12 فيلماً تتنافس على «المهر العربي» في دبي

من فيلم أيام الضجر للمخرج عبداللطيف عبدالحميد. من المصدر

يتنافس 12 فيلماً عربياً على جوائز «المهر» للأفلام الروائية الطويلة، والتي تُنظّم للمرة الثالثة في الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وتُتيح الاختيارات فرصة مشاهدة أحدث عروض الأفلام العربية وأجملها.

وقال مستشار البرنامج العربي للمهرجان، عرفان رشيد «شهدت جوائز المهر لهذا العام إقبالاً كبيراً من المخرجين المخضرمين والشباب الواعدين، وكان أهم ما ميّز غالبية الأعمال المقدّمة النوعية والجودة». وأضاف «لم يكن الاختيار بين كل هذه الأعمال سهلاً على الإطلاق، وأعتقد بأن لجان التحكيم في المهرجان ستجد نفسها أمام امتحان صعب لاختيار الفائزين».

وتابع «فخورون بنجاح المهرجان في تحفيز الإنجاز السينمائي وتوفير الفرص المناسبة لصانعي الأفلام العرب، ودعمألا المخرجين، وترويج ما يحققونه من أعمال، إضافة إلى سعينا إلى توسيع قاعدة المشاهدين في الإمارات وفي العالم العربي بشكل عام». وأضاف «تشهد اختيارات هذا العام لجوائز المهر على أكثر من مُعطى، من بينها حيوية الإنتاج المغربي والفلسطيني كماً ونوعاً، وعودة المخرجين العراقيين إلى إنجاز الأفلام الروائية الطويلة، إضافة إلى اتساع المساحة الجغرافية التي تمثلها الاختيارات في برامج جوائز المهر العربي الثلاث».

وأشار رشيد إلى سعة المساحة الجغرافية التي غطتها الاختيارات المرشّحة للمسابقات الثلاث، الروائي الطويل والروائي القصير والوثائقي، من كل من العراق ولبنان وفلسطين وسورية ومصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن والإمارات. إضافة إلى إيطاليا وفرنسا. ألا

ومن ضمن هذه الأعمال المختارة فيلم «فرانسيز» للمخرجة المغربية سعاد البوحاتي، وبطولة المغربية الشابة حفصية حرزي الممثلة الفائزة بجائزة أفضل ممثلة شابة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في العام الماضي. وتؤدي حرزي دور صوفيا التي تقيم مع عائلتها في فرنسا، لكنها تضطر إلى العودة إلى المغرب بعد فقدان والدها عمله هناك؛ فتنقلب حياة هذه الفتاة رأساً على عقب ويتحتم عليها التوفيق بين ثقافتين والتأقلم في محيطها الجديد.

أما فيلم «آذان» أو«المعقل الأخير» للجزائري رباح زعيمش، فيعرض لحياة مصنع في ضواحي باريس لتجهيز المساند الخشبية لشاحنات النقل يديره مهاجر جزائري يُطلق على نفسه اسم ماو الذي يفرض على عمّاله ظروف عمل قاسية، لكنه يحاول استمالتهم ببناء مسجد لهم في الموقع، ويعيّن أحدهم إماماً للمسجد، إلاّ أن محاولاته تلك تبوء بالفشل إذْ يواجه ردة فعل غير متوقعة من العمال.
 
وفي فيلم  «هل تتذكر عادل؟» للمخرج المغربي -المقيم في إيطاليا- محمد زين الدين نرى حياة أخوين مهاجرَين من المغرب إلى مدينة بولونيا الإيطالية، حيث يتورّط الشقيق الأصغر بعلاقات غريبة تودي به، وشقيقه، إلى كارثة.ألا وتتضمن الاختيارات المشاركة في المسابقة قصتين عن العشق والحب والعائلة. ففي فيلم «مسخرة» يروي المخرج الجزائري الياس سالم قصة منير الذي يعيش في قرية تقع في قلب جبال أوراس الجزائرية مع عائلته وأخته ريم، المصابة بمرض النوم المفرط. منير مهووس بفكرة البحث عن خطيب لأخته، لكنه لا يقبل بفكرة زواجها من أحد أقرب أصدقائه لأنه لا يعتبره أهلاً لها. وفي ليلة من الليالي يعود من المدينة ثملاً، ويُعلن على الملأ أنه عثر على الرجل المناسب كخطيب لريم، وتبدأ التحضيرات لعرس من دون عريس.

أما فيلم «جنينة الأسماك» للمخرج المصري يسري نصرالله؛ فيروي عن الآصرة التي تولّدها الوحدة بين طبيب التخدير يوسف - يؤديه عمرو واكد- ومقدّمة برنامج إذاعي ليلي اسمها ليلى - وتؤدي الدور هند صبري ـ. يوسف أعزب، وحذر عاطفياً، يعيش في عالم تصطدم فيه العادات والتقاليد مع قناعاته وتتقاطع فيه العلمانية مع الدين. يوسف تائه ووحيد في عالمه. وليلى تُعنى في برنامجها بالعلاقات بين البشر وهي، على الرغم من هدوئها الظاهر، ساخطة على الأوضاع. كلاهما يعيش في القاهرة وهما في الثلاثينات من العمر.

ومن أعماق التاريخ السياسي في المغرب العربي، نشاهد فيلم «ثلاثون» للمخرج التونسي فاضل الجزيري الذي يسلط الضوء على حياة شخصيات سياسية بارزة في تاريخ تونس. ويعتبر هذا العمل الملحمي، والذي استغرق إنجازه عقداً من الزمن، أكثر الأفلام التونسية تكلفة.

أما فيلم مصطفى بن بولعيد للمخرج الجزائري أحمد راشدي؛ والذي يُعرض لأول مرة عالمياً، فيروي قصة الجزائري البطل بن بولعيد الذي كان القائد الحقيقي للثورة الجزائرية التي أطلقها من السجن، إلا أنه كان يرفض صفة القائد والزعيم وكان يشجّع الجميع على الديمقراطية.

«ثلاثون» و«بن بولعيد» قراءتان تسلطان الضوء على شخصيات مهمة في التاريخين التونسي والجزائري كادت الأحداث وتسارع التقلّبات السياسية في البلاد العربية تدفعها إلى خانة النسيان وتضبّب صورتها.

ويفتح المخرج السوري المتميّز عبداللطيف عبدالحميد بفيلمه «أيام الضجر» صفحة من تاريخ سورية إبان قيام الوحدة بين بلاده ومصر. يفعل ذلك عبر عائلة جندي سوري يعيش مع زوجته وأبنائه الأربعة على خطوط التماس مع إسرائيل في هضبة الجولان. وكعادته في غالبية أفلامه يستخدم عبداللطيف عبدالحميد نبرته التهكمية الساخرة ليضع أصبعه على أكثر من جرح عسير على الاندمال. وفي باكورة إنجازها الروائي الطويل «ملح هذا البحر» تعود المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر ببطلتها ثريا الفلسطينية المولودة في بروكلين، إلى وطنها الأم فلسطين بحثاً عن حقوقها.

وفي «بدي شوف» دعا الثنائي اللبناني جوانا حاجي توما وخليل جريج، النجمة الفرنسية الشهيرة كاترين دينوف لتشهد على الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على لبنان في صيف .2006 دينوف عملت مع الممثل اللبناني ربيع مروة وشهدت بأم عينيها الدمار الذي خلّفته الحرب وسجّلت مشاعرها وانطباعاتاتها في شريط يمزج بين القصة الدرامية واليوميات المرتجلة.

وبفيلم «فجر العالم» للمخرج العراقي عباس فاضل تعود السينما العراقية إلى الإنجاز الروائي الطويل بعد فترة من التوقف.

تويتر