صباح فخري ارتحل بجمهوره إلى عالم الطرب والأصالة. من المصدر

فخري : أنا أول من غنّى عند إعلان الاتحاد

أعداد غفيرة من مختلف الجنسيات توافدت على مبنى المجمع الثقافي في ابوظبي منذ الساعة السادسة والنصف من مساء أول من أمس، لحضور حفل الفنان الكبير صباح فخري، وهو الحفل الأول من برنامج «حفلات الخميس الأخير من كل شهر»، الذي تنظمه «هيئة ابوظبي للثقافة والتراث»، ويعتبر هذا الحفل، فرصة طال انتظارها من عشاق الطرب الأصيل في ابوظبي والإمارات بصورة عامة للاستماع إلى كنوز التراث بصوت فنان قدير غاب عن المنطقة لفترة طويلة.

وفي الوقت الذي استمر فيه تدفق الجمهور على المكان، وسط استنفار واضح من حراس الأمن وموظفي «هيئة ابوظبي للثقافة والتراث» للحفاظ على النظام، كان فخري يعتلي المسرح الكبير في قاعة الظفرة ليضع مع فرقته ومسؤولي الصوت والأجهزة في المسرح اللمسات الأخيرة استعداداً للحفل، مبدياً اهتماماً كبيراً بالتفاصيل الفنية والهندسية كافة، وبعد اطمئنانه إلى التفاصيل الفنية انسحب مع فرقته خلف الكواليس لتفتح ابواب المسرح للجمهور الذي ملأ الطابقين الأعلى والأسفل للمسرح، بينما ظل المئات منتظرين في الخارج فرصة للدخول، في حين فضل جزء من الجمهور الجلوس على المدرجات المكشوفة في المجمع الثقافي التي أعدت لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الجمهور وتزويدها بشاشة عرض كبيرة تنقل ما يجري في المسرح.

طرب وأغنيات

في الساعة الثامنة والثلث تقريباً اعتلت الفرقة الموسيقية المسرح لتقدم معزوفة موسيقية، قبل ان ينضم إليها فخري الذي استقبل بهتاف وتصفيق هائلين من الجمهور، ليبدأ فخري الحفل بتوجيه تحية لدولة الإمارات وسكانها بمناسبة العيد الوطني، لافتاً إلى انه «أول من غنّى بمناسبة قيام وإعلان الاتحاد»، متمنياً دوام الخير والنجاح للإمارات والعالم العربي بصورة عامة، بعد ذلك انطلق فخري في رحلة أخذ فيها جمهوره الى عوالم الطرب والعراقة في الغناء والأداء والطرب من خلال مجموعة من الأغنيات المتتالية التي بدأها بموال قبل ان يقدم «أحن شوقاً إلى ضيائك»، و«والنبي يامه» و«مالك يا حلوة مالك»، و«صيد العصاري»، و«يا طيرة طيري يا حمامة» التي قام خلالها بمداعبة الجمهور والتفاعل معه بحركاته الراقصة التي تفاعل معها الجمهور أيضاً بالرقص والهتاف والتصفيق.

بين الفنان والجمهور

توالت الأغنيات التي قدمها فخري وسط تجاوب كبير من الجمهور، فقدم «تحت هودجها»، ثم «يا مال الشام» التي أشعلت حماس الجمهور وهو ما علّق عليه صباح فخري قائلاً «جمهور مثل هذا يجعل الحجر يحكي»، واستمر الحماس المتبادل بين الفنان وجمهوره خلال أغنيات «فوق النخل» و«قدك المياس»و«قل للمليحة في الخمار الأسود»، و«ابعت لي جواب وطمني» و«خمرة الحب اسقنيها»، ليؤكد ما سبق أن اشار إليه فخري في تصريح سابق «ان الجمهور هو الذي يحمل الفنان لينطلق ويبدع ويقدم أفضل ما لديه، فالفنان والجمهور في رأيي كيان واحد، وكلما ارتفع احدهما ارتفع الآخر في المقابل حتى يُخرج الاثنان أفضل ما لديهما، ويكتمل المناخ الطربي الأصيل».

وعقب مرور ما يزيد على الساعة والنصف من الغناء والتفاعل المتبادل داعب فخري جمهوره قائلاً «الآن يمكننا القول كما اعتدنا القول في حلب «هلا جينا» في اشارة إلى ان الحفل و(السلطنة) بدأا الآن»، متسائلاً ان كان هناك من يرغب في العودة الى منزله، ليقابله الجمهور بالهتاف « هلا جينا» ليتواصل الحفل وسط حالة من الانسجام الكامل بين الجمهور الذي ترك نفسه ليصاحب الموسيقى والألحان رقصاً وغناءً، وبين الفنان الكبير الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد تحقيقه أكبر عدد ساعات من الغناء المتواصل، ورغم اقتراب الحفل من نهايته إلا ان الجمهور، الذي لم يستطع الدخول، ظل منتظراً على ابواب باحة المجمع الثقافي في انتظار توافر مقاعد داخل المسرح لتتاح لها فرصة الاستمتاع عن قرب بهذا الفنان الذي يتمتع بشعبية خاصة.

تكريم الأصالة

يمثل برنامج «حفلات الخميس الأخير من كل شهر» الذي تنظمه الهيئة، مشروعاً جديداً هو الأول من نوعه، ويمثل استكمالاً لمهرجان «أنغام من الشرق»الذي اختتمت دورته الأولى في مايو الماضي وشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ويهدف البرنامج، كما اوضح مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة عبدالله العامري «لتكريم أصالة وعراقة الكلمة والصوت واللحن والأداء المتكامل، وينسجم مع رسالة واستراتيجية الهيئة بضرورة الحفاظ على التراث الفني للمجتمع وصونه، وحماية هذا المكنوز الفريد، وإيصاله للأجيال الجديدة، بما يسهم في رفع الذائقة الموسيقية والجمالية لديهم». وأضاف «مواصلة لهذه الفعاليات المميزة، فإن جمهور الفن والطرب على موعد مع مفاجآت جديدة ابتداءً من أولى أمسيات البرنامج الشهير «شاعر المليون»، الذي يستضيف في دورته الثالثة 2008/،2009 اثنين من الفنانين الخليجيين والعرب على مسرح شاطئ الراحة، على أن تُقام أمسية خاصة مشتركة لهما مساء يوم الجمعة التالي في المسرح الوطني في أبوظبي».

الأكثر مشاركة