كرامة: «حِنّـا» وثيقة وليس وثائقياً

تمويل فيلم "حنا" بمساعدة أصدقاء المخرج صالح كرامة.  من المصدر

قال المخرج الإماراتي صالح كرامة إن «السينما العربية تعدّت مرحلة العبث، وأصبحت صناعة الأفلام تستمد أفكارها وموضوعاتها من داخل الحارات والهموم اليومية لأفراد المجتمع»، متسائلاً: «إلى متى سنظل نعيش محنطين ومعلبين في انتظار ان يأتي أحد من الخارج ليعبر عنا وعما في داخلنا». ورفض اعتبار «حنا» فيلماً وثائقياً، لافتاً إلى انه قد يكون تضمن أرشفة لبعض العادات والتقاليد الإماراتية، لكنه لم يتحول إلى فيلم وثائقي، بل يمكن اعتباره «وثيقة وليس وثائقياً».

وأوضح كرامة في مؤتمر صحافي عقب عرض فيلمه «حنا» مساء أول من أمس ضمن فعاليات مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في ابوظبي أن الفيلم يحمل صيغة تجريبية تميز أعماله ونظرته للفن، كما ينحو إلى أن يقدم رصداً للأشياء من خلال بطلته «حنا» الفتاة الصغيرة التي تتطلع لمظاهر المدنية التي بدأت تزحف على المجتمع الاماراتي، مشيراً إلى ان «الأحداث تدور في بداية الثمانينات بالتزامن مع الزحف العمراني على المكان، حيث اختفى البدو الذي كانوا يقصدون المدينة، وقد تأثرت في الفيلم بملامح رصدتها في الحي الشعبي الذي نشأت فيه، وفيه ايضاً تعرفت الى المسرح وأحببته، وتعرفت الى اهل المسرح».

وأضاف ان الممثلين في الفيلم ليسوا محترفين، اذ انهم اشخاص عاديون من المجتمع اختارهم مصادفة، وقام بتدريبهم على التمثيل في فترة لا تتجاوز ١٥ يوماً، لأنهم شعروا بصدقه. وأشار إلى اعتماده في تمويل الفيلم على مساعدات ومشاركات أصدقاء له من مختلف أنحاء العالم، «ولولا هذه المساعدات لوصلت تكلفة الفيلم إلى ارقام خيالية».

وقال «اعتمدت في جانب كبير من الفيلم على مساعدات الاصدقاء في وقت تخلى عني الجميع، وطرقت خلاله كل الابواب حاملاً مشروع الفيلم من دون جدوى، لكنني كنت على استعداد للدفاع عنه بكل ما املك، فهو الذي يمثل مشروع عمري ويجب ان يظهر للنور». وأوضح كرامة ان كلمة «حنا» قد تشير إلى نقوش الحناء التي تختفي وتتلاشى بعد فترة وجيزة، كما يمكن ان تعني (نحن)، فاللغة العربية جميلة ولكلماتها دلالات مختلفة ومضيئة.

وعن غياب الموسيقى التصويرية عن الفيلم، قال «أنا من أنصار التجريب، وخلال عملي في الفيلم شعرت بأن العمل ككل يحمل روحاً وأجواء طبيعية، واستخدام الموسيقى في هذه الاجواء يعد إقحاماً لها على روح العمل. وبالفعل جربت ادخال الموسيقى، لكن النتيجة لم تكن مرضية، فتراجعت عنها. أما في مشهد النهاية فلجأت للنهمة التي بدأت تختفي، وهي من التراث المحلي، باعتبارها جزءاً من اجواء العمل نفسه». من جانبها أعربت الفنانة غزال بطلة الفيلم عن سعادتها بالعمل في فيلم «حنا» الذي يمثل تجربتها الاولى في هذا المجال، متمنية أن تتاح لها المزيد من الفرص في المستقبل.

تويتر