«كوني أنتِ».. الخير ينتصر مع المواهب الصغيرة

في عالم يتأرجح بين الحلم والواقع، وينتصر فيه الخير على الشر، قدمت مجموعة من المواهب الصغيرة، العمل المسرحي «كوني أنتِ»، أول من أمس، على مسرح مركز الجليلة لثقافة الطفل في دبي.

ويهدف العمل - الذي أتى ثمرة تعاون بين هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) ومؤسسة ربع قرن للمسرح في الشارقة - إلى تعزيز الفنون الإبداعية لدى الصغار، وصقل مهاراتهم، إذ لعب بطولته 11 طفلاً من أعضاء برنامج «المواهب» الذي ينظمه مركز الجليلة لثقافة الطفل بهدف استقطاب الناشئة ممن تراوح أعمارهم ما بين ثمانية و14 عاماً، وتمكينهم من اكتشاف مواهبهم في مختلف مجالات الثقافة.

وحمل العمل المسرحي الذي كتبته علياء اليماحي، وأخرجته آلاء حماد، رسائل توعية للأطفال حول محاربة التنمر، وما ينتج عنه من آثار سلبية، ومواجهته بالتمسك بالقيم والسلوكيات الإيجابية.

وتدور أحداث العرض حول الطفلة «موزة» التي تتعرض للتنمر في مدرستها ما يحطم آمالها بتكوين شبكة من الأصدقاء، وتضطر إلى اللجوء للسحر والتعامل مع الجنية لتحقيق أحلامها، إلا أنها تكتشف لاحقاً أن حل مشكلتها وتحقيق سعادتها ينبع من داخلها ومن خلال تعزيز ثقتها بنفسها فقط، دون اللجوء إلى الحيل الشريرة.

مراحل التحضير

وحول رؤية العرض، قالت المخرجة آلاء حماد لـ«الإمارات اليوم»: «لقد استغرق التحضير للمسرحية ما يقارب ثلاثة أشهر ونصف الشهر، بدءاً من تجارب الأداء التي اختير الأطفال من خلالها، ومن ثم انتقاء النص الذي يناسب الفئة العمرية المشاركة، إذ حرصت على أن يتمكنوا من فهم معانيه، وكذلك الاندماج في الشخصيات، ومن ثم تم العمل على المسرح وتكوين الشخصيات والمشاهد، بحيث دمج التمثيل مع الموسيقى، وأخيراً اللوحات الاستعراضية».

وأضافت المخرجة: «وصل عدد المشاركين في المسرحية إلى 11 طفلاً، وقد ركزنا على الذين يتمتعون بالقدرات الفنية والحضور الجيد، وكذلك من يتقنون اللغة العربية على نحو مميز، لاسيما أننا عملنا مع الصغار منذ البداية، وقد تطلب التدريب الكثير من التركيز والعمل الجماعي».

وشددت على أن مسرح الطفل من أصعب ألوان «أبوالفنون»، إذ لابد من جذب حواس الصغار كي يقدموا ما هو مميز، خصوصاً أن المشاركين هم من المواهب الناشئة، وليسوا محترفين، لافتة إلى أنها عملت مع الأطفال المشاركين في المسرحية على التعامل مع الصوت والديكور والإضاءة. وأوضحت آلاء حماد أن «كوني أنتِ» يحمل رسائل توعية حول الثقة بالنفس، معتبرة أن العمل بالمسرح يتيح للأطفال التعرف إلى مفهوم الثقة، من خلال العمل الجماعي واحترام عمل الآخر، وهذا بحد ذاته ينعكس أيضاً على شخصية الصغار ويؤثر فيها مستقبلاً. ورأت أن التحديات الأساسية التي واجهت تقديم «كوني أنتِ»، بدأت من المسرح الصغير، وبالتالي العمل على ديكور يناسب المساحة، ولهذا تم الاعتماد على الديكور المتحرك، كي يشاهد الجمهور ما الذي يحدث على المسرح، وكي يستوعب الأطفال كل ما يدور على الخشبة. ووصفت هذه المبادرة بالمهمة، إذ إن المسرح يعزّز الثقة بالنفس عند الطفل، ويتيح له التعبير عن نفسه.

شخصية «موزة»

من ناحيتها، قالت الطفلة الإماراتية ماريا بن حماد، التي أدت شخصية «موزة» في المسرحية، إنها المرة الأولى التي تشارك فيها بعمل مسرحي، بينما قدمت إعلانات في السابق.

وعبّرت ماريا البالغة من العمر 10 سنوات، عن سعادتها بخوض هذه التجربة بكل ما تحمله من تحديات، مشيرة إلى أنها تحب التمثيل والغناء، وتتفاعل مع تصفيق الجمهور على المسرح، وستقدم المزيد من التجارب.

أمّا جورج جوري الذي قدم شخصية الساحر، فقال إنها ليست التجربة الأولى له في التمثيل، وإن كانت الأولى باللغة العربية، لافتاً إلى أنه سعى للإسهام في تقديم رسائل توعية للأطفال خصوصاً أن «كوني أنتِ» تركز على الخير. وأضاف أن المشاعر التي يقدمها العمل هي الأهم في الحكاية، إذ تتيح للأطفال فهم الرسائل المخفية.

من جهتها، قالت ماريا قلعجي التي قدمت شخصية الجنية في المسرحية، وكانت تجربتها الأولى مع التمثيل، إن الوقوف على المسرح جعلها تكتشف موهبتها في التمثيل، وكذلك في شخصيتها، إذ لم تكن تدرك أنها تمتلك هذه القدرات. وأعربت عن رغبتها في إعادة تجربة المسرح، على الرغم من إرهاق التمرينات، موجهة نصائح للأطفال بضرورة أن يثقوا بأنفسهم، وأن تتجه تصرفاتهم دائماً نحو الخير.

• رسائل توعية للأطفال حول محاربة التنمر، وما ينتج عنه من آثار سلبية، ومواجهته بالتمسك بالقيم والسلوكيات الإيجابية.

مبادرات نوعية

أكدت مدير مركز الجليلة لثقافة الطفل بالإنابة، ميثاء علي شهداد، حرص «دبي للثقافة» على إعداد وتصميم برامج ومبادرات نوعية قادرة على تشكيل ثقافة ووعي الصغار ودفعهم نحو مواصلة تطوير شغفهم في الفنون الأدائية. وقالت: «يُشكل برنامج مواهب حاضنة تعليمية وإبداعية مبتكرة تسهم في فتح الآفاق أمام الصغار وتحفيزهم على استكشاف مواهبهم وإطلاق العنان لمخيلتهم، ورفع قدراتهم على التعبير عن أنفسهم في بيئة تجمع بين الترفيه والإبداع، من خلال إشراكهم في تشكيلة من ورش العمل الفنية الرامية إلى تعليمهم أساسيات التمثيل والتعبير الجسدي، وطرق ابتكار المشاهد وأساليب صنع الشخصيات، وهو ما ينعكس إيجاباً على أدائهم الفني على الخشبة». وأوضحت أن عرض «كوني أنتِ» جاء نتيجة لسلسلة من تجارب الأداء التي شارك فيها مجموعة من أصحاب المواهب الناشئة، ويعكس ما يتمتعون به من مواهب وذائقة فنية وجمالية عالية.

• 11 طفلاً من أعضاء برنامج «المواهب» شاركوا في المسرحية.

الأكثر مشاركة