ورق عنب لذيذ

شيماء أحمد

منذ ما يقارب العقد من الزمن، برز المؤثرون، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، فمحتواهم أصبح مصدراً للترفيه، وأخبارهم تهم البعض، وإعلاناتهم تساعد العديد في اتخاذ القرار، وأصبحوا ينافسون وسائل الإعلان والترفيه التقليدية، والبعض يكاد يجزم بأنه تفوق عليها.

الإعلان لدى المشاهير والمؤثرين أصبح ضرورة تسويقية لدى الجميع دون استثناء، وأخيراً تمت مطالبة المعلنين منهم باستخراج رخصة ليصبح الوضع أكثر تنظيماً. وهذه بداية جيدة في هذا المجال الحديث نسبياً، ولكن ذلك لا يكفي، فضعف الرقابة والوعي لدى بعض المؤثرين يهضم حق أصحاب المشاريع بصور قاسية أحياناً. فعلى سبيل المثال، بعد أن استلمت إحدى المشهورات مبلغاً وقدره، قامت بالإعلان عن منتج ورق العنب لدى إحدى صاحبات المشاريع الصغيرة لتقدّم بعض الإطراء لجودة الطعام، وتذكر بعض السلبيات في إعلان مدفوع. سلبيات تمثل رأي المؤثرة فقط، وقد لا يتفق عليها الجميع، لأنها في النهاية مسألة أذواق. ولم تكتفِ بذكر السلبية كلامياً، بل قامت بكتابتها - من دون الإيجابيات - على المنشور طوال فترة عرضه. وفي حين أن السعي وراء المصداقية مشروع للجميع، إلا أنه يجب ألا يتحقق على حساب الآخرين بالمعنيين الحرفي والمجازي.

وفي حادثة أخرى مزعجة، قام أحد المشاهير بالإعلان بالطريق التالية: «الرز لم ينضج، ورق العنب جاف ويفتقر للصلصة، الطعم سيئ». وبرر قسوة تعليقه بأنه مسؤول عن رأيه، لأن متابعيه قد يقدمون على شراء المنتج الذي يعلن عنه، ولا يريد أن يخدعهم. حسناً، لم يطالبه أحد بالخداع، ولكن ما الذي يمنعه من إخبار صاحبة المنتج بهذه الملاحظات والامتناع عن الإعلان؟ وهل هناك جهة تحمي حقوق صاحبات المشاريع الصغيرة المذكورات في مقالي؟ حالياً لا يوجد. أقترح عمل منصة يقوم فيها رواد الأعمال بتقييم المشاهير، ويذكرون فيها نوع المنتج، وإن كانت نتيجة الإعلان توازي المبلغ المصروف أم لا، ومدى مصداقية المعلن وطريقته في الحديث عن البضاعة. ولا ضرر من اشتراط رفع فيديو الإعلان للمصداقية. أو أن يقيّم المتابعون المشهور على جودة إعلاناته، وإن كانت البضاعة التي يطلبونها وفقاً للإعلان بالفعل تشبه ما قاله المؤثر عنها أم لا.

Shaima_AhmedK@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر