خالد وغيث يخلدان ذكريات العائلة في مساحة تستضيف معارض وورش عمل
«منزل الجدة» في الممزر يصبح بيتاً للفن.. بلمسات الحفيدين
من منزل يعج بالحكايات العائلية، إلى مساحات مثقلة بالإبداع والفنون، هكذا اختار الأخوان خالد وغيث عبدالله تخليد ذكريات العائلة، إذ حولا بيت الجدة الواقع في منطقة الممزر بدبي، إلى فضاء يجمع تحت سقفه كل أشكال الفنون، بعد أن أصبح مجلسه الفسيح بمثابة «غاليري» يستضيف معارض وورش عمل، فيما باتت غرف النوم استوديوهات مختصة بإنتاج الأعمال الفنية أيضاً.
عمل غيث وخالد على المنزل، واستخدما كل متر فيه، وتمكنا من تخليد ذكراه العائلية، ولكن بشكل يجعله يلبي حاجات المجتمع الفنية، إذ تمت استضافة ما يصل إلى 15 معرضاً فنياً خلال عامين.
بدايات الفكرة
فكرة تحويل المنزل العائلي إلى مشروع فني، كانت مملوءة بالتحديات، وخطوة استغرقت العديد من التعديلات على بيت الجدة، بحسب ما أكد خالد وغيث عبدالله لـ«الإمارات اليوم».
وقال خالد: «كان منزل جدتي بيتاً عائلياً مخصصاً للاجتماعات، وعاش فيه العديد من أفراد الأسرة لاسيما عماتي، إذ تركن الكثير من الذكريات بين غرفه وجدرانه»، مشيراً إلى أن الجزء الخارجي من المنزل، كانت جدته تربي الحيوانات فيه، كما أنها وضعت بعض القوانين الخاصة به، وبات محكوماً بعادات معينة، ولكل جلسة خصوصيتها وركنها المحدد. وبالعودة إلى الذكريات الخاصة بالمنزل، يسترجع خالد اجتماع العائلة في كل يوم جمعة، لاسيما أولاد الأعمام، إذ كانت الزيارات العائلية جزءاً أساسياً من حياة الأسرة خصوصاً في المناسبات والأعياد، لافتاً إلى أن هذه الطقوس تبدلت بعد «كورونا»، فعمته التي كانت تسكن في المنزل، قررت أن تتركه خلال الجائحة، ومن هنا تبلورت فكرة القيام ببعض التعديلات، لجعل المكان مساحة تعود بالفائدة الفنية على المجتمع، دون أن يتم تأجيره.
عن التحديات
من جهته، قال غيث عبدالله: إن «تحويل المنزل من بيت سكني، إلى مقر خاص بالفنون، قد مر بالعديد من التغييرات، وعلى مراحل»، مشيراً إلى وجود منطقة اختلفت مع الوقت، ومنها المكتبة التي تحولت إلى «كراج» وثم إلى بيت للفن، كما تستضيف ورش العمل.
وأضاف: «كانت هناك العديد من التحديات التي رافقت تحويل المنزل إلى مساحة فنية، إذ تم العمل على تحويل غرف النوم إلى استوديوهات للفنانين، بينما تحول المجلس إلى غاليري، والصالة إلى مساحة عامة ومكتبة، وتتحول أيضاً إلى مساحة عمل، كما تم الحفاظ على المطبخ من أجل استضافة فعاليات خاصة بالطعام والطهي».
الخيار الأمثل
المنزل الذي يحتضن كل أشكال الفنون، شيّد عام 1983، وانتقلت العائلة إليه في عام 1984، ومر بالعديد من التغييرات على مر السنين، فيما تحول اليوم إلى مساحة للفن.
وفي هذا الصدد، أشار غيث إلى أن هذه التغييرات في وظيفة المنزل، كانت الخيار الأمثل من أجل إيجاد مكان يختبر فيه الفن ويلبي حاجات المجتمع، إذ إن الفكرة تحمل في طياتها تخليداً لذكرى العائلة، وإنما بطريقة ذات فوائد اجتماعية لا تحصى، خصوصاً أن المساحات الموجودة في الفيلا تعرض الفن، وتعمل على جمع الناس معاً.
وعن الأنشطة الفنية التي تقام على نحو دوري، أوضح أن المكان استضاف العديد من الأنشطة، وقد تطورت المعارض التي نظمت، فخلال عامين تم تنظيم 15 معرضاً، تميّزت بنوعية الفنون، إذ إن العمل على تقييم المعارض يأتي بطريقة مختلفة عن الطرق المختصة بالمؤسسات الفنية، إذ يحمل القالب العفوي على نحو أكبر، على حد تعبير غيث.
تعاون
ويتعاون خالد وغيث مع مجموعة من الفنانين، وهناك معرض جماعي يقام حالياً ويستمر حتى مايو المقبل، ويصل عدد المشاركين فيه إلى 14 فناناً، ومن بينهم مجموعة من المقيمين في الإمارات.
وقال غيث: إن العمل على تنظيم المعارض يحمل الكثير من المعايير المحترفة رغم ملامح العفوية في التقييم، لافتاً إلى أنهم إلى جانب تنظيم المعارض يعملون على برنامج إقامة فنية، يقدم للمبدعين مساحة لأجل الإنتاج الفني، بهدف توفير الدعم لهم، إذ يرى غيث أن دعم الفنان لا يجب أن يكون مؤسسياً ومادياً فقط، فمن الممكن أن يكون من خلال منح الفنان المساحة والوسائط لتقديم إبداعاته، إلى جانب المساحات المخصصة للحوارات والمناقشات.
وأفاد بأن الفنانين المشاركين في برنامج الإقامة الفنية من جنسيات مختلفة، ومنها إيطاليا، وبنغلاديش، وتونس، والكويت، والبرنامج محجوز إلى العام المقبل.
أكثر فاعلية
وحول الحركة الفنية في الإمارات التي بدأت تتسع بشكل لافت، قال غيث: «تحويل المنزل إلى مركز مختص بالفن، يأتي بهدف أن نكون جزءاً من هذه المنظومة، فهناك الكثير من المؤسسات الفنية التي بدأت نشاطها في الفترة الأخيرة في الدولة، ومنها المبادرات التي تحتل موقعها عبر الإنترنت، وهي مبادرات مهمة، وتقدم الكثير للمجال الفني، خصوصاً لخدمة الفنانين، مع الإشارة إلى أن المساحات الفنية التي تقدم معارضها واقعياً وليس افتراضياً تحظى بأهمية أكبر، ودورها أكثر فاعلية في الحراك الفني الحاصل في الإمارات».
تمويل
شدد خالد وغيث عبدالله على أن الصالات الفنية ومن دون أدنى شك تحتاج إلى التمويل المادي، حين تكون مشروعاً فردياً، كي تستمر في عملها. وقال خالد: إن «الصالات تحتاج إلى دخل مادي كي تتمكن من تقديم المعارض الدورية، ولهذا فتأجير المساحات والغرف كان مهماً للاستمرار بالمشروع، كما يتم تأجير المساحات المخصصة للعرض، بأسعار ليست مرتفعة، لتكون متاحة للفنانين».
فيما أكد غيث أن الاستوديوهات تؤجر على نحو شهري للفنانين، وهذا جزء مهم من الدخل الذي يؤمنه المشروع، كما أنهما يتعاملان مع الفنانين بشكل مرن، كي يكون من اليسير أخذ مساحة خاصة.
خالد عبدالله:
• المنزل عاش فيه العديد من أفراد الأسرة، لاسيما عماتي اللواتي تركن الكثير من الذكريات بين جدرانه.
• فكرة تحويل المنزل العائلي لمشروع فني، كانت مملوءة بالتحديات، وخطوة استغرقت العديد من التعديلات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news