السلام

تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إن لديها عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.

من العادات الجميلة المرتبطة بالمجتمع الإماراتي - التي لايزال يحافظ عليها حتى اليوم - عادة السلام على الآخرين بمختلف الطرق، سواء كان ذلك عند المرور على الآخرين، أو عند إيصال الهدايا والأغراض للأصدقاء والجيران، إذ ينص «السنع» الإماراتي على إيصال السلام للآخرين، سواء من المعارف، أو حتى للأشخاص الغرباء في الطريق، إذ يسهم ذلك في رفع قيمة الآخرين وقدرهم، والتقريب بين النفوس.

«السلام في الدروب»

«سنع» (السلام في الدروب) هو أن يقوم بالسلام على الآخرين عند مصادفتهم في الطريق كأن تمشي مقابل شخص آخر وتقوم برفع اليد والسلام عليه عن طريق قول: «السلام عليكم»، أو برفع اليد للسلام من بعيد، وكذلك هو الأمر عند قيادة السيارات والمرور بجانب شخص يقف في الشارع، حيث يقوم الشخص بالسلام على الآخر، فيرد السلام، ما يزيد من الألفة والطمأنينة بين الناس.

وتلك العادة التي يحرص عليها أبناء المجتمع الإماراتي انتقلت إلى العمال أيضاً، إذ نقلها «البدو» إلى العمال الذين يعملون لديهم في «العزب»، وبذلك انتقلت ثقافة (السلام في الدروب) إلى الجاليات الأخرى التي تأثرت بمظاهر «السنع» الإماراتي، فنراهم يرفعون أيديهم للسلام على الآخرين بالطريقة ذاتها.

«سلام يبلغ ويعود»

وهناك عادة أخرى أيضاً تتمثل في وجوب إيصال السلام للآخرين عند إيصال غرض أو حاجة ما، فعندما يقوم أحدهم بتوصية الآخر بأن يعطي شخصاً حاجة أو أن يوصلها فإنه من الواجب أن يقوم ذلك الشخص بإيصال السلام أيضاً قبل تسليم الغرض، فعلى سبيل المثال، إن أوصى الأب ابنه أن يعطي عمه غرضاً ما فإنه من واجب الابن أن يقول لعمه: «أبويه يسلم عليك ويقول لك هاي الحاجة تفضل»، فحتى وإن لم يقم الأب فعلياً بتوصيته بالسلام، فهي من العادات الدارجة بين أبناء المجتمع. أما عند عودته قد يقول له العم: «سلم على أبوك» فيرد الابن: «سلام يبلغ ويعود»، ويسهم ذلك في زيادة الترابط وتقويته بين أفراد المجتمع ورفع قيمة الآخرين وقدرهم، ويسهم في تقريب النفوس.

• عادة تسهم في زيادة الترابط بين أفراد المجتمع والتقريب بين النفوس.

• ينص «السنع» الإماراتي على إيصال السلام للآخرين، سواء من المعارف، أو حتى الغرباء.