صباح فخري يغني في أبوظبي غداً
قال الفنان صباح فخري إن العباقرة والمتميزين في مجال الفن، وغيره من مجالات الإبداع الفكري او العلمي، يمثلون «نماذج فريدة لا تتكرر»، ولذا «من الصعب أن نجد من يخلُف فنانين كباراً أمثال كوكب الشرق أم كلثوم أو موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أو غيرهما، وقد يكون هناك مقلدون كثر ولكن لن نجد خليفة لهؤلاء الفنانين».
وأضاف ان «الفنانين الكبار الذي سبقونا كانوا رواداً ومؤسسين، حيث كان من حسن حظي أن أنشأ على أصوات الكثير من القامات الغنائية العربية مثل احمد فاشي واسعد سالم وماري جبران ومها الجابري من سورية، وناظم الغزالي من العراق، وعلي الرياحي من تونس، ومن المغرب عبدالهادي بالخياط، ومن مصر الشيخ أبوالعلا محمد، إلى ان جاء المجدد محمد عبدالوهاب الذي يعد رائدنا، ثم أم كلثوم وهي مطربتي المفضلة، بالإضافة إلى أصوات أخرى كفريد الأطرش ومحمد قنديل».
وأوضح «لا يمكن ان أنكر أن هناك أصواتاً من الأجيال الجديدة تطربني، فلدينا أصوات جميلة وملحنون وشعراء جيدون».
ونفى فخري، الذي يحيي مساء غد أولى حفلات برنامج «الخميس الأخير من كل شهر»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ان يكون هناك فن هابط، ولكن «هناك سلعة فنية أو تجارة فنية هابطة»، فالفن «كله راقٍ»، وفي النهاية «لا يبقى إلا الصحيح والأصيل»، أما في الوقت الجاري فقد فرضت مستجدات العصر أن «نفرق بين فن الاستماع والطرب وهذا يقدمه فنانون ومطربون، وفن المشاهدة الذي تندرج تحته الأعمال التي تعتمد على فتيات جميلات، وهي تجارة ووسيلة سهلة وسريعة للكسب المادي، تحولت من خلالها المرأة إلى سلعة، بينما كرّم الإسلام المرأة وأعلى من شأنها في المجتمع، وفي النهاية تقع المسؤولية على الجمهور الذي يتمتع بذائقة عالية تجعله يتجاهل كل ما هو غث، اما نحن كفنانين فواجبنا ان نقدم له المزيد من الأعمال الأصيلة والمتميزة».
وأعلن الفنان المعروف، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس، في المجمع الثقافي في ابوظبي؛ انه على وشك الانتهاء من الموسوعة الغنائية التي يعدها، وتتضمن مسيرته الفنية، حيث ستضم كل ما غناه، موزعة على كتيبات كل منها يجمع نوعاً معيناً من قوالب الغناء مثل القدود والقصائد والتواشيح.. الخ، مع شرح لأسباب اختيار كل عمل منها، وشرح ادبي للقصائد والأغنيات لتوضيح جماليات اللغة، مع تخصيص جزء للمرادفات اللغوية الصعبة، واخرى لنوتات الألحان، معرباً عن أمله في ان تعمل الدول العربية على تقديم اعمال موسوعية مماثلة لاثراء المكتبة الغنائية العربية التي تعاني من فقر شديد في المؤلفات المتخصصة، وان يتم افتتاح معاهد غنائية مماثلة للمعهد الذي قام بافتتاحه ويعنى بتربية الطرب كعلم قائم بذاته.
واشار فخري إلى عدم اعتراضه على اتجاه ابنه أنس، الذي كان حاضراً المؤتمر، لنوع مغاير من الموسيقى والغناء، فمن حقه ان يتكون له شخصيته المستقلة، و«علينا ان نفسح المجال امام البحث والتجربة».