ابنة الـ 11 عاماً تتصدر المسابقات والمبادرات والفعاليات بهمة وطموح لا محدود
الطفلة سجى الزيودي.. قناصة المراكز الأولى
بين ناصية القوافي، وشغف العلم والمعرفة، الذي كللته بحس عالٍ بقيمة العطاء المجتمعي، تمضي مسيرة الطفلة الإماراتية سجى الزيودي، نحو التميّز، واقتناص المراكز الأولى في سلسلة طويلة من تجارب المسابقات والمبادرات والفعاليات التي شاركت فيها بهمة عالية، وطموح لامحدود بتحقيق أحلامها الكبيرة، في سن صغيرة، مستثمرة في مشوار التميّز هذا، براعم طاقتها الطفولية اللامحدودة، ورعاية والدتها الاستثنائية التي برعت في المراهنة على ذكاء وفطنة الطفولة، لاحتضان وتنمية مواهب ابنتها الإبداعية الواعدة بالنجاحات.
مواهب الطفولة
في بداية لقائها مع «الإمارات اليوم»، توقفت موزة المعمري، والدة سجى عند بدايات تميز ابنتها منذ المراحل المبكرة من الطفولة، مؤكدة ميلها الدائم نحو مطالعة الكتب، والاطلاع على القصص التي كانت ترويها لها، ما حفزها على تأليف أول قصة قصيرة لها حملت عنوان «مسيرة الاتحاد»، حيث قالت: «حرصت منذ بداية مرحلة تكوين مداركها الذهنية والمعرفية، على ربطها بشغف الكتب، فكنت أسرد على مسامعها حكاية تأسيس إماراتنا الحبيبة على يد والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما زرع بداخلها الرغبة في المشاركة في مسابقة روضة الأطفال الخاصة التي كانت تتعلم فيها، وأستذكر إلى اليوم حماستها بتصدرها المركز الأول في مسابقة (الكاتب الصغير) في عام 2017. وكانت وقتها قصة موجزة كشفت من خلالها سجى عن شغفها الكبير بالقراءة والتعلم، وخوض تجارب التباري في المسابقات والفعاليات المجتمعية المتنوعة».
جوائز بالجملة
وتوقفت الطفلة الإماراتية عند نيلها، أخيراً، المركز الأول في المبادرة القرائية «قراءة قصص حياتي» التي نظمتها جمعية المعلمين في دبا الحصن، وأشرف على تحكيمها عدد من الأساتذة والمختصين في مجال اللغة العربية، حيث قامت سجى بقراءة وتلخيص 20 كتاباً، فضلاً عن تمكنها من الرد على جملة من الأسئلة الثقافية المتنوعة، قائلة: «كنت متحمسة لقراءة كتابي (قصتي) و(40 قصيدة من الصحراء)، لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فضلاً عن قراءة قصص الأنبياء، والعديد من القصص الأخرى التي أهلتني للفوز بهذه المبادرة القرائية المهمة. كما شاركت العام الماضي في (تحدي القراءة العربي) ونلت المركز الخامس، في الوقت الذي أسعى حالياً، إلى دعم مهاراتي في المجال، لاقتناص المركز الأول في أقرب وقت ممكن».
وعلى الرغم من أن سجى تبلغ من العمر 11 عاماً وما تزال في الصف الخامس/الحلقة الثانية، فإنها تمتلك الكثير من الطموح والأفكار التي حولتها إلى واقع ملموس، عبر نجاحها في حصد العديد من الجوائز، أبرزها حصولها العام الماضي على جائزة الشيخ حمدان بن راشد للتميّز التربوي، والمركز الأول على مستوى الدولة في جائزة زايد لطاقة المستقبل، وتكريمها في وزارة التغير المناخي والبيئة في عام 2020، كما نالت كذلك المركز الأول على مستوى الدولة في مسابقة «تدويري في تصميمي» عام 2021، بعد تصميمها فستاناً عن طريق إعادة تدوير أكواب البلاستيك.
ناصية القوافي
غير بعيد عن القراءة، تمتلك سجى موهبة الإلقاء الشعري، وألق تقديم الفعاليات والمناسبات العامة، وهي موهبة عملت على تنميتها بعد تمكن أدواتها في مجال اللغة العربية، وحفظها لأشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأمر الذي أهلها لنيل مجموعة من الجوائز النوعية، ومنها في عام 2020، المركز الأول في مجال الإلقاء في مهرجان الشعر العربي، والمراكز الأولى في مسابقات الشعر سواء على مستوى المدرسة أو على مستوى مركز خورفكان، الأمر الذي تتمنى سجى ترجمته في المستقبل إلى تجارب شعرية رائدة بدأتها منذ اليوم عبر تدوين بعض الخواطر الأدبية، التي قطعت فيها عهداً خاصاً بارتقاء تجربتها، وصفته بالقول «إني قطعت العهد أن أرقى السماء/ أزهو وروح الجد في شرياني».
مشاركات مجتمعية
على صعيد متصل، أشارت سجى الزيودي إلى حرصها على المساهمة المجتمعية، ومبادرات المصلحة العامة، عبر رئاستها لمجلس الطلاب قبل عامين ومشاركتها في تقديم عدد من المناسبات الوطنية مثل: يوم الشهيد واليوم الوطني، مقدمة سرداً غنياً لعضوياتها المتنوعة في عدد من الجمعيات المرموقة كالهلال الأحمر الإماراتي، ومتطوعي الإمارات، وأصدقاء البيئة، وجميعة مواليف الإماراتية التطوعية، وأطفال «اليونسيف»، والريادة الوطنية، ومركز العين لرعاية الموهبة والتميّز، وفريق الراية التطوعي، وملتقى مواليف الخليجي التطوعي، وحملات التنظيف التي تقيمها جمعية أصدقاء البيئة في الفجيرة وأبوظبي وغيرها من الجمعيات والمؤسسات النشطة على مستوى الدولة.
المنافسة والتميّز
تحدثت موزة المعمري والدة سجى، عن الدور الريادي الذي لعبته تجربتها المهنية في مسيرة طفلتها، وذلك عبر عضويتها في مجلس إدارة جمعية مواليف الإماراتية التطوعية، وإشرافها على أنشطة الأطفال والناشئين في الجمعية، الأمر الذي شجع سجى على المشاركة في أغلب الفعاليات والأنشطة الخاصة، وزرع في داخلها مبكراً، حب المنافسة والتميّز.
البيئة المناسبة
تحرص سجى على القراءة بمعدل ساعتين في اليوم على الأقل، مشيرة إلى أنها استفادت في فترة الحظر المنزلي التي رافقت جائحة «كورونا»، من مساحات الوقت المتاحة آنذاك، للمطالعة والتعلم، إلى جانب تفوقها الدراسي الواضح الذي كرّست به مشوارها التعليمي لغاية اليوم، مؤكدة أن الفضل يعود في ذلك إلى والدتها التي حرصت على توفير البيئة المناسبة لها ورعايتها ومتابعتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news