عذب الكلام
لبدوي الجبل (محمد سليمان الأحمد)
تأنق الدوحُ يُرضي بُلبــلاً غـرداً من جنة الله قلبانـا جناحاهُ
يطير ما انْسَجما حتى إذا اختـلفا هوى. ولم تُغْن عن يُسراهُ يمناه
الخافقان معاً فالنّجـــْمُ أيْكُهـما وسِدرة المنتهى والحـبّ أشباهُ
ما فارقَ الري قلبــاً أنتِ جذوتهُ ولا النعيمُ محبـــــا أنت بلْواهُ
غمَرْتِ قلبي بأســــرار معَطرةٍ والحـــــب أمْلَكُهُ للروح أخفاهُ
وما امْتَحَنْتُ خفاياهُ لأجـــلوها ولا تمَنّيْــــتُ أنْ تُجلى خفاياهُ
الخافقان وفوق العقل ســرّهما كلاهـما للغيوب: الحــب والله
كلاهما انسكبت فيه ســرائرنا ومـا شهدناهُ لكــنّا عبدنـــاهُ
أرخصتُ للدمع جفني ثمّ باكره في هدأة الفجر طيْفٌ منـك أغلاهُ
وأسكرتني دمـوعي بعد زورته أطيــْفُ ثَغْرك ســـاقاهُ حميّاهُ
طَيْفٌ لشقراءَ كاسٍ من متارفهِ لو لمْ أصُنْهُ طغى وجدي فَعَرّاهُ
حُمنا مع العطر ورّاداً على شفَةٍ فلــــــمْ نَغَرْ منهُ لكنّا أغـــَرناهُ
تهدلت بالجنى المعسول واكتنزت والثّغْـــــرُ أملؤهُ للثغــــْر أشهاهُ