عذب الكلام

من قصيدة للشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة في رحيل زايد:


ألـوذُ مِـنْـكَ بِـصبري أيّــها القــــَدَرُ       والمؤمنون إذا حلّ القضا صبـروا
يدي تلوّح يــوم الـبَيْــن فـي وَهَـنٍ         والدمعُ خلفَ قناع الصبر مُسْتـتــرُ
فزايـدٌ كان قلــبَ الـــحب في وطني       والحب من بعـده للــقلــب مفتــقـرُ
هول الفجيـعـة هـذا كـاد يُـفـقـدني          رشدي وكاد حسام البـأس ينـكســرُ
ولا أُلامُ فـمـــن أبــكـيـه كــان أبــاً        عليـه قلــبُ بـلادي اليـوم منفطــرُ
لولا يـقـيني بـأن الـمــوت خـاتـمةٌ         لكل حــيّ وأن القبــر مـنتــظــرُ
 لمـا اهـتدت لمواني الصبر أشرعتي      فعاصف الحزن لا يُبقــي ولا يــذرُ
فراقُ من كان أغلى النـاس زلزلنـي       فصحت: لا كنت إلا الزيفَ يا خبرُ
غاب الزعيمُ العظيمُ اليومَ عن وطني      كما تغـيّب عــن ظلمائنا الــقـمـــرُ
فسـاءلتنـي طيـور الــدوح بــاكيـة         ألن يعـود؟ فكــاد الصبــر ينتـحــرُ
هـذي الرمال التي تزهو بخـُضرتـها       لولاه ما زانها عشــبٌ ولا شــجــر
عرفته من قــديم فــارســاً بــطـلاً         بالحِلم والجود مـعروفٌ ومشـتــهرُ
أحـسلا باليتــم هــذا اليـومَ يا وطني        لكـن زايـــدنا أيتامُــــه كـُــثـُـــرُ
وحين يبكي اليتـامــى فالدمــوعُ دمٌ        من خافق الحـب والإخلاص ينفجرُ
يا ربّ هَبْنا عزاءَ الصبر في رجــل        أعطى لنا سيرةً تزهـو بـها السـيـرُ
وهـَبْ خـليـفـتـَـه التــوفيــقَ إنّ له          قلباً كبيراً بحب الشعـب مـعـتــمــرُ
علــى طــريـق أبـيـه اخـتار رحلتـه        وفي دروب المعالي يُقتـفى الأثــــر

تويتر