الطروش.. قوافل الخير المسافرة للرزق

صورة
1/5

يعد الطروش جزءاً مهماً من تراث الإمارات قديماً، خصوصاً في البادية، والطروش هم المراسيل، أي الرجال المسافرون على الجِمال من منطقة إلى أخرى، سواء للتجارة أو البحث عن الرزق، ويسمون أيضاً «المناديب»، وكان الجميع ينتظرون عودتهم بشغف ليكتشفوا ما أحضروه من بضائع وأغراض، وما يحملون من رسائل يتطوعون بتوصيلها إلى أصحابها. ويسمى الولد الذكر طارشاً، لأن الناس يشبّهونه بمن يأتي ومعه بشارة أو رسالة فيهنئ الرجل بولادة الولد فيقال له: «مبروك عليك الطارش»، وفق ما تذكر الشيخة صبحة محمد جابر الخييلي في كتابها «وين الطروش»، مضيفة: «الطروش جمع طارش، وهم الرجال الذين يذهبون لجلب مؤن البيت والحياة اليومية في البادية، وكان الأطفال ينتظرون عودة الطروش، لأنهم يُحضِرون لهم حلويات صغيرة، وكانوا دائماً يتساءلون: (وين الطروش؟)».

وتشير الخييلي إلى أن الطروش استمدوا أهميتهم في المجتمع قديماً من أهمية التجارة كمهنة رئيسة، ووسيلة لتوفير احتياجات أفراد القبيلة من المواد الغذائية، وغيرها من المستلزمات التي لا يستغني عنها البدوي، خصوصاً في الصحراء، موضحة في كتابها - الذي يتناول الحياة في بادية أبوظبي من ثلاثينات إلى ستينات القرن الـ20 - أن التجارة اقتصرت على النطاق الجغرافي بين أبوظبي والعين، حيث كان التجار يتجهون إلى أبوظبي لبيع ما يتوافر لديهم من الحطب والفحم، ويشترون بثمنه الملح، والمالح (السمك المجفف) ليقوموا ببيعهما في العين.

وتضيف: «أُطلق على تجار البادية الطروش لأنهم كانوا (يطرشون)، أي يسافرون من منطقة لأخرى على النوق، وكانت الرحلة على الإبل تستغرق ثمانية أيام، تنطلق من البادية متجهة إلى أبوظبي، وعند نقطة الوصول التي تقع عند برج المقطع قد يضطرون إلى الانتظار حتى يهدأ البحر إن كان في حالة مد، حيث يحطون رحالهم قرب البرج، ويتناولون الطعام إلى أن يثبر البحر (أي يحدث الجزر)، من ثم يستطيعون إكمال مسيرتهم إلى جزيرة أبوظبي، فيقيمون فيها مدة تراوح بين ثلاثة وأربعة أيام، يبيعون خلالها بضاعتهم، ويبتاعون ما يحتاجون إليه من مير، وهو المواد الغذائية والسلع الضرورية التي لا يستغنون عنها، ثم يستعدون مرة أخرى للعودة إلى العين ومناطق سكنهم، ومن البضائع التي كانت تشكّل احتياجاً أساسياً الكسوة، وهي ما يحتاج إليه أفراد القبائل من ملابس، والسكر، والعيش (الأرز)، والملح الذي كان يستخرج من منطقة الحفار في أبوظبي ويعرف باسمها (ملح الحفار)، وكان يقطع على هيئة ألواح تبدو

لشدة صفائها ونقائها كحبات الألماس النقية من الشوائب، وكان كل بعير يحمل ما بين أربعة وستة ألواح».

والطريف أن مهنة الطروش لم تقتصر على الرجال، فتذكر الخييلي أن «البادية عرفت نساء طروشاً، وعادة ما تكون النساء الطروش اثنتين أو أكثر، وتطرش لتجارة الحطب أو الغنم أو الجامي أو السمن، لكنها لا تجلس في السوق، وإنما تذهب إليها لشراء احتياجاتها بعد تصريف تجارتها التي يشتريها أهل أبوظبي بمجرد وصول الطروش للمدينة».

. كان الجميع ينتظرون عودتهم بشغف ليكتشفوا ما أحضروه من بضائع وأغراض، وما يحملون من رسائل.

. كان الأطفال ينتظرون عودة الطروش، لأنهم يُحضِرون لهم حلويات صغيرة، وكانوا دائماً يتساءلون: «وين الطروش؟».

. الطروش استمدوا أهميتهم في المجتمع قديماً من أهمية التجارة كمهنة رئيسة، ووسيلة لتوفير احتياجات أفراد القبيلة.

. المهنة لم تقتصر على الرجال، فالبادية عرفت نساء طروشاً، وعادة ما تكون النساء الطروش اثنتين أو أكثر.

تويتر
log/pix