المركز ينظم فعاليات أدبية وفنية ويتيح متعة القراءة للصغار
شذى المطوع.. «كتبنا» مساحة حب للغة العربية في دبي.. فيديو
الشغف باللغة العربية والقراءة ونشر الثقافة هو ما دفع شذى المطوع إلى تأسيس «مركز كتبنا الثقافي» في دبي، الذي أفردت من خلاله مساحة خاصة بالإبداع لمختلف الفئات العمرية، تتخطى حدود الكتب وعوالمها، حيث ينظم المركز مجموعة كبيرة من الفعاليات الأدبية والفنية، فضلاً عن احتوائه على مساحة خاصة بالصغار، تتيح لهم الاستمتاع بالقراءة والتعلم واللعب في الوقت عينه.
الغربة مع اللغة
استهلت شذى المطوع حديثها مع «الإمارات اليوم» عن فكرة تأسيس المركز، وقالت: «يتخطى المركز فكرة المكتبة الخاصة ببيع وشراء الكتب، فقد عملت على وضع العديد من الفعاليات التي تجعله مركزاً ثقافياً متكاملاً يتوجه لجميع فئات المجتمع، ويهتم بكل أنواع الثقافة، وهدفه الأكبر هو التركيز على الأدب الخليجي والإماراتي خصوصاً، إذ يتيح للناس فرصة التعرّف إلى الكتب المهمة الصادرة في دولة الإمارات». وأضافت المطوع: «حصلت على الدكتوراه في تاريخ العصور الوسطى، وعملي كان دائماً في الأبحاث والتاريخ، وعندما كنت في أميركا تمحورت دراستي حول الكتب العربية القديمة، وعندما بدأت التدريس وجدت أن الطلاب يفضلون قراءة الكتب التي تناسب خلفياتهم الثقافية، لهذا أدخلت الكتب من أصول متنوعة، وعندما عدت إلى الإمارات قررت أن أتعلم المزيد عن ثقافتنا العربية، وأن أساعد ابنتي كي لا تشعر بالغربة حين تستخدم اللغة العربية». ولفتت المطوع إلى أنها تهتم اليوم بتغيير الفكرة حول اللغة العربية، لاسيما لمن لا يتحدثون بها، مشيرة إلى أنها تتابع ما يقدم في الغرب حول قوائم أفضل الكتب، فقد عمدت «نيويورك تايمز» لاختيار أفضل 100 كتاب عن القرن 21، ولم تضع إلا كتاباً واحداً من العالم العربي، معتبرة أن هناك حاجة إلى التسويق للكتاب العربي والكُتاب العرب.
ورش كتابة
وأشارت المطوع أيضاً إلى أنها تعمل على تنظيم فعاليات مختلفة في المركز تصب في خدمة الكتاب، منها الورش الخاصة بالكتابة التي تساعد الناس على تطوير كتاباتهم، كما أن بعض الفعاليات تكون عبارة عن محاضرات، مشيرة إلى أن الباحث الإماراتي أحمد المازمي قدّم أول محاضرة في المركز وكانت جزءاً من مهرجان يمتد لتسعة أشهر، ويتضمن تنظيم محاضرة في كل شهر تختص بالفلسفة والأدب لاسيما الخليجي منه. وإلى جانب المحاضرات لفتت المطوع إلى أن المركز قدّم معرضاً عن كتاب رنا المطوع، فضلاً عن المناقشات الخاصة بالكتب، موضحة أن المناقشات التي تنظم في الفترة الأخيرة تتناول الإنتاج الأدبي الفلسطيني.
أما الفعاليات الخاصة بفصل الصيف، فأشارت إلى أنها تقدم العديد منها ويرتبط بالأطفال، منوهة بأن المركز ينظم فعالية قراءة كتب للفئات العمرية التي تراوح بين سنة وثماني سنوات، وأحياناً يتم إرفاق القراءة بنشاط خاص بتعلم الحروف أو رسومات خاصة بالكتاب الذي تمت قراءته، فضلاً عن فعاليات للأطفال يستكشفون من خلالها العديد من المواد الغذائية، ومنها الأرز والعدس، وهي تدفع الأطفال إلى التركيز على نحو كبير.
معارض فنية
وفي المقابل رأت المطوع أن الفنون تعد من الفعاليات المكمّلة للمركز، حيث تنظم المعارض الفنية، كاشفة عن معرض سينطلق اليوم السبت بعنوان «100 عام من الفن العربي»، ويضم لوحات لأهم الفنانين العرب، من بينهم فريد عواد وفاتح المدرس، ونجاة مكي وخالد بن سليمان وعلي حسن، ويغطي أعمال فنانين من مختلف الدول العربية.
ونوّهت المطوع بأن بعض الفعاليات التي ينظمها المركز تكون مجانية، وبعضها يكون مدفوعاً، موضحة أنها تشهد إقبالاً كبيراً لاسيما من فئة الصغار، فضلاً عن الكتاب الذين يحبون التركيز على كتاباتهم. وأوضحت أنه على الرغم من وجود حالة كسل في المجال الثقافي على مستوى الفئات العمرية كافة، فإنها تلاحظ وجود إقبال على القراءة، سواء لدى الصغار أو حتى الكبار، وهناك حالة من اللهفة على الكتب لاسيما العربية منها.
الذكاء الاصطناعي
وعن حضور الكتاب الورقي قالت المطوع: «الكتاب حاضر بقوة، والكتب الصوتية لا تحمل تجربة الكتاب الورقي نفسها، كما أننا نشهد اليوم دخول الذكاء الاصطناعي إلى الترجمة، لكنه فعلياً يأخذ من روح الكتاب، خصوصاً أن الترجمة البشرية تحمل روحاً مختلفة، فضلاً عن أنه لا يمكن مقارنة ما ينتجه الذكاء الاصطناعي بالكتابة الحقيقية للإنسان». وشددت المطوع على أن العمل في المجال الثقافي يحتاج إلى دعم مالي من الجهات الثقافية المختصة، مشيرة إلى أنها تعتمد على بيع القهوة والكتب في المركز، كي تتمكن من تنظيم الفعاليات التي تستضيف شخصيات أدبية مهمة.
وحول الخطط الجديدة في المركز، تحضر المطوع لتنظيم ورش عمل خاصة بالكتابة لمحبي كتابة الرواية، تمتد تسعة أشهر، فضلاً عن الفعاليات الخاصة بالأطفال للكتابة والرسم، وبرنامج خاص يُعرّف الناس بثقافة الإمارات.
• يتخطى المركز فكرة المكتبة الخاصة ببيع وشراء الكتب، وهدفه الأكبر هو التركيز على الأدب الخليجي والإماراتي خصوصاً.
تحديات الحصول على الكتب
تواجه شذى المطوع تحدياً أساسياً في عملها بالمركز، يكمن في صعوبة الحصول على الكتب. وقالت عن هذا التحدي: «لم أتوقع أن الحصول على الكتب سيكون بهذه الصعوبة، لأن الموزّعين على علاقة مع المكتبات. ولأننا ما زلنا في بداية دخولنا للسوق، فمن الصعب الحصول على الأسعار المناسبة، لهذا لم نبنِ إلى اليوم المجموعة التي نريدها من الكتب ونحتاج إلى المزيد». وتطمح المطوع إلى الاستمرارية في العمل وأن يكون عملها مستداماً ومستمراً، كي تقدم مزيداً من الخدمات المجتمعية المجانية.
• شذى المطوع: أهتم بتغيير الفكرة حول اللغة العربية، لاسيما لمن لا يتحدثون بها، وهناك حاجة إلى التسويق للكتاب العربي والكُتاب العرب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news