يتضمن أنشطة تفاعلية لتعليم أجيال المستقبل حِرفاً تقليدية
مهرجان التراث البحري.. مدرسة مفتوحة على حكايات الأجداد
يفتح مهرجان التراث البحري أمام زواره أبواباً واسعة على الماضي، لاستكشاف مجتمع الإمارات في فترة ما قبل النفط، وتحديداً في المناطق الساحلية، والتعرف إلى علاقة البحر بسكان المنطقة التي امتدت على مدار قرون مضت، وكيف أثر في حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأسلوب معيشتهم.
ينقل مهرجان التراث البحري، الذي تتواصل فعاليات دورته الثالثة في منطقة «عَ البحر» على كورنيش أبوظبي حتى الثالث من مارس المقبل، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، زواره في رحلة عبر الزمن، ليجدوا أنفسهم يتجولون في قرية ساحلية صُممت وفق دراسات عديدة قام بها فريق العمل، حسب مديرة إدارة المهرجانات والمنصات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، رندة عمر بن حيدر، مشيرة إلى أن القرية المصممة اعتمدت على إجراء مقابلات مع كبار المواطنين، للاستفادة من خبراتهم وذكرياتهم حول الحياة قديماً.
متعة قديمة
ويولي المهرجان اهتماماً خاصاً بأجيال المستقبل، إذ يسعى إلى نقلهم إلى ملامح الحياة قديماً، ليتعرفوا إليها وإلى المهن والتقاليد التي كانت سائدة وقتها عبر أساليب تجمع بين المتعة والجانب التعليمي، فيتيح الحدث لجمهوره من الكبار والصغار التعرف إلى رحلات الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ من خلال أوبريت غنائي ضخم بعنوان «كل نهمة قصة»، يشارك فيه ما يزيد على 60 فناناً من الإمارات ودول الخليج.
كما يقدم المهرجان عروضاً فنية تراثية للاحتفال بـ«حق الليلة»، والتجهيز لشهر رمضان، بمشاركة الأطفال والأسر الحاضرة في المكان، وذلك من خلال عرض تمثيلي يؤديه مجموعة من الكبار والصغار، وينضم لهم الجمهور، خصوصاً الأطفال الذين ينطلقون في الموكب بسعادة لجمع الحلوى من أصحاب الحِرف المشاركين في المهرجان من الآباء والأجداد.
«ركن الحرفيين»
ويركز مهرجان التراث البحري على الحفاظ على الحِرف التقليدية التي تمثل جوهر الثقافة المحلية، من خلال «ركن الحرفيين»، الذي يتضمن عدداً من الحرف التقليدية منها التلي والبدالة والبراقع والدخون والعطور والحناء، وكذلك «صناعة المحامل والمجاديف والحبال والأشرعة والديين».
وأوضحت رندة عمر بن حيدر، أن برنامج التعليم المهني الذي نظم خلال مهرجان الحصن في يناير الماضي، يتواصل خلال مهرجان التراث البحري هذا العام، إذ يستكمل الطلبة الذين شاركوا في مهرجان الحصن رحلتهم لتعلم الحِرف اليدوية على أيدي حماة التراث المشاركين في الحدث، وهو ما يهدف إلى تكريس الارتباط بين الأجيال الجديدة وتراثهم، والحفاظ على الحِرف التراثية، وتشجيع الأطفال والشباب على ممارستها، إلى جانب تحقيق التواصل بين الأجيال في أجواء تفاعلية مميزة.
ولفتت إلى أن المهرجان في دورته الحالية يشهد لأول مرة مشاركة متحف اللوفر أبوظبي ومتحف غوغنهايم أبوظبي وسي وورلد أبوظبي، إذ ينظمون ورش عمل للزوار من مختلف الأعمار في منطقة محمل الاستكشاف، بإشراف مجموعة من الخبراء والفنانين المعروفين.
ولا تقتصر الفعاليات وورش العمل التفاعلية التي يقدمها المهرجان لزواره، لاسيما من الأطفال والشباب، على الحِرف فقط، إذ يشهد فريج التجارة تنظيم ورش عمل تركز على الفنون الأدائية وموسيقى البحر، يقوم خلالها متخصصون بتعليم المشاركين كيفية صناعة طبولهم الخاصة، واستكشاف التقاليد الموسيقية الإماراتية. أيضاً يتضمن الفريج معرضاً مصغراً للأقمشة والمنسوجات والأقمشة والتطريزات التي اشتهرت في أبوظبي.
وتحضر الألعاب الشعبية الإماراتية في المهرجان من خلال ساحة تستضيف بطولات يومية للألعاب الشعبية الإماراتية، ومنها: «عربانة اليريد»، والكرابي»، و«المطارحة»، و«طاق طاق طاقية»، وذلك بمشاركة طلاب المدارس خلال فترة ما بعد الظهر، ومشاركة الجمهور خلال الفترة المسائية، ويتم تكريم الفائزين وتقديم جوائز قيّمة لهم.
• 3 مارس المقبل موعد اختتام فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان.
• المهرجان يتيح لجمهوره من الكبار والصغار التعرف إلى رحلات الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ.
• تحضر الألعاب الشعبية الإماراتية في المهرجان من خلال ساحة تستضيف بطولات يومية.
تجارب متنوعة
يمكن لزوار مهرجان التراث البحري من الصغار والكبار خوض تجارب مميزة مثل المشاركة في فلق المحار، والبحث عن اللؤلؤ المكنون فيه، والاستماع إلى قصص الخبراء المتواجدين على مركب شراعي إلى جانب الشاطئ أو التعرف إلى فنون الصقارة والصيد بالصقور في ركن نادي أبوظبي للصقارين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news