سعدون جابر: الساحة الفنية مريضة
أعلن المطرب العراقي، سعدون جابر، أسفه واعتذاره للشعب العربي وحكامه عن أغنية «شعبنا اليعربي» التي قدمها عام ،1990 وحملت كلماتها إساءة للشعوب العربية وحكام بعض الدول، كاشفاً عن تلقيه تهديدات بالقتل وتعرضه للسجن مرتين بسبب رفضه لتقديم الأغنية، مع تهديد باعتقاله في سجن ابو غريب، وقال «مازال الجنود الذين نفذوا عملية إجباري على الغناء موجودين حتى وقــتنا هذا، وفي ظل هذه الظروف القاسية اضطررت إلى تقديم الأغنية والإساءة لحكام وشعوب أحبهم ومازالوا يحبونني، فالفنان العراقي في ذاك الوقت كان مســيراً ولــيس مخيرا».
وأشار جابر، في لقاء جمعه بالإعلاميين في المجمع الثقافي، مساء أول من أمس، إلى ان الساحة الفنية العربية، خصوصا الغنائية، مريضة، مؤكداً أنه لم يتخل عن وطنه العراق، موضحاً «غنيت ضد المحتل الأجنبي الذي يحتل الأرض العربية، ومازلت حتى الآن أشيد بالمقاومة العراقية، ولذلك تم منع أغنياتي في العراق، واضطررت لمغادرة بلدي وأهلي، وعموما أي أغنية يمكن ان تعبر أكثر مما عبر عنه البطل العراقي منتظر الزيدي وما فعله؟ فالأغنية الوطنية أصبحت كسيحة أمام فعل «قندرة» اعتقد انها ستغير الكثير في خريطة العالم العربي»، مؤكدا ان الساحة الغنائية العربية تعاني من المرض الذي يعود إلى الأنظمة نفسها «فلا إبداع في ظل الاحتلال والجوع والفقر والقهر».
وأضاف «حتى في حال تقديم أغنيات وطنية للعراق الآن، فلن تقبل أي من القنوات الفضائية بثها وإذاعتها، إلى جانب انني أخشى على أهلي وأسرتي الذين مازالوا يقيمون في العراق من التعرض للخطر، وهو ما حدث من قبل عندما أعلنت انني لن أعود إلى العراق حتى يخرج منها آخر جندي أميركي، وان ما يحدث في العراق حاليا من تدمير ونهب لكل أشكال الثقافة والفنون لم يكن يحدث في عصر صدام حسين»، مضيفاً: «كما لا يمكننا قبول ما شهده العراق بعد دخول قوات الاحتلال من تدمير وإحراق لكل المواد التراثية، وإحراق الإذاعة العراقية ومكتبتها التي كانت تضم آلاف المواد الثقافية والتراثية من برامج وأغنيات، حتى لم يعد هناك سوى الأغنيات والمواد الحديثة، بالإضافة إلى نهب غالبية آثار العراق وكنوز ه».
قطيعة
وقال جابر عن غيابه عن الساحة الغنائية في الدول العربية ومن بينها مصر، «بالفعل أشعر انني مقصر في حق نفسي وفي حق الشعب العربي بوجه عام، وشعب مصر العظيم بشكل خاص، وأتمنى ان تكون عودتي لهذا الجمهور قريبة». لافتا إلى انه لا يهتم كثيرا باللهجة التي يقدم بها الأغنية، وبقدر ما يهتم بموضوعها ومدى اقتناعه بهذا الموضوع.
ووصف مواطنه كاظم الساهر بانه «فنان مجتهد نجح في ان يحقق بصمات واضحة في الغناء العربي والعراقي، بعد ان بذل الكثير من الوقت والجهد، كما انه ظهر في فترة زمنية خلت فيها الساحة الغنائية، سواء العراقية أو العربية من الأسماء الكبيرة، وهو يحمل الهوية العربية، أما أنا فاحمل الهوية العراقية سواء في أغنياتي أو سلوكياتي، وفي النهاية يمثل العراق جزءاً من العالم العربي».
وعلى الرغم من نفيه توجيه أي اتهامات لها، اعتبر سعدون جابر «روتانا» مسؤولة عن جزء كبير من ما تشهده الساحة الفنية «فهي تروج لكل ما هو ضعيف، وابتعدت عن الأصالة والرصانة، ومن بينها أصوات مثل سعدون جابر وعبدالكريم عبدالقادر وغيرهما، وهو ما يطرح تساؤلا عن هدفها من الترويج للضعيف»، وتابع «يجب ألا نتهم الجمــهور بانه الســبب في ذلك، فالجمهور ذواق، ومازال يميل للجــيد ويصفق له عندما يقدم إليه، أما عندما يحجب عنه الإنتاج الجيد ويتم ترويج الضعيف فلابد ان يتقبله»، معربا عن أمله بأن تتجه الشركة للاهتمام بالرصانة والأصالة في العالم العربي، وان يجمعه بها تعاون فني في الفترة المقبلة.
خطط مستقبلية
وكشف الفنان العراقي عن انشغاله بمشروعات فنية للفترة المقبلة، بالتعاون مع شعراء عراقيين وعرب، كما يستعد لتقديم قصيدة «عيد بأية حال عدت يا عيد» للمتنبي، وأوضح «إلى جانب إعجابي الشديد بالمتنبي، شعرت بأنني أجد نفسي في هذه القصيدة التي تقارب واقعنا وكأنها كتبت حديثا، وستشــهد المفــترة المــقبلة تعاونا جديدا مع سمو الأمير خالد الفيصل الذي التقيت به اخيرا، وهو من الأمراء الذين يمتلكون ثقافة واسعة واهتماما كبيرا بالتراث، بالإضافة إلى انني سجلت أغنية من كلمات سمو الأمير بدر عبدالمحسن الذي سبق وغنيت له ثلاث أغنيات، وهناك أغنية أخرى سأقوم بتسجيلها قريبا».
وأحيا الفنان العراقي سعدون جابر مساء أول من أمس الحفل الثاني ضمن سلسلة حفلات «الخميس الأخير من كل شهر»، التي تنظمها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث بالمجمع الثقافي، وغنى لجمهور الحفل، الذي غلبت عليه الجالية العراقية، مجموعة من الاغنيات والمواويل العراقية بمصاحبة المايسترو ادوارد كاظم، من بينها اغنيات يا ديرة هلي، والطيور الطايرة، وصغيرون، ومحيرني، وموال خاص للعراق، وغيرها من الأغنيات التي تجاوب معها الجمهور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news