أحمد الشـيخ: نخطـط لتجويد المنتج المحلي وعدم الاستـسلام لإغواء الكم

أحمد الشيخ: نُرحب بالمعلن ولا نستهدفه على شاشات دبي للإعلام الخمس. تصوير: مصطفى قاسمي

قال المرافق الإعلامي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام، أحمد الشيخ: إن مؤسسة دبي للإعلام نجحت في الحصول على أجهزة بث خارجي بتقنية عالية الجودة، هي الأحدث عالمياً في هذا المجال، سوف تنضم إلى أسطول المؤسسة المميز في هذا المجال، وهو ما سوف يكون ملموساً بشكل واضح لدى المشاهد في ما يتعلق بنقل وتصوير كافة الفعاليات والمناسبات التي يتم تصويرها خارج استوديوهات المؤسسة.

وثمن الشيخ، عالياً توجيهات سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، القاضي بتكريم المتميزين من أسرة المؤسسة التي تنضوي تحتها خمس قنوات فضائية متنوعة، هي دبي الفضائية وسما دبي ودبي الرياضية ودبي ون ودبي للسباقات، موضحاً أن «المؤسسة التي سبق لها، خلال رمضان الماضي، تكريم أبرز شركائها عرفاناً بتعاونهم المخلص معها، كان لابد لها أن تقدر عطاء أبنائها المتميزين».

ونفى الشيخ، في حوار له مع «الإمارات اليوم» أن تكون هناك نية مسبقة لاستبعاد برنامجي «قلم رصاص» للإعلامي المصري حمدي قنديل، و«حوار هاني» للسعودي هاني النقشبندي، اللذين خرجا أخيراً من الدورة البرامجية الجديدة لقناة دبي الفضائية، مضيفاً «جميع القرارات المتعلقة باستمرار أو إيقاف برنامج ما، لا تتم إلا بعد اللجوء لعدد من القياسات المتباينة، منها ما يتعلق بنسب المشاهدة التي يحققها البرنامج، وقدرته على جذب المعلن، وتقديمه محتوى إعلامياً مميزاً ضمن فئته البرامجية، فضلاً عن العديد من الأسس والمعايير الأخرى، التي يتم تطبيقها لقياس مدى جودة المنتج الإعلامي بشكل دوري».



غياب الوسيط

وفي هذا الإطار أرجع الشيخ، استمرار البرنامج الثقافي «نلتقي مع بروين حبيب» إلى العوامل القياسية نفسها، على الرغم من كونه من أقدم البرامج التي احتفظت بموقعها في الدورة البرامجية الجديدة، وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على برنامج اجتماعي منوع أكثر حداثة منه، وهو «موعد في الخيران» الذي تقدمه ميساء مغربي، التي تعد إحدى المقدمات اللواتي استثمرت دبي الفضائية التجربة التمثيلية لها، كممثلة خاضت عدداً من التجارب الفنية، قبل أن تدعمها بحضور مميز في تجربتها الإعلامية الأولى»، مضيفاً «الإعلام المرئي أكثر شفافية من حيث علاقته بالطرف المستقبِل للرسالة، من أي وسيط إعلامي آخر، لا سيما وأن فرصة الالتفاف على منتَج إعلامي يفتقر إلى قدرته على إقناع المشاهد تبدو معدومة، بسبب تواصل صانع المحتوى الإعلامي، سواء كان مقدماً أو ممثلاً أو غير ذلك، مع المشاهد مباشرة من دون وسيط، كما هي الحال في الإعلام المكتوب عن طريق الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت»، مضيفاً «الشاشة الفضائية دائماً عصية على الادعاء، والمشاهد يبقى الحكم الوحيد الذي لا ينحاز سوى للشاشة التي تلبي احتياجاته وتوقعاته».

اتفاقات وعقود

وفي ما يتعلق باستراتيجية المؤسسة لعام ،٢٠٠٩ قال الشيخ: إن «العام الجديد سيشهد اتفاقات عدة وتوقيع عقود لإنتاج اعمال تضمن لقنوات المؤسسة كافة التميز في موقعها، وتتيح لها فرص تحقيق تقدم أكبر في إحصاءات نسب المشاهدة واستقطاب المعلن من دون الإخلال بدور كل منها الأساسي في إنجاز الرسالة الإعلامية الهادفة التي تصب في خدمة المجتمع بشكل عام».

وتفصيليلاً، أضاف العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام «هناك تخطيط مسبق للوصول بالإنتاج المحلي من الدراما والبرامج إلى مستوى طموح من الجودة، وعدم الاستسلام لإغواء الكم، الذي يهدد الشاشات العربية بشكل عام بأعمال متشابهة سواء في ما يتعلق بالشكل أو المحتوى، وبصفة خاصة في الدورات الرمضانية التي تشهد اهتماماً استثنائياً من معظم القنوات الفضائية، على اعتبار كونها الموسم الإعلاني المفضل لدى تلك الفضائيات».

وفي هذا الإطار، استدرك الشيخ «انحصار الاهتمام بدورة وحيدة من مجموع ٤ دورات تلفزيونية أمر كرسته ملابسات لم يعد لها مبرر تسويقي مع بدايات الألفية الثالثة، نظراً لالتفات المعلن العربي إلى حقيقة كون الشاشة الفضية أكثر الوسائل الدعائية التي تضمن إيصال رسالته الترويجية إلى عملائه المفترضين، وهو أمر فطن إليه رجال الأعمال قبل غيرهم فراحوا ينشئون كيانات إعلامية تبحث أولاً عن عقود الدعاية، في الوقت الذي يقتضي ان يكون إرضاء المشاهد وخدمة المجتمع في مقدمة اولويات العمل في مجال الإعلام المرئي، لذلك تسعى الآن تلك الكيانات الضعيفة «إعلاميا» إلى تغيير أثوابها في محاولة لتلافي خسائر تقلص وجودها القائم فقط على الولاء للمعلن» .

وأضاف الشيخ «مع إعلان مؤسسة دبي للإعلام استعدادها التام لدعم شركات الإنتاج المحلية، وتشجيعها للخطوات الجريئة التي قطعها عدد من الفنانين الذين دخلوا مجال الإنتاج للمرة الأولى، فإن الالتزام بمعيار الجودة يبدو أساسياً في ما يتعلق بمقاييس إدارة الإنتاج في المؤسسة، التي اختارت بالفعل مجموعة من الأعمال المرشحة للعرض على شاشاتها»، مؤكدا أنه «سيتم دعم جهود الإنتاج المحلي لبرامج وأعمال تلبي حاجة مشاهدي قناة دبي ون الناطقة بالإنجليزية، إلى الدرجة التي يصلح معها أن نؤكد أن عام ،٢٠٠٩ سيكون حاسماً في مسيرها.

مفتاح الأَلق

واستبعد الشيخ، مسايرة النهم الفضائي المتدافع على شراء المسلسلات التركية ودبلجتها عربياً، مضيفاً « نجاح مسلسل وحيد من هذه النوعية لا يعني بالضرورة أن أي مسلسل آخر من الفئة نفسها سوف يلقى النجاح نفسه، لأن الأمر هنا يتعلق بعوامل عديدة قد تكون توفرت له وقت إذاعته مثل الموسم التلفزيوني الصيفي الذي يحمل أعمالاً من هذا القبيل، وغيره من العوامل المتعلقة بجودة منتج وحيد ولا تنسحب على كامل فئته»، مضيفاً «المبادرة الإعلامــية كثيراً ما تكون هي مفتاح الألق الإعلامي الذي تحــقق بالنسبة لقنوات دبي للإعلام في أكثر من مناسبة، مثل مسلسل «صراع على الرمال»، الذي أعاد اكتشاف ثراء المسلسلات البدوية من خلال العمل الدرامي الأضــخم إنتاجياً على مستوى الوطن العربي، فضلاً عن الكثير من التعاقدات الحصرية لدبي الفضائية ودبي ون، في الوقــت الذي يمكن التأكيد فيه على أن أحدث قنوات المؤسسة «دبي للسباقات» قد ولِدت ناضجة لتحمل لواء فئة جديدة من القنوات غير مطروقة في الإعلام الفضائي العربي، من دون أن يغيب عن المؤسسة، أيضاً، تطوير وسائطها التقنية، التي تربطها بالمشاهد لتشمل الهاتف النقال وشاشة الكمبيوتر اللذين يمكنه من خلالهما متابعة كل ما يبث على شاشاتها، عبر خدمة الطلب المسبق، التي تمكنه أيضاً من تحديد خياراته بشكل دقيق.
تويتر