آل ســــــــلوم: أسعى إلى تعريف العالم بالمجــــــــتمع الإماراتي

آل سلوم: دخلت المجال السياحي استجابة إلى شغف الأجانب بالتعرف إلى الإمارات.تصوير: باتريك كاستيللو

 

عبر شركة سياحة، وبرنامج تلفزيوني باللغة الإنجليزية، يسعى الشاب الإماراتي علي آل سلوم لتعريف العالم بثقافة المجتمع الإماراتي وتاريخه، وتغيير النظرة النمطية عن العرب عموماً، والإماراتيين تحديداً. هدفه الأكبر كسر الحواجز، واختصار المسافات بين الإمارات والعالم، واحتضان الثقافات المختلفة.

خلال فترة دراسته الجامعية، أسس مشروعاً في أميركا، وبعد ذلك شركة سياحة، ويتجه حالياً لإطلاق قناة تلفزيونية إلكترونية توصل رسالته، وتنشر ما يصبو إليه من تقاليد بلاده في إطارها الصحيح.

يقول آل سلوم «إن من أهم أسباب دخولي المجال السياحي شغف المجتمعات الأجنبية بمعرفة ثقافة الإمارات وعاداتها»، مشيراً إلى أنه يقدم من خلال شركته «إرشاداً يعبق بأصالة البادية، ودعوة لضيوف الإمارات لبناء جسور الاندماج»، معتبراً هذه الخطوة الأولى في احتضان الثقافات، وربطها ببعضها بعضاً.

ويضيف «نقدم برامج تدريب ثقافية لكل من يرغب في كسب معرفة غنية عن المنطقة العربية عموماً، وعلى وجه الخصوص الإمارات، من خلال مرشدين مواطنين يقومون بجولات ميدانية للإمارات المختلفة».

ويخطط آل سلوم لإطلاق كتاب «يتحدث عن الإمارات بشكل عام، وعن كل إمارة بشكل خاص، لكل من يرغب في زيارة الدولة، والتجول في أرجائها، وسيتضمن خرائط الإمارات، وعادات أهلها وتقاليدهم، وأهم المناطق والمباني التي يمكن أن يقصدها الزائر»، موضحاً أن الكتاب «سيطلق بلغات عدة، منها الإنجليزية، ويمكن أن يقرأه الكبير والصغير، خصوصاً مع اعتماده طريقة قصصية سلسة الفهم، مدعومة بالصور والرسومات لتوضيح الفكرة العامة».

وإضافة إلى موقعه الإلكتروني «آسك علي.كوم» الذي يحتوي على جميع المعلومات التي يحتاجها السائح والمقيم عن الدولة، بالإضافة إلى رؤيته وأفكاره، يعتزم آل سلوم إطلاق قناة تلفزيونية إلكترونية، للوصول إلى أكبر شريحة من أفراد العالم، لافتا إلى أنه سيصور «٢٤ برنامجا بالتعاون مع صندوق خليفة وشركة OneTV، وستتضمن هذه البرامج معلومات إرشادية حول الإمارات والسياحة فيها، وقررنا أن تكون القناة في موقع إلكتروني حتى يتسنى للجميع رؤية هذه البرامج، على أن تبث كقناة فضائية قريباً».

بدايات.. وتحديات

وعن خطوته الأولى في مجال إدارة الفندقة والسياحة، يقول «بدأت في هذا المجال منذ سافرت لأميركا لاستكمال دراستي الجامعية، إذ اختار والدي تخصص إدارة الفندقة والسياحة مجالا للدراسة، وقد وفق والدي في هذا الاختيار، حيث كنت من أوائل من درسوا إدارة الفندقة والسياحة من الإمارات»، وتابع آل سلوم «لاحظت عند وصولي إلى أميركا اهتمام الناس بالثقافة العربية، وكنت غالباً ما أوضح لهم العادات والتقاليد العربية، ومع مرور الوقت أصبح كثيرون يلجأون إلي إذا ما خطر لهم أي سؤال عنها، وبدوري كنت أجيب عنها بكل رحابة صدر».

وعن الصعوبات التي حولها إلى تحديات حين صادف وجوده في أميركا هجمات الـ١١ من سبتمبر يقول «حينها كنت أستعد لافتتاح مطعم في أورلاندو، حيث أقمت خلال دراستي، وتأجل بعدها الافتتاح لفترة، ورجع عدد كبير من الطلاب إلى دبي، حتى تهدأ الأوضاع، وبعدها يستكملون دراستهم في الخارج».

وتابع «لكن والدي فضل بقائي هناك، معتبراً أنها مرحلة طبيعية وقصيرة ستزول مع مرور الوقت، وبالفعل؛ فمن رجع إلى الإمارات لم يسمح له بالدخول مرة أخرى إليها، وظللت هناك لمدة ثلاث سنوات لم أرَ فيها أهلي، ولكنني كنت ارتاح حين اسمع أصواتهم من حين لآخر». 

3000 ساعة عمل

وعن المطعم الذي افتتحه في أميركا خلال الثلاث سنوات التي قضاها هناك، قال «كان يتحتم عليّ الانتهاء من 3000 ساعة عمل حتى أتخرج، لذلك؛ عملت لدى أكثر من فندق وشركات سياحية، وبعدها فكرت في أن يكون لي مطعم خاص بي، وفي الوقت نفسه أستفيد من عملي في الانتهاء من الساعات»، وقال أنه افتتح بعد ذلك مطعمه بالشراكة مع شخص أميركي من أصول عربية، في منطقة أورلاندو، موضحا أنه كان يُعرف بين زملائه وأصدقائه بحبه وشغفه بالطهي، واستطاع آل سلوم النجاح واستقطاب الكثير من الزبائن، الذين سرعان ما أصبحوا دائمين، مضيفاً «بعد انتهائي من الدراسة بعت المطعم، وعدت إلى بلدي».

الماجستير

ويقول عن تجربته في العمل بالقطاع الحكومي بعد عودته إلى الإمارات «توظفت في إحدى الدوائر الحكومية في الدولة بعد رجوعي من أميركا، لتكون تجربة مفيدة جدا، إذ اكتسبت فيها خبرات كثيرة، فقد عينت مرشدا سياحيا لكبار الشخصيات، وخلال هذه الفترة أتيحت لي فرصة استكمال الدراسة للحصول على درجة الماجستير في كندا». وفضل آل سلوم التوقف عن العمل والتركيز على الدراسة خلال تلك الفترة، ليعود إلى الدولة بعد حصوله على الماجستير في «العلامة التجارية»، بحثا عن مجال عمل يناسب تخصصه، «ولم يكن هناك أفضل من مجال الإرشاد السياحي تناسبا مع تخصصي، خصوصاً أن عدد الإماراتيين فيه قليل»، ليبدأ خطوة تأسيس شركته السياحية.

لم يتوقف آل سلوم عند حد الترويج للثقافة والسياحة والعادات الإماراتية بين الأجانب، بل انتقل بعد ذلك إلى الوسيلة الأكثر انتشارا وترويجا لما يهدف إليه، وهو التلفاز، عبر تقديمه برنامجا ثقافيا باللغة الانجليزية، يهدف إلى عرض وتسليط الضوء على التراث، من ملبس ومأكل وطرق تعامل وأفكار وأماكن، وذلك في قناة «سيتي ٧» الانجليزية، مبينا أنه يعمل على «توضيح وتبسيط حياتنا المحلية للأجنبي، سائحا كان أو مقيما، ليتمكن من استيعابها بالطريقة الصحيحة المفروضة، ما ينتج عنه إزالة للحواجز الخفية التي تبعد الأفراد عما يجهلونه عادة، وكسر الأفكار النمطية التي يحملونها عنا».

وأضاف آل سلوم أن قوة المعلومة هي ما يتسلح به، وكل ما يركز عليه «فكل ما عليك هو أن تسأل وأنا سأقوم بالإجابة»، مقدماً بذلك الإرشاد والتدريب أيضا لكل من يرغب في ذلك، مشيراً إلى أن «التقاليد والتوق إلى التغيير، إضافة إلى التفاؤل باقتصاد أفضل، عوامل أساسية بلورت شخصية الإمارات، وإن من الحكمة أن ينتهز أيٌ من وارديها أو القاطنين فيها فرصة لاحتضان ما يمكن أن تقدمه تجربة العيش في الإمارات من فهم أوسع وتقدير أكبر لروح هذه المنطقة المتمثلة بأهلها وثقافتهم العربية». واختتم بقوله «أتمنى أن يكون ما أعمله شيئاً فعالاً لبلدي، وأن أرد قدراً بسيطاً من دَين كبير لن أتمكن من تسديده لوطني الغالي».

سرّ اللون

يفضل علي آل سلوم دائما ارتداء «الغترة والكندورة»، باللون الرملي الفاتح، ما يعتبره «علامته» الخاصة به، ويوضح أنه اكتشف من تجاربة واحتكاكه بالأجانب، أنهم «يعتقدون أن ارتداء الإماراتيين للكندورة باللون الأبيض يعود إلى كونهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية معينة، أو كونهم من عائلة بعينها، لذلك حاولت أن اكسر هذا المفهوم بارتدائي للكندورة والغترة بهذا اللون».  ويضيف آل سلوم «عرفت واشتهرت بين السياح بهذه الملابس، وأصبحت أوصف بها أيضا، إضافة إلى انتشار صوري من خلال المنشورات التي نوزعها عليهم بهذا اللون، واعتمدته لي من خلال برنامجي التلفزيوني، وصوري في موقعي الإلكتروني».   

تويتر