أخطاء شائعة
--لا يفرق كثيرون بين قولهم: «بِكَمْ ثوبُكَ مصبوغاً؟ وبِكَمْ ثوبُك مصبوغٌ؟»، وبينهما فرق يختلف المعنى فيه، وهو أنك إذا نصبتَ مصبوغاً كان انتصابه على الحال، والسؤال واقع عن ثمن الثوب وهو مصبوغ. وإن رفعتَ مصبوغاً رفعتَه على أنه خبرُ المبتدأ الذي هو ثوبك، وكان السؤال واقعاً عن أجْرَةِ الصبغ، لا عن ثمن الثوب.
--يقولون: «المال بين زيد وبين عمرو»، بتكرير لفظة بين. والصواب أن يقال: «المال بين زيد وعمرو»، كما قال تعالى: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ}، لأن لفظة بين تقتضي الاشتراك، فلا تدخل إلا على مثنّى أو مجموع، كقولك: «المال بينهما والدار بين الإخوة». فأما قوله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاء} فإنّ لفظة «ذلِك» تؤدي هنا معنى شيئين، ألا ترى أنك تقول: ظننتُ ذلك، فتقيم لفظ «ذلك» مقام مفعولَيْ ظننتُ.