«بليغ حمدي»..ينــضـــــــــم لــمسلسلات السير الذاتية
اختارت مدينة الانتاج الإعلامي المصرية، الممثل الشاب إيهاب فهمي للقيام ببطولة أحدث مسلسلات السير الذاتية، «مداح القمر»، الذي يحكي قصة حياة الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي والمقرر عرضه في شهر رمضان المقبل. وأكد إيهاب فهمي في تصريحات صحافية، أمس، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من يوسف عثمان مستشار الإنتاج الدرامي بالمدينة أبلغه فيه باختياره لبطولة المسلسل الذي كتبه الصحافي محمد الرفاعي ويخرجه مجدي أحمد علي، بعد مفاوضات مستمرة منذ فترة، موضحاً أنه سيقدم شخصية بليغ بدءاً من فترة شبابه وحتى وفاته في سبتمبر 1993 عن عمر ناهز 61 عاماً.
وأضاف الممثل الشاب، الذي يعد المسلسل الجديد أولى بطولاته المطلقة، بعد أدوار تلفزيونية عدة، أن اختياره لتجسيد شخصية بليغ حمدي تحديداً أهم حدث في حياته كممثل، لأنه يعشق الرجل الذي تعرض لظلم بالغ في حياته وظل منفياً باختياره في سنواته الأخيرة. ورشح كثيرون لتجسيد شخصية بليغ خلال السنوات الماضية بينهم النجم ممدوح عبدالعليم الذي اختلف مع المخرج ليترك العمل نهائياً، والنجمان الشابان هاني سلامة ومحمد نجاتي اللذان كانا الأقرب للدور، قبل أن يفوز به إيهاب فهمي الذي ظهر في رمضان الماضي في مسلسلي «في ايد أمينة» و«بعد الفراق».
ولد بليغ عبدالحميد حمدي مرسي في حي شبرا بالقاهرة في أكتوبر ،1932 وكان والده أستاذاً للفيزياء بالجامعة، وأتقن العزف على العود في التاسعة من عمره، والتحق بكلية الحقوق، وفي الوقت نفسه بمعهد الموسيقى العربية، وبعد تخرجه أقنعه محمد حسن الشجاعي، مستشار الإذاعة المصرية وقتها، باحتراف الغناء وبالفعل سجل للإذاعة أربع أغنيات.
لكن تفكير بليغ كان متجهاً صوب التلحين، وبدأ بتلحين أغنيتين للمطربة فايدة كامل هما «ليه لا» و«ليه فاتني ليه»، ثم أغنية ما «تحبنيش بالشكل ده» لفايزة أحمد قبل أن تتوطد علاقته بالمطرب محمد فوزي الذى أعطاه فرصة التلحين للكبار من خلال شركته «مصر فون». وفي عام 1975 قدم بليغ أول ألحانه لعبدالحليم حافظ «تخونوه»، ومنه بدأت شهرته وصولاً للتلحين لأم كلثوم، بدءاً بأغنية «حب إيه» ثم «أنساك يا سلام» مروراً بالكثير من الروائع منها «سيرة الحب» و«بعيد عنك» و«فات الميعاد» و«ألف ليلة وليلة» و«الحب كله» وآخر أغانيها «حكم علينا الهوى» التي سجلتها عام 1973 ولم يمنحها القدر فرصة غنائها على المسرح. وقدم بليغ لعبدالحليم مجموعة من أروع الألحان منذ نهاية الستينات وحتى منتصف السبعينات منها «خسارة» و«جانا الهوى» و«الهوى هوايا» و«سواح» و«على حسب وداد قلبي» و«موعود» و«مداح القمر» و«زي الهوى» و«حاول تفتكرني» و«المسيح» و«فدائي» وغيرها. كما تزوج من المطربة وردة الجزائرية بعد قصة حب عنيفة وقدم لها خلال زواجهما أجمل ما غنت مثل «خليك هنا» و«لو سألوك» و«العيون السود» و«مالي» و«دندنة» و«اشتروني» و«حكايتي مع الزمان» وانفصل عنها بعد زواج دام سبع سنوات.
ولحن بليغ للمطربات شادية ونجاة وصباح وعزيزة جلال وميادة الحناوي التي استحوذت على كل ألحانه في سنواته العشر الأخيرة وتعاون مع الثنائي محمد رشدي وعبدالرحمن الأبنودي في مطلع الستينات فقدم الفلكلور المصري في أغنيات منها «عدوية» و«بلديات» كما قدم لمحمد رشدي من كلمات آخرين «متى أشوفك» و«على الرملة» و«مغرم صبابة» و«طاير يا هوى».
ووضع بليغ الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية منها أفلام «شيء من الخوف» و«أبناء الصمت» و«العمر لحظة» و«آه يا ليل يا زمن» ومن المسرحيات «ريا وسكينة» ومن المسلسلات «بوابة الحلواني».
وقضى بليغ أربع سنوات متنقلاً بين باريس ولندن ودول أخرى بعد اتهامه بقتل الفنانة المغربية الصاعدة سميرة مليان عام ،1984 حيث لقيت حتفها اثر السقوط من شرفة شقته، وتمت تبرئته لاحقاً من هذه القضية التي قيدت ضد مجهول.