«دار بونهامس» تعرض مقتنيات نادرة في دبي

المعرض استقطب عشاق التحف القديمة. تصوير: مصطفى قاسمي

جنباً إلى جنب جمعت دار بونهامس للمزادات ،سيارات كلاسيكية نادرة، ومنحوتات عالمية، ولوحات تشكيلية، بالإضافة الى قطع من المجوهرات الثمينة التي يعود بعضها الى مشاهير عالميين، ضمن معرض واحد هدفه بيع هذه المقتنيات في مزاد، باستثناء السيارات الكلاسيكية التي لن تعرض في المزاد كونها لا تعود للدار نفسها،بل لجامعي هذه السيارات النادرة، في دبي.

وقالت المديرة المسؤولة عن بيع اللوحات في دار بونهامس، اليزابيث جونسون، لـ«الإمارات اليوم» إن المعرض حرص على ضم أعمال فنية لفنانين من دول عدة، مشيرة إلى تميز المعروض الذي جمع لوحات فنية شهيرة، ولفتت إلى احتمال تأثر حركة البيع في المعرض بظلال الأزمة المالية العالمية.

وأخذ الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، الذي تعرض له لوحة «النخلة الأم»، على المزاد عدم اختياره أعمالاً محلية أخرى، وغياب لوحات مهمة للفنانة نجاة مكي، والفنان عبدالرحيم سالم.

ولا تتميز الأعمال التي تعرض بندرتها فحسب، بل بكونها تزداد قيمة مع مرور السنين، ويستمر المعرض الذي يقدم هذه القطع الفنية النادرة والقيّمة، الذي افتتح اول من امس في فندق وان اند ذا اونلي رويال ميراج، حتى غد.

لوحات

تتوزع اللوحات، التي يتخطى عددها الـ100 لوحة، في المزاد الذي يعتبر الثاني للدار في الشرق الأوسط، بين الأعمال التجريدية والتصويرية. وكان بارزاً في الأعمال محاكاة المرأة في عدد كبير منها، ومنها لوحة الفنانة العراقية لورنة سليم، التي تصور الأم مع ابنها، ولوحة السوري فاتح مدرس التي ركزت على طفولة الفتيات، وكذلك الفنان العراقي عصام السيد الذي حاول ان يخفي ملامح المرأة.

وبعيداً عن المرأة كانت هناك لوحات مميزة تحكي كل واحدة منها قصصاً عن البيئة المستمدة منها، كلوحة الاماراتي عبدالقادر الريس التي تصور النخلة، والعراقي شاكر حسن ال سعيد التي تصور الجدران.

والى جانب اللوحات التي عرضت كان هناك بعض الاعمال النحتية، ورغم عددها القليل الا انها عالمية، ومن المتوقع ان تكون الأغلى سعراً من بين القطع الفنية المعروضة، إذ يتوقع ان تُباع منحوتة الفنان البريطاني، الهندي الأصل، أنيش كابور، التي تحمل عنوان «الجبل» بسعر 1.8 مليون دولار، وقد انجز الفنان الذي تتميز اعماله بالجمع بين الشرق والغرب هذه المنحوتة لحساب المدينة السويدية مالمو، واستخدم فيها 120 لوحاً من الالمنيوم بسماكة سنتيمترين.

أعمال نادرة

وقالت المديرة المسؤولة عن بيع اللوحات، عن اسباب اختيار الأعمال المعروضة «من المهم بالنسبة لنا ان نأخذ اللوحات التي لم تعرض سابقاً في مزاد كي لا يكون هناك نوع من التكرار، كما اننا نأخذ بعض اللوحات النادرة من جامعيها»، مشيرة الى تركيز المعرض على الالوان والافكار الغريبة.

وأضافت «ركز المزاد على لوحات فنانين من العالم العربي والهند وباكستان، فجمع عملاً للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، وفناني «البيت الطائر في الامارات». لافتة إلى وجود لوحات أخرى شهيرة «هناك اعمال للفنان العراقي شاكر حسن ال سعيد، التي من المتوقع ان تباع بسعر مرتفع جداً».

وقالت عن توقعاتها لحركة البيع وأسعار الأعمال في المزاد «لا يمكنني اعطاء توقعات فعلية عن الأسعار التي قد تباع بها الأعمال، او حتى عن عدد القطع التي ستباع ليس لأننا غير ملمين بالسوق»، معللة ذلك بالأزمة العالمية التي ستؤثر في المزاد، حسب جونسون التي استدركت «لم يكن ممكناً ان نؤجل المعرض والمزاد بسبب الأزمة العالمية، لأنه علينا ان نثبت وجودنا في السوق».

«نخلة الريس»

ويقدم الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، لوحة في المعرض تحت اسم النخلة الأم، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة المحلية، سواء من حيث الألوان او من حيث الفكرة نفسها التي تجسدها النخلة، ومن المتوقع ان تباع اللوحة بسعر يتراوح بين 100 و150 الف دولار.

وقال الريس عن الأعمال المعروضة لـ«الإمارات اليوم» «اعتقد انها متميزة، وهذا ليس غريباً على صالات المزادات التي تنتقي افضل الأعمال المميزة»، واصفاً تلك العروض بأنها تثري حركة الفن في الامارات.

وأخذ الريس على المعرض عدم وجود بعض الفنانين الاماراتيين المميزين، موضحاً «وجود الدكتورة نجاة مكي والفنان عبدالرحيم سالم، كان يغني المعرض بالتمثيل الإماراتي، كون اعمالهما لا تقل عن المعروض من الأعمال».

وأضاف«طُلب مني تقديم اكثر من لوحة، لكنني رفضت لأن الأزمة المالية ستؤثر في سير البيع»، مستدركاً «لكني متفائل بالمعرض، وآمل ان تباع اللوحة».

سيارات

أول ما تصادفه عند مدخل صالة العرض السيارات النادرة الكلاسيكية التي يعود اقدمها الى عام ،1931 وكان هناك اربع سيارات مسجلة في الإمارات، وهي سيارة لنكولن رودستر، ويعود تاريخ صنعها لعام ،١٩٣١ وسيارة فورد «ثندر بيرد» موديل ،١٩٥٥ وسيارة بنتلي تعود لعام ،1965 فيما الأخيرة سيارة فيراري موديل .1972 وتتميز هذه السيارات بحالاتها الجيدة، وتصميمها الأنيق الذي يعيد الى أذهاننا الأفلام القديمة التي كنا نشاهدها في التلفاز حيث كانت تستخدم فيها.

وجرى على هامش معرض السيارات محاضرة قدمها مدير قسم السيارات في دار بونهامس جيمس نايت، وتطرق فيها الى اهم السيارات النادرة في العالم، وكيفية طرحها في المزادات، وكيفية اختيار التوقيت المناسب لبيعها، من دون ان يخسر فيها المرء.

وأجاب عن سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول قواعد مزادات السيارات، وكيف يتم اختيار نوعية السيارات، قائلاً «هناك بعض القواعد التي تحكم المزادات، فنحن كشركة مسؤولة عن المزادات، نلعب دور الوسيط بين البائع وجامعي السيارات، وعلينا ان نعرف كيف نختار السيارة للبيع، والزبون الذي سيشتري».

وأضاف أن اختيار السيارات التي تعرض للبيع في المزادات، يخضع لعوامل عدة، أهمها حسب نايت «تؤخذ بعين الاعتبار، قبل طرح السيارة للبيع في المزادات، عوامل عدة ترتبط بالسيارة نفسها، اولا السعر المطلوب سيكون اكثر من السعر الذي دفعه صاحبها، فكل مالك سيارة يفضل بيع سيارته بسعر اعلى من الذي دفعه لشرائها، لذا ان بدت السيارة غالية الثمن فلن تجذب الناس، لذا يعتبر المزاد الطريقة المثلى لدفع السعر الى مجاراة السوق من ناحية السعر، وذلك تدريجياً».

وتابع «لكن عندما يبدأ المزاد نحدد مع صاحب السيارة حداً ادنى للسعر الذي يجب ان تباع به السيارة، وفي حال لم نصل في نهاية المزاد الى السعر المطلوب ننهي المزاد من دون ان تباع السيارة».

خصائص جاذبة

وذكر نايت أن هناك خصائص عدة يجب توافرها في السيارة كي تجذب الجامعين، ومنها «نوع السيارة، وان تكون بحالة جيدة، وكذلك بمحافظتها على خصوصيتها، اما التاريخ الجميل فهو من العوامل التي تزيد من سعر السيارة ومن سمعتها، وكلما كان عدد مالكيها اقل يكون افضل، بالإضافة إلى انه كلما كانت المسافة التي قطعتها اقل يكون أفضل، فيما لو كانت في يوم ما مع شخص مشهور فهذا يزيد من سعرها وإمكانية بيعها، بالإضافة إلى أهمية ان تكون الأولى او الأخيرة من السلسلة التي أنتجتها الشركة»، مشيراً إلى عامل اللون الذي عده مهماً جداً، «ولاسيما الألوان النادرة، فلون السيارة يحدد إمكانية بيعها فهناك سيارات لا تكون جميلة ومرغوبة الا بألوان محددة، واللون يرتبط بنوع السيارة، فالفيراري مرغوبة باللون الأحمر، فيما الأوستن مرغوبة باللونين الأزرق والأخضر».

وقال عن مدى اهتمام الناس بمثل تلك السيارات النادرة في دول الخليج «ان هذا المعرض يعد تجربة لاختبار الحقل الإماراتي مع هذه السيارات، وكيف يمكن ان يتجاوب الناس معها، لكننا لن نعتزم القيام بمزاد من اجل السيارات المعروضة في دبي، لأن هذه السيارات تعود الى اشخاص يجمعونها وليست للدار».

تويتر