صعوبـات إنتاجية تـدفع «دانة» الإماراتية إلى دبلجة فرنسية

تقود المخرجة والمذيعة الإماراتية حنان غيث أوبريت «موطني أمي الحنون» ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 37 لعيد الاتحاد في مدينة الطفل في دبي، في الثاني من ديسمبر المقبل، والذي ستظهر خلاله شخصيات عدة من مسلسل كرتوني ثلاثي الأبعاد، ما زال يبحث عن فرصة للتمويل بعنوان «شلة دانة»، ليتحقق حلم شقيقات إماراتيات خمس اضطررن في أحد فصول معاناتهن، إلى صناعة السلال وبيعها في الأعراس، في سبيل تطوير الشخصية الرئيسة للعمل «دانة».

«الإمارات اليوم» التي رصدت قبل نحو عامين تفاصيل تطور شخصية «دانة» التي تخاطب الأطفال، وفق بيئة تراثية تسعى إلى ترسيخ القيم المحلية والعربية الأصيلة، في مناسبات وطنية ودينية عدة، كانت تشارك فيها، كعيد الاتحاد، وليلة النصف من شعبان، ومفاجآت صيف دبي، ومن خلال أوبريتات وأناشيد مصورة، هذه المشاركات لعبت دوراً في تنامي حلم الشقيقات اللاتي تقودهن المذيعة في قناة الأطفال «إي جونيور» حنان غيث، حيث تم وضع التصور الكامل لمسلسل يمتد في جزئه الأول إلى 15 حلقة، أنجز حلقته الأولى المخرج السينمائي عبدالله حسن أحمد الذي طور في سيناريو العمل أيضاً . وقالت حنان «إن عرضاً قدمته إحدى القنوات الفرنسية، قد يكون هو الأقرب إلى تبني إنتاج العمل الذي ستتم دبلجته في هذه الحالة إلى الفرنسية».

أهمّ من الحلم

وأضافت «اكتمال مشروع مسلسل «دانة» بالنسبة لنا كان حلماً، اكتشفنا بعد ذلك أن الأهم منه هو عرضه على قناة محلية إماراتية، فجميع شخصيات المسلسل بالأساس، وكذلك حواراته، تصب في خانة دعم ارتباط الأطفال والنشء بالهوية الإماراتية وتفعيله، لذلك حملت مختلف العروض الخارجية شرط التخلص من الارتباط باللهجة المحلية على وجه التحديد، سواء من إحدى القنواة السعودية أو قناة فرنسية قدمت عرضاً جيداً لإنتاج المسلسل، بشرط الالتزام بدبلجة فرنسية للعمل والالتزام بالعرض الحصري على شاشتها». وأوضحت أن «مديرقناة «سما دبي» الفضائية أحمد المنصوري، رحب بتبني إنتاج العمل وعرضه حصرياً على القناة.

وأضافت حنان أن البطلة المحورية في العمل طفلة إمارتية ذكية ومحبوبة، تكتب الشعر وتعيش حياة معاصرة ملأى بالتكنولوجيا والمغامرات غير العادية، تحتفظ هذه الطفلة بقطة إلكترونية هي «كليك» تغرس فيها في الوقت نفسه، أصول التعلق بالتراث والتقاليد الإماراتية التي تصبح متأصلة في برمجتها، فيما تنقلب حياة «دانة» رأسا على عقب بعد انتقال جدها الظريف، وابنة عمها «أم عقوص» للعيش معها في المدينة. وتتواصل الاحداث بين الفكاهة والترفيه، والمغامرة والقضايا الثقافية في طابع محلي

أبطاله أطفال

حنان التي صمّمت مجسّم «دانة» الكرتوني في شركة متخصصة في لندن، تستعين بجهود شقيقاتها في مجالات التسويق، وهو جلّ ما تسمح به أوقاتهن الآن، بعد أن شاركنها بدايات المشروع، فحكيمة التي تعمل موظفة في سوق دبي المالي تحتفظ بموهبة عالية في مجال الفن التشكيلي وتصميم الغرافيك، أما بتول فلم يبعدها تخصصها في طب الأسنان عن هوايتها في التصوير الفوتوغرافي، فيما أنهت جنان دراسة متخصصة في الطب في كندا، من دون أن تفقد ولعها بالفن التشكيلي الياباني، أما الشقيقة الصغرى أسما التي تواصل دراستها الجامعية، فعلى علاقة وثيقة بالفنون.

وقالت «إن الاتجاه المبدئي فيما يتعلق بـ«دانة» كان منصباً على تطوير شخصية محببة لدى الصغار والكبار، تسعى إلى تأصيل القيم والمفردات التراثية الأصيلة، قبل أن تؤشر نتائج بحث ميداني شامل، إلى أن هناك رغبة في تطوير الفكرة إلى مسلسل من قبل 60٪ من جملة المستطلعة آراؤهم، في الوقت الذي فضل 40٪ تفعيل ظهور «دانة» في الفيديو كليبات والأوبريتات المتعلقة بمناسبات بعينها .

تحول

حنان التي تخرجت في كلية التقنية، طورت مهاراتها نظرياً عبر الانضمام إلى«مجموعة عمل» تضم هواة ومحترفين من إسبانيا وتشيلي والبرازيل في مجال صناعة الرسوم المتحركة، فضلاً عن تحولها من خلف الكاميرا مخرجةً الى مذيعة لبرنامج «مدينة الطفل» الأسبوعي الذي يتواصل هاتفياً مع الأطفال، في الوقت الذي تقدم تقارير متنوعه من خارج الاستوديو تعنى في المقام الأول، بتعريف الأطفال إلى معالم الدولة. وقالت إن العمل في قناة متخصصة للأطفال كان بمنزلة المنعطف الأهم في حياتها التي خصصت الآتي منها لهذه الفئة العمرية التي «تحتاج في الإمارات إلى اهتمام كثير، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الترفيهية والتثقيفية على وجه الخصوص، لاسيما أن النمط الغربي المستورد، والأعمال الجاهزة هي السلع السائدة في هذا المجال.

وسبق أن قدمت حنان أفلاماً مصورة عدة عرضت على القنوات المحلية مثل «سلامي على بلادي»، «الوطن حب السكن»، «عطونا حق الليلة»، «نوّر فانوسك» وأنهت تصوير أوبريت جديد يحمل عنوان «موطني أمي الحنون» بصوت الفنان حسام كامل، ومجموعة من الذين يرافقون ظهور الشخصيات الجديدة للمسلسل لأول مرة في مدينة الطفل تزامناً مع الاحتفالات باليوم الوطني الـ٣٧ في مدينة الطفل في دبي «ريم أم عقوص، التوأم حميدان وعبيدان، الجد سيف، الحمامة ود ود، والجمل زعفران» إلى «كليك» الذين سينشدون معاً في حب الوطن، باستثمار لتقنية الرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد والثنائية الأبعاد في الوقت نفسه.

يذكر أن حنان تؤدي الشخصية الكرتونية الرئيسة «دانة» في تطور جديد لمواهبها الإخراجية والإذاعية .