مرحلة متأخرة مقارنة بالإنجليزية والصينية والألمانية، لكننا نتقدم على الكثير من اللغات الأخرى»، مشيراً إلى «أن هناك مجتمعاً متنامياً يعمل على تطوير المجال، وتأهيل جيل جديد من الباحثين في معالجة اللغة العربية، مثل موقع (sigarab.org) الذي يضم ما يقارب من 800 عضو من جميع أنحاء العالم».

الأكثر مشاركة