عذب الكلام
من قصيدة المهلهل التغلبي، في رثاء أخيه كليب:
أهاج قذاء عينيَ الادكارُ؟ وصار الليل مشتملاً علينا وبتلا أراقـبُ الجوزاء حتى وأبكـي والنجومُ مُطَلعات على من لو نُعيت وكان حياً دعـوتكَ يا كـليبُ فلم تجــبني أجبني يا كُليبُ خلاك ذمٌ أجـبني يا كُليبُ خلاك ذمٌ سـقـاك الغيثُ إنك كنت غيثاً وإنك كـنت تـحـلمُ عن رجالٍ وتـمـنــعُ أن يَمَـــسّـهُمُ لسانٌ وكـنتُ أعُـدلا قربي منك ربحاً أرى طول الحـيــاة وقــد تـولى كأني إذ نعــى الناعـي كـليباً فَدُرتُ وقد غـــشـى بصـري عليه سألتُ الحـي أين دفــــنتموهُ فســرتُ إليه من بلدي حـثيثا |
هُدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ كأن الليـلَ ليس له نهارُ تقارب من أوائـلها انحدارُ كأن لم تــحوها عني البحارُ لقاد الخـيلَ يحجبُها الغـبارُ وكيف يجـيبني البلدُ القَفارُ ضـنيناتُ النفـوس لها مَزارُ لقد فُجِعتْ بفارسها نِزارُ ويُسـراً حين يُلتمسُ اليسارُ وتعفـو عـنهُـمُ ولك اقـتدارُ مخافـــةَ من يجيرُ ولا يجارُ إذا ما عدت الربْحَ التِّجار كما قد يُسْلـب الشـيء المعارُ تـطاير بــيــن جـنبي الشــرار كما دارت بشاربها العُــقـــار فـــقـــالوا لي بأقـصــى الحي دارُ وطـار النـومُ وامـتنع القـرارُ |