المؤتمر الدولي للغة العربية في دبي.. يطوي البساط بنقاشات ثرية
قضايا مهمة حول واقع «لغتنا الجميلة» وتحدياتها ومستقبلها في عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات المعاصرة، طرحت على مائدة المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية، الذي اختتم فعالياته أمس في فندق موفنبيك البستان بدبي، بعد ثلاثة أيام من الاحتفاء بالفائزين بجائزة محمد بن راشد للغة العربية والجلسات العميقة والنقاشات الثرية.
وتناولت إحدى جلسات اليوم الختامي «اللغة العربية في المعرفة والتقنية والصناعات والذكاء الاصطناعي»، وركزت على كيفية الاستفادة من التطور العلمي من أجل خدمة «لغة الضاد». وجمعت الجلسة بين الدكتور نصيف جاسم محمد، الذي استعرض الخط العربي والذكاء الاصطناعي في التصميم الغرافيكي المعاصر، والدكتور حسن مظفر الرزو الذي تناول كيفية توظيف الذكاء المحوسب لإنشاء المدونة المحوسبة لقاموس لسان العرب، وسبر مادته اللغوية واللسانية والمعرفية.
أما الدكتور محمد بن محب بن زغلول الشامي، فتناول توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، ليستكمل النقاش حول الاستفادة من التقنيات الحديثة سعيد كامل السيد، الذي ركز على تنمية المهارات العربية من خلال التعليم الرقمي، فيما قدم الدكتور محمد هاشم أحمد الكمالي نموذجاً عن استخدام التقنيات في العروض والبلاغة.
فن الخط
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على فن الخط العربي، وكيف يمكن الاستفادة منه، قال المختص في مجال الفنون الجميلة الدكتور نصيف جاسم محمد، لـ«الإمارات اليوم»، إن كل تقدم تقني يحمل بعض التحديات، وفي عالمنا العربي هناك محاولات للمزج بين مختلف التطبيقات، والخروج منها بمعطيات جديدة، معرباً عن خشيته من أن يترك الذكاء الاصطناعي آثاره السلبية على فن الخط العربي أو يشوهه، أو أن يكون هناك سوء استخدام للتطبيقات في ما يتعلق بالتكوين الحروفي. وأضاف أن من الإيجابيات الخاصة بهذا المجال أن التصميم الغرافيكي يستفيد من التقنيات، وهناك مواكبة لكل ما هو جديد.
وأشاد الدكتور نصيف بأهمية المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية في دبي، الذي يجمع باحثين ومهتمين عرباً وأجانب من مختلف أنحاء العالم، ويوجد نوعاً من التفاعل الإيجابي ومناقشة المشكلات التي تواجه واقع اللغة العربية، وهي متعددة ومهمة، خصوصاً بعد دخولنا عصر المنصات الرقمية.
بيانات قليلة
بينما قدم الدكتور محمد الشامي دراسة عن توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، مشيراً إلى أن قاعدة البيانات المرتبطة بالخوارزميات والتطبيقات المرتبطة باللغة العربية قليلة جداً، إذ تعد «العربية» الأصعب في هذه التقنية، لأسباب عدة، منها القواعد النحوية، والجمل التركيبية، وكذلك تعدد اللهجات وتعدد الخطوط، وهي في الواقع مزايا تميز اللغة العربية.
ورأى أن هناك تركيزاً في عالمنا العربي على استخدام الإنجليزية، داعياً إلى الاعتماد على لغتنا في العلوم، معتبراً أن تدريس المعلومة بغير لغتنا في العالم العربي، لا يخدم الطالب.
وشدد على ضرورة الاهتمام باللغة العربية في عصر يلامس فيه الذكاء الاصطناعي كل شيء في حياتنا، والنهوض بلغتنا من خلال استثمار كل ما يقدم من تقنيات حديثة.
لا استغناء عن القلم
من جهته، قال الباحث سعيد كامل إن تعليم اللغة العربية يستفيد من التقنيات والعصر الرقمي، مشيراً إلى وجود مهارات شفهية وكتابية، فالمرتبط بالمهارات الشفهية يمكنه الاستفادة من البرمجة، بينما الجانب الكتابي وكل ما يختص بتغذيته المعنوية للمعلومات والمعارف المكتوبة فيتم الاستعانة بتعليمه بالقلم الذي لا يمكن الاستغناء عنه، في الكتابة والتصحيح، لأن هذا ما يبني شخصية الطالب.
وأضاف أن الطالب يتأثر سلباً حين يترك الكتاب الورقي الذي يجب أن يفتحه، ويستعين في الوقت نفسه بالقلم، لافتاً إلى أنه يمكن الاستعانة قليلاً بالتقنية والدمج بين الطريقتين الحديثة والتقليدية. ونوه بأن «البشر هم الذين يضعون قواعد البيانات للذكاء الاصطناعي، وإن تم إحسان وضع مدخلات جيدة وصحيحة فيمكن الاستفادة منها».
قضايا متعددة
تنوعت الجلسات التي قدمت خلال مؤتمر المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية، التي ناقشت قضايا منها: «الهوية العربية والأمن اللغوي والفكر»، «جهود ومبادرات ومقترحات في خدمة اللغة العربية»، «اللغة العربية وتاريخها عبر العصور»، «دراسات تحليلية أدبية ونقدية»، و«مواضيع في النحو والبلاغة والكتابة الإبداعية»، وغيرها.
نصيف جاسم: أخشى على فن الخط العربي من سوء استخدام البعض للتطبيقات الحديثة.
محمد الشامي: علينا استثمار الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في خدمة اللغة العربية.
سعيد كامل: يمكن الاستعانة بالتقنية في تعليم لغتنا والدمج بين الطريقتين الحديثة والتقليدية.