عذب الكلام
للشاعر بدوي الجبل:
من نُعمياتِك لي ألفٌ منوّعةٌ رَفعتِني بجناحَيْ قدرةٍ وهوىً أخادع النّومَ إشفاقاً على حُلم وزارَ طيفُـك أجفاني فعطّرها طيوبُها في زياراتِ الرؤى نزلت كأنّ همسَكِ في ريّـاهُ وشوشةٌ تندى البراءةُ فيهِ فهوَ منسكبٌ رشفت صوتَك في قلبي معتّقةً خلقتِني من صباباتٍ مدلّهة فكيف أغفلت قلبي من تجلّده وكيف تشكينَ من حبّي غوايتَه وهل تريدين روحي هدأةً وونى ألفتُ نفسي على ما صُغتِ جوهرَها لا تجزعي من مقاديرٍ مخبّأةٍ عندي كنوزُ حنانٍ لا نفادَ لها أعطي بذلّة محروم فَوَا لَهَفي |
وكل واحدةٍ دُنيا من النورِ لعالَمٍ من رؤى عَينيْك مسحورِ حانٍ على الشفةِ اللمياءِ مخمورِ يا للطيوف الغريراتِ المعاطيرِ من مقلتيّ على أصفى القواريرِ دارَ النسيمُ بها بينَ الأزاهيرِ من لَغْو طفل ومن تغريدِ عُصفورِ لم تُعْتَصَرْ وضياءٌ غيرُ منظورِ ظمأى الحنينِ إلى دلّ وتغرير لمّا تولّيت إبداعي وتصويري؟ وأنتِ كوّنت تفكيري وتعبيري فكيف أنشأت روحي من أعاصيرِ؟ يا غربتي عند تحويري وتغييري حَنَا يدلّلنا ظلمُ المقادير أنهبتُها كلّ مظلومٍ ومقهورِ لسائلٍ يُغدقُ النَّعْماءَ مَنْهور |