موسم مزادات الربيع الفنية ينطلق وسط أجواء إيجابية نسبياً
بعد التباطؤ الذي شهدته سوق الفن العالمية العام الماضي، تُطلق دارا «كريستيز» و«سوذبيز» اليوم في نيويورك، موسم مزادات الربيع الفنية المعتاد، وسط أجواء إيجابية نسبياً، بعدما حققت عمليات بيع لأعمال فنية في لندن وباريس نتائج جيّدة.
لكن يُحتمل أن يشهد أحد أكثر الأسابيع متابعةً خلال السنة، انطلاقة سيئة، بعدما أعلنت الجمعة الماضية دار «كريستيز» للمزادات المملوكة لشركة «أرتيميس» القابضة للملياردير الفرنسي فرنسوا بينو، أنها تعرّضت لعملية قرصنة إلكترونية. وقال ناطق باسم الدار إنّ «مشكلة تتعلق بالسلامة التكنولوجية أثّرت في أنظمتنا المعلوماتية بينها موقعنا الإلكتروني».
وأضافت دار المزادات المرموقة التي تحقق سنوياً المليارات للسوق الفنية «نأسف لإزعاج زبائننا»، مؤكدة أنها تبذل كل ما في وسعها «للحدّ قدر الإمكان من أضرار هذه القرصنة الإلكترونية»، من دون أن توضح ما إذا كانت ستتأثر أمسياتها الفخمة خلال هذا الأسبوع في نيويورك والمقامة عبر الإنترنت والهاتف.
وكما هي الحال في كل ربيع، وبعد ستة أشهر من سلسلة مزادات تُجرى في الخريف، تضم قائمة القطع الفنية المرتقب طرحها للبيع، أعمالاً لرسامين أوروبيين وأميركيين حديثين ومعاصرين، ومن بين الأسماء التي تبرز هذا العام، فان غوخ وبيكاسو ومونيه وهوكني وكارينغتون وميتشل وماردن ووارهول وباسكيا وجاكوميتي.
وتأمل دار «كريستيز» أن تدرّ الأعمال التي ستطرحها للبيع، والبالغ عددها نحو 900 ما بين 578 و846 مليون دولار. بينما تتطلّع دار «سوذبيز» المملوكة للملياردير باتريك دراهي، إلى أن تحقّق الأعمال الفنية الـ700 التي ستبيعها ما بين 549 و784 مليون دولار، وهو هامش أعلى «بقليل» من المبالغ التي تم توقّعها في الموسم الماضي.
وتفتتح «سوذبيز» الموسم مساء اليوم، بعدما فازت بحصة الأسد في نوفمبر الماضي مع تحقيق عائدات بـ1.1 مليار دولار، إذ باعت لوحة «امرأة الساعة» التي رسمها بابلو بيكاسو عام 1932 لقاء 139 مليون دولار، وهو ثاني أعلى سعر لعمل من توقيع الفنان الإسباني.
كما باعت سيارة «فيراري» من طراز «250 جي تي» عائدة لعام 1962، بسعر 51.7 مليون دولار، وهي ثاني أغلى سيارة تُباع في مزاد على الإطلاق.
وقال رئيس مبيعات الأعمال الفنية المعاصرة لدى «سوذبيز» لوسيوس إليوت، لوكالة فرانس برس، إن «السوق باتت تتأثر بالعرض أكثر من الطلب. لا نواجه صعوبة في بيع الأعمال، بل نعاني أكثر في إقناع مالكيها بطرحها للبيع».
ويشير الخبير الى أن السوق «تباطأت بشكل طفيف جداً» مقارنة بعام 2022، لكنه يبدي «تفاؤلاً» نظراً إلى المبيعات الجيدة التي سُجلت خلال مارس الماضي بلندن، أحد المراكز العالمية للفنون والمزادات.
وأبرز الأعمال التي ستطرحها دار «كريستيز» هي جزء من مجموعتين خاصتين. فمن بين مجموعة نورمان لير، وهو منتج ومخرج وممثل أميركي توفي العام الماضي عن 101 عام، تبرز لوحة «عشب يتم سقيه» (1967) لديفيد هوكني التي يراوح سعرها التقديري بين 25 و35 مليون دولار.
وقال نائب رئيس دار «كريستيز» ماكس كارتر «إذا كنتم تبحثون عن أفضل الأعمال، فلا داعي للتفتيش في مكان آخر»، مبدياً سعادته بنتائج هي «من الأهم على الإطلاق» في لندن و«مقبولة» في باريس خلال مطلع العام.
أما بالنسبة إلى دار «سوذبيز»، فالقطع الفنية الأبرز المرتقب طرحها هي لوحة بورتريه رسمها فرانسيس بايكن عام 1966 لجورج داير، وتُقدر قيمتها بما يراوح بين 30 و50 مليون دولار.
وتطرح دار «فيليبس» غداً 30 عملاً فنياً بينها لوحة لباسكيا يبلغ سعرها التقديري 40 مليون دولار، ولوحة لبيكاسو تُقدّر بما بين 12 و18 مليون دولار.
• 900 عمل فني ستطرحها دار «كريستيز» للبيع هذا الموسم.