أميرة العفيفي تحوّل الجلود إلى لوحات نابضة بالتراث الإماراتي
بالرسم على الجلود تحتفي الفنانة الإماراتية أميرة أحمد العفيفي، بالتراث وعناصره المختلفة، معتبرة أنه من أقرب الموضوعات إلى نفسها، مؤكدة أن ما تتمتع به الإمارات من بيئة وتراث ومعالم عمرانية تمثل مصادر إلهام لا تنضب للفنانين.
وقالت أميرة العفيفي، لـ«الإمارات اليوم»: إن الفن هواية ارتبطت بها منذ الصغر، ورغم أنها لم تدرسه دراسة أكاديمية، فإنها عملت على صقل موهبتها وتطويرها، من خلال الالتحاق بورش عمل والمشاركة في دورات متخصصة مع فنانين معروفين في الإمارات، وتجربة أنواع مختلفة مثل الرسم بالألوان الزيتية والمائية والأكريليك، قبل أن تتجه إلى الرسم على الجلود وهو الأقرب إليها.
قرار أول
وأشارت الفنانة الإماراتية إلى أن فكرة الرسم على الجلود ارتبطت معها بإعادة التدوير والحفاظ على البيئة، إذ لاحظت خلال وجودها في محل متخصص في تنجيد وتغليف مقاعد السيارات، كيف يتم الاستغناء عن كمية كبيرة من الجلود خلال تلك العملية بأحجام مختلفة، وتتحوّل إلى مهملات لا تتم الاستفادة بها، فقررت أن تعمل على إعادة تدويرها واستخدامها في صناعة قطع وأعمال فنية مختلفة.
ولفتت إلى أنها أخذت قطع الجلود ورسمت عليها ونفذت لوحات فنية عدة، ومع الوقت فكرت في التوسع في استخدام هذه الجلود، فقامت بأخذها لخياط ليشكل منها أدوات، مثل: المحافظ وحقائب الكمبيوتر المحمول والقفازات الجلدية وغيرها، وكانت هذه هي بداية تحويل فكرتها إلى مشروع خاص، والتوسع في منتجاتها لترسم على كل شيء وتجمع فيها بين الشكل الجمالي، وإمكانية الاستفادة منها في الحياة اليومية.
أعمال متنوّعة
وأضافت العفيفي أن «الرسومات التي تنفذها على أعمالها تتنوّع وفقاً للمنتج، ولكن تظل المرتبطة بتراث وبيئة وتاريخ الإمارات والمنطقة هي الأقرب إليها، في مقدمتها الخيل التي تعشقها لما تتمتع به من جمال فريد، خصوصاً أنها تمارس رياضة ركوب الخيل، وكذلك الصقور التي ارتبطت على مر التاريخ بالمنطقة وسكانها، ومازالت حتى الآن جزءاً مهماً من تراث الإمارات يتم توارثه من جيل إلى آخر».
ونوّهت بأن بيئة الإمارات تتميز بتنوّع وجمال يمثلان مصدر إلهام متجدّد للفنانين والمبدعين في مختلف المجالات، كذلك تمتلك الدولة ثروة عمرانية ملهمة، وبالنسبة لها تجد في التراث العمراني والأبنية التاريخية في الإمارات عموماً، موضوعات غنية لتجسّدها في أعمالها، وبشكل خاص المعالم المعمارية البارزة التي شكلت جزءاً من حياة المجتمع حولها، مثل المجمع الثقافي في أبوظبي، وتحديداً المعالم التي تعود إلى فترتي الثمانينات والتسعينات.
اعتزاز
وأعربت العفيفي عن اعتزازها بأعمال نفذتها وجسّدت فيها مفردات من التراث، منها لوحة رسمت فيها سرج حصان، وأخرى بعنوان «امرأة من الإمارات» جسّدت فيها المرأة الإماراتية وشخصيتها التي تتمسك بالتراث، وفي الوقت نفسه تتطلع للمستقبل بطموح وثبات، وقد قامت جهة ثقافية باقتناء هذه اللوحة، كما اختارتها مؤسسة بريد الإمارات لطباعتها على بطاقة بريدية. وأيضاً من القطع التي تعتز بها قفاز وحافظة تمت تصميمهما حصرياً.
وأشادت بالدعم الذي تقدمه مختلف الجهات في الدولة للمواهب الشابة وروّاد الأعمال من أصحاب المشروعات الصغيرة، وهي منهم، سواء من حيث تسهيل الإجراءات، أو إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في معارض وفعاليات متعددة من دون مقابل أو مقابل كلفة منخفضة.
• الأعمال المرتبطة بهوية وتاريخ الإمارات، هي الأقرب إلى قلب الفنانة.
أميرة العفيفي:
• بيئة الإمارات تتميز بتنوّع وجمال يمثلان مصدر إلهام متجدّد للفنانين في مختلف المجالات.
• أعتز بلوحة جسّدت فيها المرأة الإماراتية وشخصيتها المتمسكة بالتراث، وفي الوقت نفسه تتطلع للمستقبل بطموح.
تسويق وتحديات
قالت المبدعة الإماراتية أميرة العفيفي، إنها «تعتمد في تسويق منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً (إنستغرام)، إلى جانب المشاركة في المعارض والفعاليات، وهي الوسيلة الأفضل والأكثر فائدة بالنسبة لها، لأنها تتيح لها التواصل المباشر مع الجمهور، وكذلك التعرف إلى شركات ومشروعات مختلفة وفتح فرص للتعاون معهم، كما تستلهم رسوماتها من فكرة وموضوع الحدث أو المعرض الذي تشارك فيها، إذ ركزت خلال مشاركتها في مهرجان الحصن الأخير، الذي نظم في يناير الماضي، على تجسيد مبنى قصر الحصن والخيول والصقور، وركزت في معرض الصيد والفروسية، في دورته الماضية، على رسم الخيول وتزيين قفازات الصقارين، وفي معارض الإنيمي والأطفال، يكون التركيز على الشخصيات الكرتونية».
ورأت أن «أكبر صعوبة في عملها هو الكلفة المالية التي يتطلبها الرسم على الجلود، لأنه أصعب من الرسم على الخامات الأخرى، فالجلد يمتص الألوان ولذلك يجب رسم طبقات عدة، إلى جانب كلفة معالجة الجلد، وغير ذلك من العمليات التي يمر بها قبل الوصول إلى الشكل النهائي بجودة عالية، ما يجعل أسعار المنتجات مرتفعة في نظر البعض».