الصقارة.. إرث القيم النبيلة

من وسيلة للعثور على الطعام في ظل ندرة الموارد وقسوة الطبيعة في المنطقة العربية وحتى أصبحت إرثاً تاريخياً وثقافياً مهماً وجزءاً من الهوية الوطنية لدولة الإمارات وشعبها، مسيرة طويلة للصقارة في منطقة شبه الجزيرة العربية تعود إلى ما يزيد على 4 آلاف عام، احتلت فيها مكانة مميزة، ولاتزال تتمتع بالمكانة نفسها رغم التطورات الكبيرة والسريعة في أسلوب الحياة، حيث تحولت إلى رياضة ترتبط بالعديد من القيم النبيلة والصفات الأصيلة، مثل: الشجاعة والفخر والصبر والفراسة والفطنة والقناعة إلى جانب التواضع والعمل بروح الفريق.

الحديث عن الصقارة لابد أن يمتد إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الصقار الأول الذي مارس الصقارة منذ صغره، وكان يعتز بها وهو ما أدى إلى تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الرياضات التراثية في الإمارات، وكان حبه للصقور وحرصه على نشر الوعي البيئي حافزاً لإطلاق العديد من المبادرات منها تنظيم أول مؤتمر دولي للصقارة والبيئة في أبوظبي عام 1976، وإطلاق برنامج لإطلاق الصقور بهدف زيادة عدد الصقور في عام 1995، ونجح هذا البرنامج في إعادة 1600 صقر إلى بيئتها الأصلية للحفاظ على البيئة، وإنشاء مستشفى أبوظبي للصقور الذي أصبح أكبر مستشفى للصقور في العالم.

وواصلت دولة الإمارات الاهتمام بالصقور والصقارة، وفي نوفمبر من عام 2010 تمكنت دولة الإمارات من تنسيق جهود 18 دولة ساهمت في إدراج رياضة الصيد بالصقور في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو. كما تُعتبر دولة الإمارات من أوائل الأعضاء في الاتحاد العالمي للصقارة من خلال عضوية نادي صقاري الإمارات مُنذ العام 2003 حيث يُعتبر الاتحاد المؤسسة العالمية الوحيدة التي تمثل رياضة الصيد بالصقور، ويضم في عضويته 110 أندية ومؤسسات معنية بالصقارة تُمثل 87 دولة تضم في مجموعها ما يزيد على 75 ألف صقار حول العالم.

وتعتمد رياضة الصيد بالصقور على ترويض الصقر ويتم ذلك من خلال تعليمه الانقضاض على دمية مكسوة بالريش (تمثل فريسته) ومربوطة بحبل يمسكه المدرب، وعندما يبدأ الصقر في الانقضاض على تلك الفريسة يسحبها المدرب بعيداً، فيتعلم الطائر مع كثرة التدريب أهمية تكرار المحاولات حتى يوقع بفريسته، وعندما يصبح الصقر مستعداً للممارسة الفعلية، يُستخدم الحمام لاستكمال التدريب. وتتطلب عملية الترويض ورياضة الصيد التحلي بالصبر وفهم طبيعة الصقر، حيث يسهم هذا الأمر في تكوين رابط قوي ومميز ولغة خاصة بين الصقر ومدربه، الأمر الذي يساعد على تعلم مجموعة من القيم الاجتماعية المهمة ذات الصلة برياضة الصيد بالصقور. وعادة يستخدم الصقار أدوات مصنوعة يدوياً، من بينها برقُع مصنوع من الجلد لتغطية رأس الصقر وعينيه عندما يتوقف عن التحليق، كما يستخدم الوكر الخشبي كمأوى للطائر، ويتكون من سطح عريض مستوٍ مثبت بعصا يمكن غرزها بسهولة في الرمال. ويرتدي الصقار «المنقلة» في يديه كواقٍ يتكئ عليه الصقر بين جولات التدريب والصيد. وفي الوقت الحاضر، يتم تثبيت جهاز تتبع في قدم الصقر.

. تعتمد رياضة الصيد بالصقور على ترويض الصقر، ويتم ذلك من خلال تعليمه الانقضاض على دمية مكسوة بالريش (تمثل فريسته) ومربوطة بحبل يمسكه المدرب.

. برنامج إطلاق الصقور نجح في إعادة 1600 صقر إلى بيئتها الأصلية.

. 1976 تم تنظيم أول مؤتمر دولي للصقارة والبيئة في أبوظبي.

. في نوفمبر 2010 تمكنت الإمارات من تنسيق جهود 18 دولة لإدراج الصيد بالصقور في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

. 87 دولة في عضوية نادي صقاري الإمارات.

 للمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط
 

الأكثر مشاركة