«رسالة حب إلى بيروت».. من «سوذبيز دبي»
تحت عنوان «رسالة حب إلى بيروت» تعرض «سوذبيز دبي» مجموعة من الأعمال لفنانين من العاصمة اللبنانية، أو الذين تأثرت أعمالهم بهذه المدينة، سواء من خلال دراستهم أو حتى زياراتهم. ويعكس المعرض العديد من التجارب اللبنانية التي تتباين بين التجريد والنحت، وكذلك المدرسة التعبيرية، فضلاً عن أعمال فنانين جسّدوا طبيعة لبنان، إذ يوجد الفن حواراً بين الثقافات المتعددة قوامه الإبداع.
ويقدم المعرض والمزاد أعمال ما يقارب 50 فناناً، بينهم 30 لبنانياً، ومبدعون من دول عربية مختلفة، منها العراق ومصر وسورية وفلسطين، قدموا أعمالاً عكست تفاعلهم مع «بلاد الأرز»، سواء كان ذلك من خلال الإقامة أو الدراسة في ذلك البلد، أو حتى الصداقات والسفر والمعارض.
وسائط متعددة
وتميزت أعمال الفنانين اللبنانيين بالتوجه نحو التجريد على نحو أكبر، فحضرت أعمال صليبا الدويهي وإيتيل عدنان وهيلين الخال، وكذلك منحوتة لسلوى روضة شقير، مع تنوّع الوسائط الفنية بين اللوحات المائية والوسائط المختلطة، إلى جانب التعبيرية التي حضرت في الرموز الغامضة في عمل عارف الريس، ليكون للطبيعة مكانها في العديد من الأعمال.
وتتتبع تلك الإبداعات تأثير لبنان منذ بدايات الحداثة في منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا على الفن في المنطقة والعالم ككل، إذ تبرز تأثر الفنانين العرب بهذا البلد، ومن بينهم مروان قصاب باشي ومحمود سعيد، وغيرهما.
وإلى جانب اللوحات يضم معرض سوذبيز دبي مجموعة من المصاحف وأوراق القرآن النادرة والمزخرفة على نحو مميز، والتي تعود إلى ما بين القرن التاسع والقرن الـ16 الميلاديين، إلى جانب صحيفة مغولية تصور أنشطة البلاط، بما في ذلك الأمير هوكينغ.
الأعلى سعراً
من جانبها، قالت رئيسة قسم مبيعات فن الشرق الأوسط في القرن الـ20 في «سوذبيز»، ألكسندرا روي، لـ«الإمارات اليوم»: «تقدم الدار في دبي مجموعة من الأعمال التي تنتمي إلى مزادين، سيركز الأول منهما على أعمال تحمل عنوان (رسالة حب إلى بيروت)، والثاني سيتضمن مجموعة من الأعمال التي تقدم الفن الحديث والمعاصر».
وأشارت إلى وجود أعمال كثيرة في «رسالة حب إلى بيروت»، وما يقارب 30 فناناً لبنانياً، فضلاً عن فنانين من دول عربية عاشوا وتأثروا ببيروت، ومن بينهم مروان قصاب باشي ومحمود سعيد، وهناك أيضاً بعض اللوحات الكلاسيكية ومنها التي تعود إلى هيلين الخال وصليبا الدويهي وعارف الريس وغيرهم من الفنانين.
وأوضحت ألكسندرا أن لوحة الفنان محمود سعيد التي تحمل عنوان «بيوت في عيتنيت» ورسمها عام 1951، تبرز تأثره بلبنان إذ رسم فيها بيتاً في قرية عيتنيت اللبنانية، حيث كان يزور صديقاً له، وهي من اللوحات النادرة التي تم الحصول عليها من عائلة الفنان مباشرة، إذ يعد سعيد من أكثر الفنانين الذين رسموا البيئة المصرية، وبعض المدن التي زارها أو تأثر بها.
ولفتت إلى حضور أعمال في المعرض تنتمي إلى مزاد فن الشرق الأوسط المعاصر والحديث، والذي ينظم مرتين في العام، إذ توجد مجموعة من الأعمال الإيرانية.
وكشفت أن اختيارهم تقديم أعمال تعبر عن بيروت يعود إلى أن الأعمال اللبنانية حققت أرقاماً مميزة في مزادات العام الماضي، وكان العمل الأعلى سعراً على مدار العام هو منحوتة الفنانة اللبنانية الراحلة سلوى روضة شقير، وبعد ذلك تم التخطيط لتقديم مزاد يحمل ثيمة بيروت، ومن الممكن تقديم أعمال تنتمي إلى مدن أخرى في الأعوام المقبلة.
• 50 فناناً في «رسالة حب إلى بيروت» بينهم 30 لبنانياً، ومبدعون من دول عربية مختلفة.
ألكسندرا روي:
• لوحة الفنان محمود سعيد، تبرز تأثره بلبنان إذ رسم فيها بيتاً في قرية عيتنيت اللبنانية.
مدينة مؤثرة
كشفت رئيسة قسم مبيعات فن الشرق الأوسط في القرن الـ20 في «سوذبيز»، ألكسندرا روي، أن تنظيم المعارض على نحو دوري في دبي، يعود إلى الدور الذي تلعبه المدينة في مجال الفنون. وشدّدت على أن الدار تقدم الفن الخاص بالشرق الأوسط في لندن، وقد تم تنظيم مزادين في دبي وفي الدوحة، ولكن تم وضع أعمال لبعض فناني الشرق الأوسط في مزادات نيويورك وباريس وغيرهما من المدن الغربية تبعاً لذائقة المقتنين فيها.