جورج مايكل «يكسر» اعتزاله بحفل أبوظبي

كسر الفنان البريطاني جورج مايكل قرار اعتزاله الغناء، بحفله الذي اقيم في ابوظبي، اول من امس، وهو الاول له في منطقة الشرق الاوسط.

وقال مايكل ان «أبوظبي من المدن التي لفتت انتباه العالم، بعد أن تحولّت إلى وجهة سفر مستحبّة، ولا بد مـنها، خـلال فـترةٍ قصـيرة من الوقـت»، مشـيراً «بشـكلٍ خاص إلى النشاطات الفنية والثقافية التي تنـمو فيها»، ومعرباً عن سعادته بزيارة الإمارات لأول مرة، والمشاركة في هذا الحفل.

وكان مايكل قد أحيا، أمام جمهور غفير من مختلف الأعمار والجنسيات؛ مساء أول من أمس، في استاد مدينة زايد الرياضية، حفله الأول في الشرق الأوسط، والأخير ضمن جولته الـ٢٥ التي تضمنت العديد من المحطات العالمية، وأقيم بالتزامن مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني السابع والثلاثين لقيام الاتحاد.

أقيم الحفل، الذي حضره أكثر من 15 ألف شخص، بين إجراءات واستعدادات أمنية ومرورية مكثفة لضمان سهولة حركة الأعداد الضخمة من السيارات التي أقلت الحضور، وتأمين دخول الحضور من البوابات الـ13 التي تم فتحها لاستقبال الجمهور بسهولة من دون مشكلات تنظيمية تذكر.

بدأ الحفل في الساعة التاسعة مساء لتقدم الفنانة اليشيا كيز وصلة غنائية استمرت لما يقرب من الساعة ونصف الساعة، قدمت فيها عددا كبيرا من الأغنيات التي استعرضت فيها إمكاناتها الصوتية المتميزة ولاقت إعجاب الجمهور الذي تجاوب معها بالغناء في العديد من الأغنيات، وخلال فقرتها توجهت كيز بالتهنئة لدولة الإمارات وشعبها بالعيد الوطني، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة.

ومع دقات الساعة الحادية عشـرة مساء، ظهر جورج مايكل مرتدياً بذلة سوداء، لتشتعل مدرجات مدينة زايد الرياضية بالتصفيق والهتاف، ليبدأ الغناء بأغنية «الحب الأول» التي صاحبتها لقطات من تسجيلات لحفلات قديمة لمايكل، تعود إلى بداياته مع فرقة «وام»، عرضت على خمس شاشات عرض ضخمة أحاطت بالمسرح الكبير الذي اعد بتجهيزات تقنية عالية، ثم توالت الأغنيات التي قدمها مايكل خلال الحفل وسـط هتافات هستيرية من الجمهور لمطربه المفضل، فقدم أغنيات عدة، قبل ان يأخذ فترة استراحة في الساعة الثانية عشرة إلا الربع استمرت نصف ساعة، ليستأنف بعدها الحفل وسط هتافات الجمهور الكثيف.

ما بعد الاعتزال

ويمثل هذا الحفل الأول في الشرق الأوسط لجورج مايكل، الذي كان قد سبق أن أعلن انه سيعتزل، اقامة حفلات غنائية عقب الحفلين اللذين أحياهما في العاصمة البريطانية لندن في أغسطس الماضي، ليعود ويعلن عبر مواقع الكترونية عن قبوله إحياء حفل أبوظبي.

وقد عرف مايكل (44 عاماً) الشهرة مبكرا مع فريق «وام» الذي حقق في اوائل الثمانينات نجاحا كبيرا بألبوم الفريق الأول «رائع» الذي احتل المركز الأول في قوائم ألبومات إنجلترا، وفي هذه الفترة أصدر مايكل أغانيٍ عدة منفردة من أشهرها أغنيته «همـسة مهملة» التي كتـبها وهو في سن الـ17 لتصبح واحدة من أكثر الأغاني المذاعة في الثمانيـنات وأشـهر أغنـياته على الإطلاق، لينفصل بعد ذلك عن فريقه ويبدأ مشواره الفني منفرداً بألبومه «إيمان» في عام 1987 الذي حقق مبيعات هائلة تجـاوزت 10 ملايين نسخة في الولايات المتحدة فقط بأغانيه الناجحة، وعبر 25 عاما في مجال الموسيقى حصلت ست من أغاني جورج مايكل على المركز الأول في أميركا، و11 أغنية أخرى على المركز الأول في بريطانيا.

كما شارك في إحياء عدد من أكبر وأهم الحفلات الغنائية في التاريخ بما فيها «لايف أيد» و«الحفلة الغنائية الخاصة بحرية نيلسون مانديلا» و«ذا فريدي ميركري تربيوت» و«نت أيد» و«لايف 8»، وبعد فترة من التراجع، خصوصاً في فترة التسعينات، عاد المغني البريطاني جورج من جديد للأضواء في عام 2002 ليثير الجدل حول أغنيته «شوت ذا دوج» أو (أطلق النار على الكلب)، التي قدمها على شكل رسوم متحركة وسخر فيها من الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، مندداً فيها بتبعية بلير الكاملة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية ولاسيما في ما يتعلق بالشرق الأوسط.

مركز فني وثقافي

وشهد الحفل تنوعاً كبيراً في الجمهور الذي جمع جنسيات عديدة من مختلف قارات العالم، جمعهم عشقه للفنان العالمي

الذي طالما تابعوا أغنياته وحفلاته عبر الشاشات، بينما مثّل الحفل فرصة نادرة للالتقاء به وجهاً لوجه، مثلما أشارت اليكس، وهي أميركية تقيم في ابوظبي، لافتة إلى ان «العاصمة الإماراتية أصبحت مركزاً بارزاً يلتقي فيه كبار نجوم العالم، وهو ما أتاح لها حضور حفلات حية لنجومها المفضلين مثل جورج مايكل الذي تعتبره مطربها المفضل، وأيضا سير التون جون الذي استضافته ابوظبي في حفل كبير أخيراً».

بينما اعتبرت كاثي ـ من جنوب افريقيا ـ الحفل وغيره من الحفلات المشابهة التي يحييها كبار النجوم العالميين «فرصة لا تتاح للكثيرين»، ولذا تحرص على حضور هذه الحفلات مع أصدقائها والاستمتاع بالموسيقى و«الغناء المتميز والأجواء الممتعة التي تصاحب هذه الحفلات»، مشيدة بـ«التنظيم الجيد والانضباط الكبير الذي تميز به الحفل».