«المروّة»

تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إنها تمتلك عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تُعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات، بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.

سعى أبناء المجتمع الإماراتي إلى ترك الأثر الطيب لدى الآخرين عن طريق التعامل، ولذا كانوا يحرصون -أشد الحرص- على أن تكون لهم بصمة طيبة وأثر لا ينسى، كون ذلك أحد مبادئ السنع الذي تربوا عليه، فكثيراً ما يتداول أبناء المجتمع الإماراتي مقولة «إتسير لمخوّة.. وإتّم لمروّة» والتي تحمل الكثير من معاني السنع في التعامل مع الآخرين، إذ يجب على الإنسان أن يحرص في صداقاته على ترك الأثر الطيب، فمن الممكن أن تنتهي علاقته مع الآخرين وصداقته معهم، ولكن أثرها هو الذي يبقى.

وعلى سبيل المثال هناك الكثير من الصداقات التي تتكون بين الشباب عند سفرهم في الخارج الذين اجتمعوا في فترة الدراسة وافترقوا لاحقاً عند عودة كل منهم إلى بلده ولكن ما يبقى بينهم هو «المروّة» والتي تتمثل بالمواقف الطيبة بينهم، والسمعة الحسنة والعشرة الطيبة، إذ نرى ذلك عندما يلتقون بعد سنوات، ويعتذر أحدهم من الآخر لانشغاله بأمور الحياة، وغالباً ما يقول له الآخر: «إتسير لمخوّة.. وإتّم لمروّة»، أي إن المواقف السابقة التي جمعتهم قد ذهبت بالفعل إلا أن أثرها الطيب باق حتى مع مرور السنوات وانقطاع التواصل، فالذكرى الطيبة باقية.

ومع مرور الوقت ينعكس ذلك أيضاً على سمعة الأشخاص فيتم تذكرهم دائماً بالخير، وهو ما يجسّد قيم المجتمع الإماراتي الذي أصبح يُعرف بأخلاقه الطيبة وسنعه بين الآخرين، فعند تعامل الشخص بمروّة مع الآخرين، يؤثر ذلك بشكل إيجابي عليه كفرد وعلى عائلته ووطنه، كما يرتبط بسمعة الإماراتيين، فيقال: «الإماراتيون عشرتهم حلوة» أو «الإماراتيون أخلاقهم زينة» بسبب مواقف طيبة مع شخص إماراتي ولهذا السبب يوصي الأجداد والآباء في المجتمع أبناءهم بالإحسان إلى الآخرين عند صحبتهم، ودائماً ما يحذرون من معاملتهم بسوء، فيقومون بترديد عبارات توصي بحسن التعامل مثل: «أحسن مخاواة الناس، احسن ربعتهم، احسن اللي تسويه وياهم، إتحذر نك تسوي شي مب زين وياهم»، وذلك تعزيزاً للأخلاق الطيبة وآداب التعامل مع الآخرين.

• يتداول أبناء المجتمع الإماراتي مقولة «إتسير لمخوّة.. وإتّم لمروّة» والتي تحمل الكثير من معاني سنع التعامل مع الآخرين.

• يوصي الأجداد والآباء في المجتمع الإماراتي أبناءهم بالإحسان إلى الآخرين، ودائماً ما يحذرون من معاملتهم بسوء.