رحلة لاستكشاف أثرها في الفكر الإنساني عبر العصور

‏الطيور تحلق في «ملتقى الراوي»

معرض الطيور المحلقة يشتمل على العديد من المخطوطات القديمة والمطبوعات الحديثة عن الطيور. من المصدر

يحتضن ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الـ24 تماشياً مع شعاره «حكايات الطيور»، معرض «الطيور المحلقة» الذي يتضمن رحلة لاستكشاف أثر الطير في الفكر الإنساني عبر العصور، وحضورها في التراث والأساطير، والحكايات العالمية، والكتب المؤلفة قديماً وحديثاً، والأمثال الشعبية، إضافة إلى أنواع الطيور المحلية والمهاجرة.

وقالت مدير مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث المنسق العام لفعاليات الملتقى، عائشة الحصان الشامسي: «تحظى الطيور بمكانة كبيرة في التراث الإماراتي، من خلال الحكايات والمعتقدات الشعبية. كما تم توظيفها في الشعر والنثر، وحرصنا في هذا المعرض على تقديم معلومات وافية عن الطيور في التاريخ والأديان والأساطير والأدب، وكانت هذه المعلومات محل إعجاب وتفاعل الجمهور طوال أيام الملتقى». واستعرض المعرض مشاركة الطيور في البطولة مع البشر في الحكايات الشعبية، ليقدم مفاهيم وقيماً إيجابية، مثل الرحمة والرأفة والصداقة والحب. كما تم الاحتفاء بأنواع مختلفة من الطيور، وتوظيف أثرها في الشعر والنثر. ومن أشهر الطيور في البيئة المحلية: الراعبي والصفرد والحبارى والصقر، والكروان والخفاش والسنونو أو الخطاف، والبوم والغراب وغيرها.

وفي الأمثال الشعبية، يقدم المعرض نماذج عديدة مما تحتفظ به الذاكرة الإماراتية، بشقيها المدوّن والمروي المتناقل عبر الروايات الشفوية. وتجلى ذلك في صور وأشكال اجتماعية وتاريخية ولغوية ذات أصل ثقافي وتراثي، ما يعكس القيم والأخلاق والمواعظ، والعادات والاعتقادات التي كانت سائدة في فترة من الزمن، وتم تداولها بلغة محلية خالصة.

كما قدّم معرض الطيور المحلقة العديد من التصورات الأسطورية حول بعض الطيور التي ارتبطت بدلالات ثقافية متعددة لاتزال آثارها قائمة، مثل الأساطير المرتبطة بالغراب والعنقاء والبوم والنسر، وغيرها من الأنواع. ويظهر العلم الحديث، من خلال السجل الأحفوري وأبحاث الهندسة الوراثية، أن ظهور الطيور الحقيقية الأولى كان خلال العصر الطباشيري، منذ نحو 100 مليون سنة.

ولم يكن العربي في صحرائه الواسعة بمنأى عن ذلك، إذ كان حضور الطيور جلياً في الشعر الجاهلي. كما حفلت حياة العرب وثقافتهم بوفرة من حضور الطير، وحرص المعرض على تقديم ذلك بشكل وافٍ.

واشتمل المعرض على العديد من المخطوطات القديمة، والمطبوعات الحديثة عن الطيور، إضافة إلى بعض أدوات العناية بالصقور، والمجسمات.

كما نظمت جلسات تعريفية استقطبت جمهوراً واسعاً، ما زاد من فوائد المعرض وعمق أهدافه المعرفية.


رسائل إنسانية

 

اتفق أكاديميون وباحثون عرب، خلال جلسة «الطيور بين رمزية الحضور ودلالة التوظيف» التي نظمت ضمن ملتقى الشارقة الدولي للراوي، على أن التراث العربي استطاع أن يوصل رسائله الإنسانية إلى العالم بلسان الطيور، ونجح في ذلك بما يمتلكه من خيال جامح، وتصور عميق، وإبداع فكري وأدبي ثري.

عائشة الشامسي:

الطيور تحظى بمكانة كبيرة في التراث الإماراتي من خلال الحكايات والمعتقدات الشعبية.

تويتر