«سنع» الزيارات
تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إن لديها عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تُعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات، بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.
للزيارات «سنع» خاص في المجتمع الإماراتي، فهناك أمور تجب مراعاتها، بدءاً من اختيار الوقت المناسب، وآداب الاعتذار وطريقته عند عدم القدرة على تلبية الزيارة، والاهتمام بترك أثر إيجابي، من خلال الحرص على إحضار شيء ما عند زيارة الآخرين، ما يسهم في خلق روابط أكبر بين أبناء المجتمع.
ومن «السنع» أن يلبي الشخص دعوة العزيمة، لاسيما إن كان يستطيع ذلك، ويُفضّل أن يقبل الشخص الدعوة. أما في حال لم يستطع ذلك، فعليه الاعتذار بطريقة لائقة وتجنّب بعض الردود كقولك: «لا شكراً مب يوعان.. أنا بروح»، فذلك من الأمور غير اللائقة التي لا تتوافق مع «السنع» الإماراتي، فالدعوة تكون لإكرام الضيف واحتراماً وتقديراً له، لذا في حال الاعتذار، يجب أن تكون بـ«سنع» معين كالاعتذار بالانشغال بأمر ما، وتجنّب الرد بجفوة، لاسيما في دعوات الأعراس التي من المتعارف عليه أنه يجب حضورها ولو كنت في بلد آخر، حيث ينص «السنع» على ذلك.
للزيارات أوقات
وللزيارات أوقات وقياس يجب الالتزام به، إذ ينص «السنع» الإماراتي على احترام أوقات الآخرين وظروفهم عند الزيارة في الأيام العادية، حيث يُفضّل أن تتم مراعاة أوقات الزيارات، بما يتناسب مع ظروف الشخص الذي ستقوم بزيارته، وإعطائه الفرصة والوقت الكافيين لتجهيز الوجبة، إن كان وقت الزيارة خلال وجبة عشاء على سبيل المثال، وتجنب الزيارات في الأوقات غير المناسبة. فمن «السنع» أن تحترم ظروف من تزوره، وتعطيه الفرصة والوقت الكافيين لإكرامك، وتجنّب إحراجه وإشعاره بالضيق من هذه الزيارة.
أما عند زيارة مريض، فتجب مراعاة أن تكون الزيارة قصيرة وخفيفة، وتجنب الازدحام، مراعاة وتقديراً لظروف المريض الذي يحتاج إلى راحة.
«لا تدخل على حد ويدك خالية»
ومن الأمور التي ينص عليها «السنع» أيضاً، ويحرص عليها أبناء الإمارات حتى يومنا هذا عند زيارتهم للآخرين، ألا يزوروا بيد «خالية»، فكثيراً ما تتردد عبارة: «لا تدخل على حد ويدك خالية»، إذ ينص «السنع» على أن يحضر الضيف معه شيئاً عند زيارة الآخرين وعند دخول منزله أيضاً، ما يخلق أثراً إيجابياً، حيث لا تخلو يد الأب أو الأخ من الأطباق والحلويات المختلفة، وهو ما يترسخ في أذهان الأطفال، فحتى بعد مرور سنوات يتذكرون هذا الشخص أكثر من غيره.
• عند زيارة المريض، يجب أن تكون الزيارة قصيرة وخفيفة وتجنب الازدحام، مراعاة لظروف المريض الذي يحتاج إلى راحة.
• ينبغي احترام أوقات الآخرين وظروفهم عند الزيارة في الأيام العادية، ويُفضّل أن تتم مراعاة أوقات الزيارات.
• ينص «السنع» على أن يُحضِر الضيف معه شيئاً عند زيارة الآخرين وعند دخول منزله أيضاً، ما يخلق أثراً إيجابياً.