ملــوّثات بيئيـــة تسبّب بدانة الأجنّة
يعاني الأفراد عامة من التعرّض للتلوث البيئي، والمواد الضارة التي قد تدخل إلى الجسم بسبب أسلوب الحياة المتبع، أو عبر ما يتعرض له من تلوث خارجي لا يد له فيه؛ ما ينتج عنه مشكلات صحية عدة، تعد البدانة أكثرها انتشاراً، ويعتبر الجنين أحد أكثر المتأثرين بذلك، ما يعني مواجهة الحامل لتحدٍ شاق، لحماية ذاتها وجنينها، ومستقبله لاحقاً، من تلك المؤثرات. وكشفت دراسة إسبانية جديدة عن أن التلوث يمكن أن يسبب البدانة، وأن تعرض الأجنة لمجموعة من المواد الكيميائية الشائعة، قبل ولادتها، يمكن أن يؤدي إلى نشأة طفل بدين، وهي الدراسة الأولى التي تربط بين التلوث داخل رحم الأم، والبدانة التي تعد من أكثر الأزمات الصحية انتشاراً في العالم. وتبين الدراسة التي نشرت في صحيفة «الإندبندنت أون صنداي»، أن 25% من البريطانيين من الكبار، و20% من الأطفال، يعانون من البدانة، أكثر بأربع مرات مما كانوا عليه قبل 30 عاماً، وهي الحال مع 300 مليون شخص حول العالم».
و قالت اختصاصية المكملات الغذائية والصيدلانية سمر بدوي، لـ«الإمارات اليوم» إن هناك أموراً عدة على المرأة أخذها في الاعتبار خلال فترة الحمل، أهمها «تشوهات الحبل السري، وكيفية حمايته، وبالتالي الجنين الذي يتغذى عليه»، مشيرة إلى أن ما يتلقاه الطفل عبر الحبل السري، «خلاصة ما تتناوله المرأة وتدخله في جسمها، وأن الحامل يمكن أن تحمي جنينها، عن طريق التغذية الغنية بحمض الفوليك، الذي يتوافر في الأوراق الخضراء، والبقوليات، إذ يفترض أن يدخل منه إلى جسم الحامل نحو 400 غرام يومياً في الأشهر الأولى، وهو ما يفترض أن تتناوله وتعد جسدها عليه قبل شهر واحد من التخطيط لحدوث الحمل»، وتتابع بدوي «إذا كان الحمل غير متوقع يبدأ الطبيب بصرف حمض الفوليك على شكل مكمل غذائي يومي، كونها مادة تحتاج لفترة حتى يتم تخزينها في الجسم»، وفي ما يخص البروتينات واللحوم، تنصح بدوي المرأة الحامل «بالتقليل منها، خصوصاً في الأشهر الأولى».
وتقول بدوي في ما يخص حماية الجسم من السموم التي تتسلل إلى جسم الحامل عبر الأطعمة والعوامل الخارجية المؤثرة فيها «إن المواد السمية، لها آثار ضارة، تتمثل أعراضها بالشعور بإحساس عام بالمرض والضيق، ووهن وخمول وكسل عام، واضطرابات عامة في الأمعاء»، مشيرة إلى أن السموم الداخلة إلى الجسم، لا يمكن تفادي أغلبها في أحيان كثيرة، «كونها تبدأ من الماء الذي نشربه، وحتى الهواء الذي نستنشقه، ويعد أخطرها السموم التي لا يمكننا أن نراها أو ندرك وجودها، عبر المواد الغذائية المعرضة للمبيدات الحشرية، والأسمدة الكيميائية»، وذكرت بدوي أن هناك «طرقاً يمكن اعتمادها دورياً لطرد نسبة من هذه السموم، وإعانة الجسم على الاستمرار بشكل صحي».
مواد ضارة
وكان الباحثون في الدراسة الآنفة الذكر قد درسوا مستويات مادة كيميائية تسمى بـ«هيكسا كلوروبينزن» أو«إتش سي بي»، وهو مبيد حشري كيميائي، في الحبل السري لنحو 403 مواليد في جزيرة مينوركا الإسبانية، وتبين أن الأطفال الذين عانوا من أعلى مستويات المبيد الحشري، كانوا أكثر ميلاً للتعرّض للبدانة في عمر السادسة والنصف. وعلى الرغم من أن المادة الكيميائية «إتش سي بي» التي عادة ما تستخدم لعلاج الحبوب المزروعة من الحشرات، قد منعت دولياً، إلا أن طبيعتها العنيدة والطويلة الأمد، لاتزال مستمرة في البيئة، ولاتزال تصل إلى الأطعمة، لتأتي الدراسة دليلاً على مدى الأضرار الصحية التي تسببها هذه الأنواع على الصحة، وليس ما منع فقط، حيث طالب الباحثون بأن يتم التقليل من الاعتماد على استخدام المبيدات الحشرية بشكل عام. وربطت دراستان أميركيتان سابقتان بين البدانة لدى الرجال، ومواد «باثاليت» الموجودة في المواد التجميلية والشامبو، وأغلفة الأطعمة البلاستيكية، لكن الدراسة الأخيرة كانت أكثر حسماً لارتباط التلوث الكيميائي بالتعرض للبدانة، وتعد الأولى التي تبين تأثير تعرض الأجنة لهذه المواد في الرحم، حيث يكون المرء في أضعف حالاته. وقال أحد أشهر الخبراء في المواد الكيميائية التي تعرف باسم «أزبيزوجينز» والعالم المسؤول في مركز علوم الصحة البيئية في أميركا، بيتر ماير «إن نتائج الدراسة مهمة جداً، وعلى الرغم من أن نتائجها ليست مفاجئة، كونها مقاربة للدراسة التي تخضع لها الحيوانات، إلا أنها تربط بوضوح بين المواد الكيميائية، مع البدانة التي تعد التحدي الأكبر الذي يواجه الصحة العامة اليوم». وعلى الرغم من عدم كشف الدراسات عن الطريقة التي تسبب بها هذه المواد الكيميائية البدانة، إلا أن الباحثين الإسبان يتوقعون أنها يمكن أن تكون السبب وراء إصابة الحوامل بالسكري، ما يزيد من احتمالات ميل الأجنة إلى البدانة بعد الولادة. ويرى ماير أن هذا التوقع معقول ومقبول ظاهرياً، إلا أن النتائج والاختبارات التي أجريت على الحيوانات تبعد هذا الاحتمال، مشيراً إلى أنها تبين أن الـ«أوبيزوجينز» تعمل على تفعيل وإيقاف الجينات لدى الأجنة «ما يجعل الخلايا الجذعية تتحول إلى خلايا سمنية، ومع نمو الأطفال تصبح أجسادهم أكثر ميلاً ونزعة لتخزين وتكديس الشحوم».
بديل للنخبة
لكن الاختصاصية بدوي ترى أنه على الرغم من وجود البدائل العضوية للمواد الغذائية، والتي تتوافر في محال ومتاجر متخصصة، إلا أن ارتفاع سعرها، يعيق شريحة كبيرة من أفراد المجتمع من الاعتماد عليها، وتبين أن هناك بدائل فعالة، وأقل كلفة لتفادي إدخال المواد السامة إلى الجسم، قدر الإمكان، وتنصح الحامل خصوصاً وجميع الأفراد عامة «بتقشير الخضراوات والفواكه القابلة لذلك قبل تناولها، في محاولة للتخلص من القشرة الخارجية التي تحتوي على نسبة من المواد الكيميائية».
وتؤكد بدوي أن التقشير لا يعني التخلص التام من السموم، ما يجعل من المهم أن تتناول الحامل أنواعاً معينة من المواد الغذائية، مثل «البراعم التي تعتبر أحد أهم المواد الغذائية المفيدة للجسم، كونها مضادات أكسدة طبيعية، طاردة للسموم من الجسم، ومنظفاً طبيعياً، وتسهل الهضم وتساعد على امتصاص الجسم للمواد الغذائية الداخلة إليه»، معددة هذه الأنواع من البراعم: «البرسيم الحجازي والمعروفة باسم الفصفصة، أو ألفافا، باللغة الانجليزية، وبراعم الحلبة، وبراعم القمح»، موضحة أن على الحامل أخذ البراعم، وتقطيعها وتناولها مع السلطة.
حمام المعادن
وتوضح بدوي أن هناك تقنيات يمكن للحامل اتباعها من دون إيذاء الجنين، إضافة إلى ما تتناوله، ومن أهمها «حمام المعادن» الذي يتكون من الماء الدافئ، ومجموعة من المواد الطبيعية، وتقول أنه يجب على المرأة القيام بفرك خفيف لجسدها، وهو لايزال جافا، من الأسفل إلى الأعلى، أي باتجاه القلب، ما يعمل على فتح مسامات الجسم قدر الإمكان عبر الليفة، لتعد بعد ذلك حمام المعادن الذي يتكون من: ماء دافئ، ونقاط من خلاصة الصبار، وكأس من عصير البقدونس، ونقاط من زيت زهرة الخزامى «اللافندر»، والقليل من أملاح البحر الميت. وتابعت بدوي أن «المواد المستخدمة في «حمام المعادن» توفر للحامل الحصول على قدر من فيتامين ج، والبوتاسيوم، ومواد مضادة للأكسدة، والتعقيم للمسامات، وعدد كبير من المعادن ومنها السيليكا، وهي المواد التي تدخل عن طريق مسامات الجسم التي تم فتحها عبر الفرك الجاف للجسم»، مشيرة إلى أن هذا الحمام مرتين في الأسبوع يمكن أن يعزّز قدرة الجسم على طرد السموم، بشكل فعال، ويشعر المرأة بانتعاش صحي من الداخل، والجاذبية من الخارج».
عصير تنظيف
تنصح سمر بدوي المرأة الحامل بتناول عصير يعمل على خفض ترسبات المواد السمية في الجسم، وتخليص الجسم منها عبر معابره الطبيعية في الجسم، بينما حددت كميته، «بقدر كأس من الشاي»، والمواد التي يتضمنها: نصقليل من البقدونس. لي أعواد من الكرفس. قليل من الشمندر المقطع. تفاحة خضراء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news