فيلم «بادي أوف لايز» مجحف بحق العرب
أعرب مشاهدون لفيلم «بادي أوف لايز» للمخرج ريدلي سكوت، والذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية، عن استيائهم لما تخلل الفيلم من مشاهد مجحفة ـ حسب تعبيرهم ـ بحق العرب والمسلمين، مشيرين إلى ان هذه النوعية من الأفلام تزيد الفجوة بين الشرق والغرب، بدلاً من ردمها، ورأى آخرون أن قصة الفيلم نمطية نظراً لتكرارها في افلام سابقة عدة، آخذين على الفيلم اظهاره الأميركي قوياً ذكياً، مقابل إخراج العربي في صورة الإرهابي الغبي، لاسيما أن مشاهد من الفيلم صورت في كل من المغرب والعاصمة الأردنية عمّان، وتخيرت أماكن مقفرة خالية من النظافة والنظام. ووصف بعض المشاهدين اداء بطل الفيلم، راسل كرو، بالمبدع الذي ليس له مثيل، ورأوا أن ديكابريو الذي شارك كرو البطولة يكون مقنعاً أكثر في الأدوار الرومانسية.
وتتناول أحداث الفيلم قصة عميل وكالة المخابرات المركزيـة الأميركية السي اي ايه، روجر فيرس الذي يسعى لاختراق شبكة اكبر زعيم ارهابي في العالم، حيث يعمل على اقناع اد هوفمان، رئيسه في الوكالة الاستخباراتية، بأن يرسله الى الأردن لتدمير مخطط ارهابي يهدد اميركا، ويطلب هوفمان من رئيس المخابرات الأردنية الذي تظل الشكوك من حوله هل هو معهم او ضدهم، الوقوف الى جانب عميلهم، وفي النهاية ـ وكحال الأفلام الهيوولودية ـ تنتصر اميركا على الإرهاب وتقبض على زعيمه الأكبر.
وحصل الفيلم، في رأي المشاهدين الذين التقتهم «الإمارات اليوم» عـلى عـلامـة تراوحت بين صفر وثماني درجات.
مشاهد مزعجة
وقالت ريما كتانة إن «الفيلم تخللته مشاهد مزعجة ومجحفة بحق العرب والمسلمين»، مستذكرة «المشهد الذي يظهر فيه عميل السي اي ايه، ديكابريو، يعذبه الإرهابيون، وصوت القرآن الكريم يصدح في الخلفية»، في إشارة حسب كتانة «إلى ان القرآن مرتبط بالإرهاب، ما يرسخ في ذهن المتلقي الغربي للفيلم الذي سيربط هذا الصوت بالقتل والدماء» مانحة الفيلم ثلاث درجات من 10.
واتفق معها منير محمد الذي أعرب عن انزعاجه من «بادي اوف لايز»، وقال إن «الفيلم يرسخ ما يحاول الناس نسيانه، ويؤكد تعاون بعض الدول العربية مع الغرب ضد بلدان عربية أخرى، وهذا اجحاف بحق عروبتنا»، مؤكداً أنه لا ينبغي ربط تلاوة القرآن بالدم، في مشهد تقشعر له الأبدان، وفق محمد الذي أضاف أن «القرآن الكريم يدعو إلى المحبة والإخاء، وهو ما لم ينتبه إليه صانعو الفيلم». ومنح الفيلم علامة صفر.
ورأى محمد الظاهري أن وصف العرب، خصوصاً الخليجيين، في الفيلم بأنهم «عبيد النفط والدعوات السلفية، يعد مجحفاً بحق العرب خصوصاً، والمسلمين عموماً»، ناعتاً الغرب بأنهم «هم العبيد الذين يفتعلون الحروب في منطقتنا من أجل النفط، والسيطرة عليها». وأخذ على الفيلم خصوصاً «مشهد التعذيب الذي ظهرت في خلفيته تلاوة القرآن»، لافتاً إلى أن هذا يعد «ضربة قاسية لنا كمسلمين». مانحاً الفيلم علامة صفر.
واستغربت منتهى إبراهيم من مشاركة ممثل بقدر راسل كرو في فيلم كهذا، موضحة أنه «كان يجب عليه ان يدرس جيدا ما يحدث من حوله، وأن يكون انساناً قبل ان يكون فناناً»، مستشهدة بإحدى الجمل التي استفزتها «عندما قال كرو وبكل ثقة: انه لا احد في العالم المتحضر يحب الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن هذا من شأنه ان يزيد الفجوة بين الشرق والغرب، ودعت إلى «مقاطعة مثل هذه الأفلام التي تهين كرامة العرب والمسلمين». مانحة الفيلم خمس درجات.
وقال منتصر سلطان إن «المشاهد التي ظهر بها ديكابريو في مناطق عربية منها المغرب والأردن كانت قبيحة للغاية، ولا تعكس الصورة الحقيقية لتلك المناطق وكأننا نعيش في شوارع قذرة، ما قد يعكس صورة سلبية عنا». مانحاً الفيلم خمس درجات.
تكرار
وأشارت رواندا محمد إلى تكرار القصة في أعمال سينمائية عدة، وعابت عليه «اظهار ذكاء الغربي في مقابل غباء العربي، وقدرته على الايقاع بالرأس المدبر للإرهاب اينما حل»، لافتة إلى أن هذه الصورة تكررت كثيراً، وأصبحت مستهلكة حتى لو تغير المخرج والممثلون. مانحة الفيلم ست درجات. وأيّدتها لينة الجلاد، وقالت «القصة والأداء والمشاهد مكررة، حتى الموسيقى تستشعرين أنها هي الأخرى مكررة»، مضيفة أن ذلك دليل على قرب انهيار السينما الأميركية، كما اقتصادها، حسب الجلاد التي أعطت الفيلم أربع درجات.
وأخذ ليث الملا على الفيلم تمجيده لأميركا، موضحاً أن «هذا ليس بشيء غريب عن هوليوود خصوصاً بعد سمعة اميركا التي عرضها بوش للانهيار عالمياً».
واستدرك «لكنني اشكر المخرج انه ولأول مرة اظهر المخابرات العربية، خصوصاً الأردنية، على ان أفرادها اذكياء، ويخططون بشكل ادق من الغربيين في بعض الاحيان». مانحاً الفيلم ثماني درجات.
ولفت مهاب دين الحق إلى أن الفيلم على الرغم من تكرار قصته في اعمال أخرى «الا انه اعتمد اسقاطات سياسية كثيرة، خصوصاً علاقة الأردن بالغرب، وكيف لهذا البلد العربي ان يساعد الاميركيين ضد اخوانهم العرب». وتابع «وهذا ضرر كبير لسمعة الأردن كبلد عربي متحضر يرعى مصالح كثير من الجاليات العربية». وأعطى دين الحق الفيلم سبع درجات.
منتصر سلطان. رواندا محمد. مهند حاتم.
كرو الرائع
وقالت مي المؤقت «على الرغم من بعض الملل الذي شعرت به في اثناء مشاهدة الفيلم، إلا ان اداء كرو الرائع والمميز يستحق الصبر لأنه فنان ليس له مثيل»، مشيرة الى ان ديكابريو كان جيداً «ولكن الرومانسية تليق به اكثر». مانحة الفيلم سبع درجات.
واتفق معها مهند حاتم، وأضاف أن كرو «استاذ في التمثيل والاقناع مهما كان الدور المسند اليه». مانحاً الفيلم ثماني درجات.
وذكرت عائشة بنت محمد ان «كرو علامة مميزة في اي فيلم يشارك فيه، وهو يزيد من قيمته حتى لو كانت قصة الفيلم غير جيدة»، وتابعت «وقوف ديكابريو الى جانب كرو في الفيلم يجب ان يضعه الأول وساما على صدره؛ لأن هذا المشهد لن يتكرر كثيراً». مانحة الفيلم ثماني درجات.
قالوا عن الفيلم:
سارة مانرين من «شانيل فور»: الفيلم لا يمكن ان يعطيك حقيقة كاملة بالنسبة لعلاقة المسلمين بأميركا.
سوكديف سانداه من «الديلي غراف»: اعتقد ان الأفلام التي تحكي الارهاب يجب ان تنتهي لأنها اصبحت مملة وغير واقعية.
صابرينا من «نيويورك تايمز»: الحقيقة تقال الفيلم جيد، لكنه كان من الممكن ان يكون ممتازاً.
شوكت محيي الدين من «واشنطن بوست»: الفيلم تنقصه الحقيقة الكاملة، ويجب على المشاهد ان يتقبله هكذا.
سيرة سينمائية