قلعة الفايكنغ تذهل الزوار.. المحاربون المتعطشون للدماء كانوا مهندسين بارعين أيضاً
تقدّم قلعة دنماركية يعود تاريخها إلى 1000 عام للسياح نظرة مختلفة عن الفايكنغ، وتظهر أنهم لم يكونوا فقط محاربين متعطشين للدماء، بل كانوا أيضاً أشخاصاً موهوبين قادرين على تنفيذ أعمال معمارية متقنة.
وإلى جانب الحصون الحلقية الأربعة الأخرى المعروفة في الدنمارك، أدرج تريلبورغ في شرق البلاد كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 2023.
ويشير الخبراء إلى أن الحصن هو دليل على أن محاربي الفايكنغ كانوا مهندسين معماريين بارعين قادرين على بناء إنشاءات متقنة تتناقض مع سمعتهم المرعبة.
وقال عالم الآثار، سورين سندباك «يفترض أن محاربي الفايكنغ لصوص بدائيون لكن هذا لا يظهر أنهم كانوا كذلك».
وبنى ملك الفايكينغ الشهير هارالد بلوتوث - الذي سُميت تقنية البلوتوث تيمناً به - تريلبورغ ليكون بمثابة حصن حلقي متناظر لمحاربيه وعلامة على قوته.
وبعد مرور أكثر من 1000 عام، مازال حصنه البالغ قطره 136 متراً يذهل الزوار.
وقالت الزائرة النرويجية إنغر ستين (57 عاماً) «من الرائع المجيء إلى هنا والتفكير في أن أشخاصاً عاشوا وقاتلوا وعملوا هنا لسنوات كثيرة».
من جهته، قال مالتي سيلز، وهو ألماني يبلغ 45 عاماً كان يزور الموقع مع زوجته وبناته «يمكنكم دخول الحصن وتحديد المواقع التي كانت فيها المنازل، يمكنكم حتى تخيل كيف كانت تبدو قبل 1000 عام».
وللأشخاص الذين قد يجدون صعوبة في تخيل شكل الحصن، تتوافر منمنمات ورسوم توضيحية لمساعدتهم في ذلك.
ومع تزايد شعبية عمليات إعادة بناء مواقع الفايكنغ التاريخية، ارتفع عدد زوار تريلبورغ من 29 ألفاً إلى 75 ألفاً سنوياً على مدار عقد.
وقالت مديرة الموقع، آن-كريستين لارسن، لـ«وكالة فرانس برس»: «أصبحنا أحد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو في سبتمبر الماضي. خلال شهر، شهدنا زيادة بنسبة 65% في عدد الزوار».
وشهد موقع ييلينغ فايكنغ في وسط الدنمارك زيادة مماثلة مع ارتفاع عدد الزوار بين عامَي 2014 و2023 ليصل إلى 400 ألف.
وعزّزت المسلسلات التلفزيونية والثقافة الشعبية الاهتمام بهؤلاء المحاربين الإسكندنافيين.
وقالت لارسن «أنا متأكدة من أن مسلسلَي (فايكنغز) و(غايم أوف ثرونز) أديا دوراً مهماً في ذلك».
لكنّ هذا الموقع كاد أن يفقد إلى الأبد، إذ لم تبدأ عمليات التنقيب فيه إلا بعد تدخل المتحف الدنماركي لمنع ناد محلي للدراجات النارية من بناء مضمار سباق في الموقع في ثلاثينات القرن الماضي.
وبالنسبة إلى لارسن، كان حصن تريلبورغ رمزاً لعملية تشكيل الدولة الإسكندنافية الأولى، والقوة المتنامية للملك الإسكندينافي.
وشيّد الفايكنغ الحصن قرابة عام 975 بعد الميلاد لحماية أنفسهم من هجوم الإمبراطورية الرومانية المقدسة. لكن بعد 20 عاماً، تم التخلي عن الحصون الحلقية مع زوال خطر الغزو.