أكدوا أن الإنسانية الجامعة وسيلة للتصدي للعنف والصراعات

مسؤولون: الثقافة والتعليم والفنون ركائز للسلام واستشراف المستقبل

صورة

أكد مسؤولون ومختصون عرب أن الثقافة والتعليم والفنون هي أدوات مهمة لتطوير المجتمعات وركائز لاستشراف المستقبل، معتبرين في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» أن مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون الذي انطلق صباح أمس في أبوظبي، يكتسب أهمية خاصة، حيث يأتي في ظل ظروف دقيقة وتحديات كبرى تشهدها المنطقة العربية والعالم.

وأكدت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار لـ«الإمارات اليوم»، على هامش مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، الذي انطلق صباح أمس بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وتتواصل فعالياته حتى غدٍ في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، على أهمية المؤتمر، إذ يطرح مشروعاً في غاية الأهمية، هو الإنسانية الجامعة للبشر، ويحتفي بقيم الصمود والعطاء، وهو مشروع مُلحّ في ظل ما يجري اليوم من صراعات، فكيف يمكن أن تتحقق الإنسانية الجامعة وهناك حرب في غزة، وفي مناطق مختلفة من العالم.

وأشادت الوزيرة الأردنية بما تشهده الإمارات وعاصمتها من تطور يعكس عالماً جميلاً تعيشه أبوظبي ومشروعاً تنموياً ومستقبلاً واعداً، داعية إلى اتخاذ كل الإجراءات لحماية الإنسانية واستدعاء السلم والحوار، وبذل الجهود للابتعاد عن الصراعات ودعم وتشجيع التعددية والتنوع.

ظرف خاص

من جانبه، قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلكسو) الدكتور محمد ولد أعمر، إن هذا المؤتمر ينعقد في ظرف زمني خاص جداً، حيث يشهد العالم العديد من القضايا والمشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى الحروب وانعدام السلام، ليطلب المؤتمر من الجميع في هذه المرحلة وأمام كل هذه التحديات العمل على أن تلعب الثقافة والفنون وكذلك التعليم الدور الذي يجب أن تنهض به في دول العالم.

وأعرب عن أمله في أن يشهد المؤتمر الاتفاق على الإطار المرجعي المنتظر بما يسهم في استشراف المستقبل وحلول السلام والسلم في العالم أجمع. وأضاف ولد أعمر لـ«الإمارات اليوم»: «تعزيز دور الثقافة والفنون يتطلب ترسيخ السلام الذي نتمنى أن يعم العالم».

نموذج ناجح

وعن مشاركتها في المؤتمر قالت رائدة الأعمال الإماراتية ومؤسسة شركة «روضة ساي»، روضة أحمد الصايغ، إن «المشاركة في هذا الحدث الضخم تعني لي الكثير لأنني درست الثقافة في جامعة زايد وعملت كمصورة متخصصة في التصوير الثقافي والمفاهيمي، وكان هناك دائماً سؤال يطاردني عن طبيعة عملي، لأن بعض الناس غير مدركين أن الثقافة فعل مستمر ويتجدد مع الوقت، ووجودي هنا اليوم يجيب عن هذا السؤال، ويكشف أن الفن والثقافة جزء لا يتجزأ من هويتنا، وأن واجبنا أن نمثل دولتنا وثقافتنا في كل المحافل الدولية لأنها تستحق أن تقدم للعالم كنموذج يحتذى به»، مشيرة إلى أهمية المؤتمر بالنسبة لها، إذ يمثل فرصة لتبادل الخبرات وإقامة علاقات تعاون مع جهات وشركاء من مختلف دول العالم.

تبادل أفكار

ويسعى مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، الذي يشهد مشاركة أكثر من 190 وزيراً للتعليم والثقافة من أنحاء العالم إلى اعتماد إطار اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، وتوحيد وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الحكومية وشبكات اليونسكو والشركاء في مجال الثقافة والتعليم من أجل تبادل الممارسات والأفكار المبتكرة، فضلاً عن تعزيز التحالف العالمي لتعليم الثقافة والفنون، استناداً إلى مقررات مؤتمري لشبونة 2006، الذي أثمر عن خريطة طريق اليونسكو لتعليم الفنون، وسيؤول 2010، الذي أسفر عن جدول أعمال سيؤول: أهداف تعليم الفنون.

كما يوفر المؤتمر للمشاركين فرصة تبادل الممارسات والأفكار المبتكرة والخبرات في مجال صياغة السياسات من أجل تزويد الدارسين بصورة أفضل بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لضمان استدامتها في المستقبل، بالإضافة إلى تقديم توصيات ملموسة لترسيخ الثقافة في قطاع التعليم من خلال السياسات المتكاملة والممارسات الإبداعية.

وأكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، على أهمية هذا المؤتمر في ظل مكانة دولة الإمارات كقوة مركزية لتعزيز تبادل المعرفة ودعم التفاهم بين الثقافات.

وأضاف: «نحن دائماً حريصون على تسهيل الحوارات الحاسمة وتقديم الإضافة في دعم المشهد الثقافي وتعليم الفنون من خلال تعاوننا القوي والمستمر مع (اليونسكو)، كما أننا على ثقة بأن نتائج هذا التجمع ستؤدي إلى تطوير إطار تعليم الثقافة والفنون، ما يضمن اعتماده على نطاق أوسع».

بينما قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الرئيس المشارك لمؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، محمد خليفة المبارك، إن «أبوظبي نجحت في ترسيخ مكانتها كحاضنة ثقافية داعمة لتبادل المعرفة والتقريب بين الثقافات»، مؤكداً الحرص على تعزيز هذا الدور عبر البرامج والفعاليات.

وأضاف: «من خلال التعاون الوثيق مع شركائنا في اليونسكو، نحن على ثقة بأن نتائج هذا الملتقى ستقود إلى اعتماد إطار عالمي لتعليم الثقافة والفنون حتى تتمكن الدول الأعضاء في اليونسكو من تطويره على المستويين المحلي والإقليمي».

موضوعات رئيسة

تركز جلسات مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون على سبعة موضوعات: الوصول المتكافئ إلى فرص التعليم في مجالي الثقافة والفنون، والتعلم الجيد والمستمر مدى الحياة في سياق التنوع الثقافي، والمهارات اللازمة لتشكيل مستقبل مرن وعادل ومستدام، وإضفاء الطابع المؤسسي على منظومتي الثقافة والفنون، وتعليم الثقافة والفنون من خلال التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، واستخدام الشراكات والتمويل لدعم تعليم الثقافة والفنون، والرصد والبحث والبيانات.

وبالتزامن مع المؤتمر، تنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي معرضاً للمبادرات التي أطلقتها للحفاظ على التراث بكل أشكاله، وتعريف الحضور بمفرداته من ممارسات وفنون وحرف يدوية وفنون أدائية وغيرها. ونجحت الدائرة، ومن خلال التزامها المستمر بدعم قطاع الثقافة، في دمج التعليم الثقافي كعنصر رئيس لحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي وتعزيز الصناعات الإبداعية الفنية والثقافية من خلال تطوير الموارد وتنظيم برامج إقامة الفنانين ومبادرات التوعية. وبالإضافة إلى ذلك تقوم الدائرة بتوفير برامج تدريبية سنوية للمعلمين في مختلف التخصصات الثقافية. وكانت الدائرة قد أنشأت العديد من المتاحف والمؤسسات الثقافية، كما أطلقت العديد من البرامج والمبادرات التعليمية طويلة المدى التي تركز على الوصول العادل للمساهمة في إنشاء مساحة ثقافية تشجع المشاركة العامة.

تويتر