السنع الإماراتي.. «إتيكيت الأولين» يثري وجدان الأجيال

يمثل السنع جزءاً رئيساً من الهوية الوطنية لأبناء الإمارات، إذ يشمل مجموعة التقاليد التي اعتاد أفراد المجتمع استخدامها في تعاملهم اليومي وعلاقاتهم الإنسانية، والتي يحرصون على تناقلها من جيل إلى آخر.

ويمكن تعريف السنع بأنه «فن الإتيكيت»، أو طريقة التعامل مع الآخرين استناداً إلى قيم وأعراف إماراتية متوارثة من الآباء والأجداد.

ويتضمن «السنع» في الإمارات قواعد وسلوكيات عديدة تختلف بتنوّع المناسبات والمواقف التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية، مثل: احترام الأكبر سناً والشجاعة والنخوة والشهامة، والإخلاص للآخرين وكرم الأخلاق والأمانة، والتطوّع والضيافة وآداب المجلس، إضافة إلى آداب الطعام والترابط والتكاتف، وآداب التحية والسلام، واحترام المهنة والعمل اليدوي وحب الغير والإيثار.

وقديماً كانت التربية تعتمد على تعليم السنع للأطفال في سن مبكرة حتى يصبح جزءاً من شخصيتهم، وهو ما كان يخلق حالة من التجانس في المجتمع فيصبح كل شخص يعرف دوره، وما هو مطلوب منه.

ومن أبرز السنع المتوارث في الإمارات، سنع الوجود في المجالس، الذي يشمل كيفية استقبال الضيف وحسن الترحيب به، وهناك أيضاً عادات وتقاليد تقديم القهوة، ومن أبرزها أن يتولّى الأصغر سناً بين الموجودين في المجلس تقديم القهوة إلى الضيوف، ويطوف على الحاضرين مبتدئاً باليمين، وفي حال كان ضمن الموجودين رجل كبير السن أو زعيم قبيلة أو رجل ذو مقام كبير، فيبدأ به.

إلى جانب سنع تبادل الزيارات مثل تحري الأوقات المناسبة، وتجنب أوقات القيلولة أو أوقات تناول الطعام المعتادة.

وهناك كذلك آداب السلام و«المخاشمة» وآداب الحديث، التي تعرف بـ«الذرابة في الرمسة». إلى جانب السنع الهادف إلى تشجيع صلة الرحم وترابط المجتمع، والحفاظ على التواصل بين الأجيال المختلفة.

ونظراً إلى الأهمية الكبيرة للسنع في المجتمع، أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات لتكريسه في نفوس الأجيال المتتالية، إذ قامت وزارة التربية والتعليم بإطلاق برنامج «السنع الإماراتي»، الذي أعدته بالتعاون مع المؤسسات التراثية والثقافية، وتطبيقه في المدارس الحكومية والخاصة، في إطار جهود ترسيخ القيم المجتمعية والفضائل الأخلاقية.

ويعتمد البرنامج على تعليم الطلاب مبادئ وقواعد السنع وقيمه التي يتحلّى بها الإماراتيون وتعبر عن هويتهم الوطنية، وإبراز دور المجتمع المدرسي في تعزيز قيم السنع كممارسة لدى طلاب المدرسة.

وتشهد المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية التي تنظم على مدار العام في الدولة، تركيزاً كبيراً على تعليم السنع وتعريف المقيمين في الدولة من الجنسيات المختلفة به وأهميته، وكذلك تسليط الضوء عليه لدى السيّاح والزوّار.

للمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط

الأكثر مشاركة