سنعنا
مدرسة «السنع» الأولى
تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إن لديها عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية وأسلوب حياة، وتُغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع»، من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.
تُعدّ المجالس المدرسة الأولى لتعلّم «السنع» لدى أبناء المجتمع الإماراتي، فضلاً عن كونها حلقة وصل بين أفراد العائلة، ونقطة تجمع الصغار والكبار.
وتبرز أهمية المجالس في كونها مركزاً لتعليم القيم، وتلعب دوراً بارزاً وأساسياً في تثقيف وتعليم أبناء الجيل الجديد فنون الضيافة والتعامل مع الآخرين، وغيرها من العادات المتأصلة لدى المجتمع الإماراتي، لهذا نجد الآباء شديدي الحرص على اصطحاب أبنائهم إلى المجالس، لاسيما في رمضان، ما يعزز دور المجالس في التربية وتعليم الأطفال والشباب «السنع» والعادات المرتبطة به.
وفي رمضان، يجتمع أفراد الأسرة بشكل أكبر في المجالس، لاسيما بعد التراويح، ما يجعلها فرصة لتعليم الأطفال العادات، وتأسيسهم بالقيم المتأصلة في المجتمع الإماراتي، كما يتم تعليم الأطفال «السنع» في المجالس، فكما قيل «المجالس مدارس» وليست مكاناً للتجمع وتبادل الأحاديث فقط، بل المدرسة الأولى لـ«السنع».
ويحرص الكبار في المجالس على توجيه الأبناء إلى الآداب الخاصة باحترام الكبير، وآداب الضيافة، وفنون التعامل مع الآخرين كآداب الجلوس والحوار، وغيرها من الأمور التي تشكل شخصياتهم. ومثال على بعض هذه العادات: اختيار مكان الجلوس في المجلس الذي يُعدّ أحد الأمور الأساسية التي يكتسبونها عند تردّدهم على المجالس، إذ يتم توجيه الأطفال إلى الجلوس في زاوية المجلس، وترك المنطقة الوسطى التي يطلق عليها «صدر المجلس» للكبار، وذلك لاحترام من هم أكبر سناً، كما يتعلمون الطريقة الصحيحة للجلوس المتمثلة في فرد الأرجل وتجنُّب وضع رجل فوق الأخرى، لاسيما أمام الزوّار وضيوف المجلس ومن هم أكبر سناً، حيث يوحي وضع الرجل فوق الأخرى بعدم الاحترام، وهو ليس من «السنع» والذوق، وفقاً لعادات المجتمع الإماراتي.
. المجالس تُعدّ المدرسة الأولى لتعلم «السنع» لدى أبناء المجتمع الإماراتي، فضلاً عن كونها حلقة وصل بين أفراد العائلة.
. توجيه الأطفال إلى الجلوس في زاوية المجلس، وترك المنطقة الوسطى التي يطلق عليها «صدر المجلس» للكبار، وذلك لاحترام من هم أكبر سناً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news