قطوف
--كتب الإسكندر إلى أمه، قبل وفاته بقليل قائلاً: «إذا وصل إليك كتابي هذا فاجمعي أهل بلدك، وأعدي لهم طعاماً، ووكلي بالأبواب من يمنع من أصابته مصيبة في أمّ أو أب أو أخت أو ولد. ففعلت فلم يدخل عليها أحد، فعلمت أن الإسكندر عزاها في نفسه».
--لما قُتل الفضل بن سهل دخل المأمون على أمه يعزيها فيه، فقال: يا أماه لا تحزني على الفضل، فأنا خلف منه. فقالت: كيف أحزن على ولد عوضني عنه خليفة مثلك؟! فعجب المأمون من جوابها، وكان يقول: ما سمعت قط أحسن منه، ولا أجلب للقلوب، فقال لها: عليك بالصبر؛ فإن فيه مزيدَ الأجر.
--قال ابن عياض: «لو كانت الدنيا ذهباً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لوجب علينا أن نختار ما يبقى على ما يفنى، ثم تأمل بعقلك هل أتاك الله من الدنيا مثل ما أوتي سليمان، عليه السلام، حيث ملكه الله تعالى جميع الدنيا من إنس وجن وسخر له الريح والطير والوحش ثم زاده الله أحسن منها، حيث قال: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}، فوالله ما عدها نعمة ولا حسبها رفعة مثلما حسبتموها، بل خاف أن يكون استدراجاً فقال: {هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر}».